أوائل من الحديث والسيرة (2)

أول من سنَّ القتل:
عن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تُقتَل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها؛ لأنه أول من سنَّ القتل))؛ [أخرجه البخاري رقم: (3157)، ومسلم رقم: (1677)].

أول من نِيح عليه بالكوفة:
عن علي بن ربيعة قال: "أول من نِيح عليه بالكوفة قَرَظَةُ بن كعب"؛ [أخرجه مسلم رقم: (933)].

أول من كوى الجاعرتين:
عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: ((ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمارًا موسومَ الوجه فأنكر ذلك، قال: فوالله لا أسِمُه إلا في أقصى شيء من الوجه، فأمر بحمار له فكُوِيَ في جاعِرَتَيْهِ، فهو أول من كوى الجاعرتين))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2118)].

أول من تبِع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته من أهله:
عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا فاطمة رضي الله عنها ابنته، فسارَّها، فبكت، ثم سارَّها فضحكت، فقالت عائشة رضي الله عنها: فقلت لفاطمة رضي الله عنها: ما هذا الذي سارَّكِ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكيتِ، ثم ساركِ فضحكتِ؟ قالت: سارني فأخبرني بموته فبكيتُ، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكتُ))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2450)].

أول من أظهر إسلامه:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد...))؛ [أخرجه أحمد (1/ 404)، وابن ماجه رقم: (150)، وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين: "هذا حديث حسن"، وانظر رسالتي: التحقيق في عموم ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ﴾ [التوبة: 40] مذخرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الكلام على: ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ﴾ [التوبة: 40] في إظهار الإسلام].

أول من عزل:
عن عبادة رضي الله عنه: "أن أول من عزل نفرٌ من الأنصار أتَوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إن نفرًا من الأنصار يعزلون...))؛ [أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 168/ 2) وفيه: عيسى بن سنان، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 323): "قلت: وهو لين الحديث كما في التقريب"].

أول من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من غيَّر دين إبراهيم عمرو بن لُحَيِّ بنُ قَمَعَةَ بن خِنْدِفَ أبو خزاعة))؛ [أخرجه ابن أبي عاصم (23 / 1)، والطبراني في الكبير رقم: (10808)، والأوسط، قال الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 244): "وهذا إسناد حسن في الشواهد على الأقل"].

أول من غيَّر سُنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال ليزيد بن أبي سفيان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من يُغيِّر سُنَّتي رجل من بني أمية))؛ [أخرجه ابن أبي عاصم في الأوائل (7/ 2)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1749)، وقال رحمه الله عقب تخريجه: "ولعل المراد بالحديث: تغيير نظام اختيار الخليفة، وجَعْلُه وراثةً، والله أعلم"].

أول من سمِع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يبولَنَّ أحدكم مستقبلَ القِبلة)) وأول من حدَّث به:
عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه يقول: "أنا أول من سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة))، وأنا أول من حدَّث الناس بذلك"؛ [أخرجه أحمد (4/ 191)، ابن ماجه رقم: (317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع وغيره؛ قال البوصيريُّ في الزوائد (134/ 1): "هذا إسناد صحيح، وقد حكم بصحته: ابن حبان، والحاكم، وأبو ذر الهرويُّ، وغيرُهم، ولا أعرف له علةً"، قال الحويني في بذل الإحسان (1/ 221): "وهو كما قال"].

أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
عن أم سلمة رضي الله عنه أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من مسلمٍ تصيبُه مصيبةٌ، فيقول ما أمره الله: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللهم أجِرْني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها - إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...))؛ [أخرجه مسلم رقم: (918)].

أول من جَحَدَ:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لما نزلت آية الدَّين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول من جَحَدَ آدمُ عليه السلام، أو أول من جحد آدمُ...))؛ [الحديث، أخرجه أحمد (1/ 251)، وصححه أحمد شاكر (3/ 42)، والألباني في ظلال الجنة رقم: (204)].

أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراءُ والمهاجرون الذين تُسَدُّ بهم الثغور، ويُتَّقى بهم المكاره...))؛ [أخرجه أحمد (2/ 168)، وهو في موارد الظمآن رقم: (2565)، وقال المنذري في الترغيب (4/ 86)، والهيثمي في المجمع (10/ 259): "ورجاله ثقات"، وصححه أحمد شاكر (6/ 142)، والألباني في صحيح الترغيب رقم: (3183)، وهو مخرَّج في الصحيحة رقم: (2559)].

أول من يُؤتَى يوم القيامة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أول من يؤتى يوم القيامة، فيُقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: يا رب لبيك وسعديك، فيقول له ربنا: أخْرِجْ نصيب جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب وكم؟ فيقول: من كل مائة تسعة وتسعين...))؛ [أخرجه أحمد (2/ 378)، وقال شعيب الأرنؤوط: "صحيح وهذا إسناد قوي..."، وتقدم معنا في أوائل من الحديث والسيرة (1) بلفظ: أول من يُدعى يوم القيامة].

أول شافع وأول مُشفَّع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا سيِّد ولد آدم يوم القيامة، وأول مَن ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفَّع))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2278)].

وعن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخرَ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مُشفَّع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (4308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، وصحيح الترغيب رقم: (3643)].

أول من أخرج المنبر يوم العيد:
عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه قال: "أول من أخرج المنبر يوم العيد مروان..."؛ [أخرجه أحمد (3/ 52)، وقال شعيب الأرنؤوط: "إسناده صحيح على شرط مسلم"].

أول من بدأ بالخطبة يوم العيد:
عن طارق بن شهاب قال: "أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان..."؛ [أخرجه مسلم رقم: (49)، وقصة إنكار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عليه في البخاري رقم: (913)، ومسلم رقم: (889)، وانظر للفائدة: أوليات عثمان بن عفان رضي الله عنه].

أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة العقبة:
عن كعب بن مالك رضي الله عنه وكان كعبٌ ممن شهد العقبة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها، قال: ((... كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البراء بن معرور))؛ [أخرجه أحمد (3/ 460)، وقال شعيب الأرنؤوط: "حديث قوي، وهذا إسناد حسن"، وانظر: أوليات البراء بن معرور رضي الله عنه].

أول من أذَّن:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "أُحِيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأُحِيل الصيام ثلاثة أحوال... وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علِّمْها بلالًا فلْيُؤذِّن بها))، فكان بلال أول من أذَّن بها..."؛ [أخرجه أحمد (5/ 246) واللفظ له، وأبو داود رقم: (82)، وصححه الألباني، وانظر: كشف المشكل (2/ 474) لابن الجوزي].

أول من بدأ بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أقسم ألَّا يدخل على نسائه شهرًا:
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: لم أزَلْ حريصًا على أن أسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللتين قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]، وفي آخره: ((فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة، فبدأ بها، فقالت له عائشة: يا رسول الله، إنك قد أقسمت ألَّا تدخل علينا شهرًا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدُّها عدًّا، فقال: الشهر تسع وعشرون، فكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين ليلة، قالت عائشة: ثم أنزل الله تعالى آية التخير، فبدأ بي أول امرأة من نسائه فاخترتُه، ثم خيَّر نساءه كلهن، فقلن مثل ما قالت عائشة))؛ [أخرجه البخاري رقم: (4895)].

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((أقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألَّا يدخل على نسائه شهرًا، قالت: فلبِث تسعًا وعشرين، قالت: فكنت أول من بدأ به، فقلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أليس كنت أقسمت شهرًا، فعددت الأيام تسعًا وعشرين؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الشهر تسع وعشرون))؛ [أخرجه أحمد (6/ 33)، وقال شعيب الأرنؤوط رحمه الله: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"].

أول من فُتق لسانه بالعربية:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من فُتِقَ لسانه بالعربية المبيَّنة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة))؛ [أخرجه الشيرازي في الألقاب، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته، رقم: (2581)].

أول نبي ورسول أُرسل:
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أول نبي أُرسل نوح))؛ [رواه الديلمي في مسنده (1/ 1/ 9)، وابن عساكر في تاريخه، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1289)].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوة، فرُفع إليه الذراع وكانت تُعجبه، فنَهَسَ منها نَهْسَةً، وقال: ((... فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض...))؛ [أخرجه البخاري رقم: (3162)، ومسلم رقم: (194)].

ويقول آدم عليه السلام كما أخرجه البخاري رقم: (4206)، ومسلم رقم: (193)، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماءَ كل شيء؛ فاشفع لنا عند ربك حتى يريحَنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هُنَاكُم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتوا نوحًا؛ فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض...)).

أول شارب من زمزم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ابن السبيل أول شارب؛ يعني: من زمزم))؛ [أخرجه أحمد (2/ 494)، والطبراني في الصغير رقم: (252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته رقم: (44)].

أول أشراط الساعة:
عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبدالله بن سلام مَقدَم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينةَ فأتاه، فقال: وفيه... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما أول أشراط الساعة فنارٌ تحشر الناس من المشرق إلى المغرب...))؛ [الحديث، أخرجه البخاري رقم: (3151)].

أول طعام يأكل أهل الجنة:
عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبدالله بن سلام مَقدَم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فأتاه فقال: وفيه... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((... وأما أول طعام يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد الحوت...))؛ [الحديث، أخرجه البخاري رقم: (3151)].

أول خَلْقِ الله عز وجل تُسعَّر بهم النار يوم القيامة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:... حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به: رجل جمع القرآن، ورجل يقتتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلِّمْك ما أنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عمِلت فيما علِمتَ؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يُقال: إن فلانًا قارئ، فقد قيل ذاك، ويُؤتَى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسِّع عليك حتى لم أدَعْكَ تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتُك؟ قال: كنت أصِلُ الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله تعالى: بل أردت أن يُقال: فلان جواد، فقد قيل ذاك، ويُؤتَى بالذي قُتِل في سبيل الله، فيقول الله له: في ماذا قُتِلتَ؟ فيقول: أُمِرْتُ بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قُتِلت، فيقول الله تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يُقال: فلان جريء، فقد قيل ذاك، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتي، فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خَلْقِ الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (2382)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، وصحيح الترغيب رقم: (22)].
أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:... سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه: رجل استُشهد فأُتِيَ به فعرَّفه نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت؛ لأن يُقال: جريء، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فسُحب على وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن فأُتِيَ به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليُقال: عالم، وقرأت القرآن ليُقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فسُحِب على وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتِيَ به فعرَّفه نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن يُنفَق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت؛ ليُقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحِبَ على وجهه، ثم أُلقِيَ في النار))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1905)].

أول زمرة يدخلون الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول زمرةٍ يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر...))؛ [أخرجه البخاري رقم: (3149)، ومسلم رقم: (2834)].

أول شيء خلقه الله عز وجل:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول شيءٍ خَلَقَهُ الله تعالى القلمُ، وأمره أن يكتب كل شيء يكون))؛ [رواه أبو يعلى (126/ 1)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص: 271)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (133)].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن أول شيء خلقه الله عز وجل القلمُ...))؛ [أخرجه الآجري في الشريعة (321، 322)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (3136)]، وقد اختلف السلف رحمهم الله في أول المخلوقات؛ فقيل: القلم، وهو قول طائفة من أهل العلم، وقيل: أول المخلوقات العرش، وهو قول جمهور السلف، واستدلوا بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2653)]، وعلى كلٍّ فالمسألة خلافية بين السلف، وتطلب في مظانِّها من كتب العقائد وغيره، والله أعلم.

أول جيش يغزون البحر وأول جيش يغزون مدينة قيصرَ من أمته صلى الله عليه وآله وسلم:
عن أم حرام رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: أنتِ فيهم، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا))؛ [أخرجه البخاري رقم: (2766)].

قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية رضي الله عنه؛ لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد؛ لأنه أول من غزا مدينة قيصر؛ [فتح الباري (9/ 89)، وشرح صحيح البخاري (5/ 11) لابن بطال].

أول الناس هلاكًا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول الناس هلاكًا قريش، وأول قريش هلاكًا أهل بيتي))؛ [أخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخته (1/ 236/ 2)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1737)].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا عائشة، قومك أسرع أمَّتي بي لَحَاقًا...))؛ [أخرجه أحمد (6/ 81، 90)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1953)، وحديث: ((أول الناس هلاكًا العرب، ثم أهل فارس))؛ [رواه البزار (3330)، وأحمد (2/ 513)، ضعيف لا يصح، وانظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (10/ 2122)].

أول قريش هلاكًا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((... وأول قريش هلاكًا أهل بيتي))؛ [أخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخته (1/ 236/ 2)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1737)].

أول الآيات خروجًا:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: حفِظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثًا لم أنْسَه بعدُ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضُحًى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثَرِها قريبًا))؛ [أخرجه مسلم رقم: (2941)].

وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أول الآيات: طلوع الشمس من مغربها))؛ [رواه الطبراني في المعجم الكبير رقم: (8022) وغيره، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (3305)، ويشهد له ما قبله].

أول خصمَين يوم القيامة:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول خصمين يوم القيامة جاران))؛ [أخرجه أحمد (4/ 151)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم: (2563)، وانظر: 40 حديثًا في الجار والجوار، الحديث السادس والثلاثون].

أول عِلْمٍ يُرفع من هذه الأمة:
عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: ((... فلقِيَ جبير بن نفير شدادَ بن أوس بالْمُصلَّى، فحدَّثه هذا الحديثَ عن عوف بن مالك، فقال: صدق عوف، ثم قال: وهل تدري أي العلم أول أن يرفع؟ قال: قلت: لا أدري، قال: الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعًا))؛ [أخرجه أحمد (6/ 2627)، والطبراني في الكبير (18/ رقم: 75)، والأوائل رقم: (81)، وابن أبي عاصم في الأوائل رقم: (109)، والبزار في مسنده رقم: (232 زوائده)، وابن حبان في صحيحه (10/ رقم: 4572 الإحسان)، وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 52) لشيخنا مقبل رحمه الله وقال: "هذا حديث صحيح"].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: قال: ((إن شئت لأحدثنَّك بأول علمٍ يُرفع من الناس؛ الخشوع))؛ [رواه الترمذي رقم: (2653)، والطبراني، بإسناد حسن، كما في الترغيب للمنذري، ومجمع الزوائد (2/ 36) للهيثمي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم: (542)، وتعقب قول المنذري: "الموقوف أشبه"، فقال كما في الحاشية: "قلت: بل المرفوع أشبه؛ لأن له شواهدَ، ولا سيما وهو لا يُقال بالرأي".

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: ((أول ما تفقدون من دينكم الخشوع...))؛ [أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 469)، وصححه ووافقه الذهبي].

أول ما تفتقدون من دينكم:
عن شداد بن أوس رضي الله عنه: أن رسول الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة))؛ [رواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ رقم: 7182)، صحيح الجامع رقم: (2570)].

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخرُه الصلاة))؛ [أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص: 28) وغيره، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1739)].

أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة:
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول ما يحاسَب به العبدُ يومَ القيامة صلاتُه...))؛ [أخرجه أحمد (5/ 72)، وقال شيخنا مقبل الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين: "هذا حديث صحيح"، وبنحوه عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، رواه الطبراني في الأوسط، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1358)، وعن عبدالله رضي الله عنه أخرجه النسائي (2/ 163)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1748)، وله شواهد أُخَرُ في صحيح أبي داود].

أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة:
عن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول ما يُقضَى بين الناس يوم القيامة في الدماء))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1678)].

أول ما يُحكَم بين العباد:
عن عبدالله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن أول ما يُحكَم بين العباد في الدماء))؛ [أخرجه أحمد (1/ 440)، والترمذي رقم: (1396)، وصححه أحمد شاكر (4/ 176)، والألباني في صحيح الجامع].

أول مسجد وُضِع في الأرض:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض، قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عامًا، ثم الأرض لك مسجد؛ فحيثما أدركتْكَ الصلاة، فَصَلِّ))؛ [أخرجه مسلم رقم: (520)].

أول الناس ورودًا على حوضه صلى الله عليه وآله وسلم:
عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((حوضي من عَدَنَ إلى عَمَّانَ البلقاءِ، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأكاوِيبُهُ عدد نجوم السماء، من شرِب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، أول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين...))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (2444)، وابن ماجه رقم: (4303)، وأحمد (5/ 275276)، والطيالسي رقم: (995)، والحاكم (4/ 184)، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الحويني في الفتاوى الحديثية: "وهو كما قالا، وقد اختلف في سنده، وشرحتُ ذلك في تخريجي على معجم الإسماعيلي، فلله الحمدُ"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم: (3185) وغيره].