تراجع سهم "إيفرجراند" الصينية للتطوير العقاري اليوم بأكثر 80 في المائة ليتداول عند 35
أظهرت قمة تجمع "بريكس" التي عقدت الأسبوع الماضي في جنوب إفريقيا، قبل أسابيع قليلة من الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بزوغ كتل جيوسياسية جديدة، الأمر الذي يطرح سؤالا مهما، ما الدور الذي يلعبه الجنوب العالمي، وما العوامل المحركة الرئيسة لسياسات المستقبل؟
ويضم التجمع حاليا البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وصنف البعض قمة جوهانسبرج على أنها "قمة النصف الجنوبي للكرة الأرضية".
وما من شك أن قمة بريكس (22 - 24) أغسطس كانت التجمع الأكثر أهمية لروسيا والجنوب العالمي منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل 18 شهرا.
وفي عالم تترابط فيه المصالح، قدمت القمة منصة للقاء بين روسيا وأربع دول لا ترفض فحسب أن تأخذ جانب الغرب ضد موسكو، ولكنها تهدف أيضا إلى إقامة "تعددية شاملة"، بحسب شعار القمة.
وأعلنت "بريكس" توسيع التجمع خلال 2024، ليشمل ستة أعضاء جدد- السعودية والإمارات والأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران، ويشكل ذلك، باختصار، تحديا لهيمنة الغرب، حتى لو لم يكن الانفصال بشكل حقيقي ممكنا.
وبالتأكيد، انصب قدر واسع من الاهتمام على الرئيس الروسي، الذي أصدر أمره بشن واحدة من أكبر الحروب في أوروبا منذ 1945، ألا وهي حرب أوكرانيا، قبل 18 شهرا تقريبا، وفقا لـ"الألمانية" عقوبات غير مشروعة
تحدث بوتين أمام القمة من خلال رابط فيديو، وأدان الدول الغربية بسبب ما وصفه بأنها "عقوبات غير مشروعة تسحق جميع قواعد التجارة الدولية"، وبسبب سياساتها التي رأي أنها تؤجج التضخم.
وبحسب الرئيس الروسي، فإن الخطوة الحاسمة صوب تحقيق عالم التعددية هي التخلص من الدولار، وهي عملية يراها "تترسخ بالفعل، وبشكل لا رجعة فيه".
وشدد بوتين على أن التعامل بالعملة الأمريكية شكل فقط 28.7 في المائة من إجمالي حجم التجارة بين دول بريكس الخمس في 2022.
وأصر الرئيس بوتين في كلمته للقمة على أن بلاده ليست مسؤولة عن أزمات الغذاء في العالم.
وفي لفتة حسن النية، وإشارة إلى النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أعلن بوتين أن موسكو ستوفر آلاف الأطنان من الحبوب لست دول إفريقية، مجانا.
وكانت روسيا أنهت الشهر الماضي اتفاقا كان تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، لتصدير الحبوب الحيوية عبر الموانئ الأوكرانية المحاصرة على البحر الأسود. وترى تركيا نفسها أيضا وسيطا في الحرب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت سابق، إنه يتوقع أن يتمكن من إقناع نظيره الروسي بتجديد اتفاق تصدير الحبوب، غير أن موسكو لم تؤكد أي خطة في هذا الاتجاه، حتى الآن.
واستغل بوتين أيضا افتتاح "مؤتمر موسكو الـ11 للأمن الدولي"، منتصف الشهر الجاري، ووجه انتقادات حادة للقوى الغربية، وألقى باللوم عليها في تأجيج الاضطرابات في أنحاء العالم.
وقال إن السبب الوحيد وراء الصراعات في أنحاء واسعة من العالم هو "المغامرات الجيوسياسية والسلوك الأناني والاستعماري الجديد للغرب".
وبدا كذلك أن روسيا سعت إلى استغلال مؤتمر موسكو الأمني لتعزيز تحالفاتها. وكان وزير الدفاع الصيني الجديد لي شانج فو، ضمن المشاركين في المؤتمر. شراكة بلا حدود
الصين هي أكبر شريك تجاري لروسيا، وأحجمت بكين عن فرض عقوبات على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وأعلنت الدولتان شراكة "بلا حدود" قبل فترة وجيزة من إطلاق روسيا قواتها في الأراضي الأوكرانية، ولم تصدر القيادة في الصين إدانة علنية، بل ركزت، عوضا عن ذلك، على محاولة لعب دور الوسيط في الحرب، ولكن العملاق الصيني يصارع حاليا أزمة ربما تنجم عن الركود العقاري.
وتشكل دول بريكس الخمس نحو 26 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ولكنها تظل بعيدة عن القوة الاقتصادية المشتركة التي تمثلها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
أما فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، فموقف بكين ثابت لا يتغير، وقام وزير الدفاع الصيني بزيارة بيلاروس، حليفة روسيا القوية في 17 من الشهر الجاري. أصدقاء ضد الهيمنة
وجه وانج وينتاو وزير التجاري الصيني انتقادات لأمريكا خلال قمة بريكس، دون أن يذكرها صراحة بالاسم، حيث قال، "ثمة دولة تسعى إلى الحفاظ على هيمنتها، وقامت بما في وسعها لكي تكبل الدول الناشئة، والنامية".
وأضاف، "يجرى احتواء هؤلاء الذين يتطورون بسرعة، وإعاقة من يلحقون بالركب. وأشار رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو أخيرا إلى التوافق بين بلاده والصين عندما يتعلق الأمر بإقامة عالم متعدد الأقطاب.
وفي أحيان كثيرة يتحدث لوكاشينكو، مثله في ذلك مثل بوتين، ضد ما يصفه بـ"الهيمنة الأمريكية"، إذ أشاد بخطط تعزيز التعاون العسكري بين بلديهما، في مينسك (17 أغسطس الجاري).
وقال رئيس بيلاروس إن من المتوقع أن تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة في 2024 كما شدد على أن بلاده تعتمد في المقام الأول على صديقيها، روسيا والصين، في الحصول على المساعدات العسكرية. الأمم المتحدة والتغيير
دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير 2023، أي بعد عام من إطلاق القوات الروسية في أوكرانيا، إلى نهاية فورية للحرب، وصوتت 141 من الدول الأعضاء لمصلحة ذلك، في حين عارضت الدعوة سبع دول- بيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا ومالي ونيكاراجوا وروسيا وإيطاليا وسورية.
وكانت الصين والهند وباكستان ضمن 32 دولة امتنعت عن التصويت. وشارك أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في قمة بريكس في جوهانسبرج، للدعوة إلى التعاون في مواجهة الأزمات.
وقال جوتيريش، "حضرت إلى جوهانسبرج أحمل رسالة بسيطة، في عالم منقسم، تجتاحه أزمات طاحنة، لا يوجد ببساطة بديل عن التعاون. علينا أن نستعيد الثقة، وأن نعيد الحياة للتعددية، على نحو عاجل، في القرن الـ21.
ودعا الأمين العام إلى إصلاح هياكل الحوكمة العالمية حيث إنها "تعكس عالم الماضي، مباشرة عقب الحرب العالمية الثانية، وحذر من أنه دون هذا الإصلاح، يصبح التشرذم حتميا.
وقال، "هذا صحيح، على نحو خاص، في حالة مجلس الأمن الدولي، ومؤسسات بريتون وودز"، في إشارة إلى صندوق النقد والبنك الدوليين، اللذين يهيمن عليهما الغرب.