أسعار النفط تكافح لتحديد الاتجاه .. إعلان «الفيدرالي» زاد من الرياح المعاكسة
ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام سجلت انخفاضها الأسبوعي الثاني على التوالي، مع ظهور إشارات على إمدادات إضافية من الخام وتدهور توقعات الطلب العالمي خلال سلسلة من جلسات التداول الضعيفة.
وتراجعت الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي، حيث انخفض برنت أقل من 1 في المائة وخسر خام غرب تكساس الوسيط نحو 2 في المائة، بينما في الأسبوع الماضي هبط الخامان بنحو 2 في المائة.
وأشار التقرير إلى تلاشي توقعات قلة الإمدادات التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام منذ يونيو وسط احتمالات بأن الولايات المتحدة ستخفف العقوبات على إيران وفنزويلا.
وأضاف التقرير أنه في الوقت نفسه أدى النمو المتعثر في الصين والبيانات الاقتصادية السيئة في أوروبا إلى إضعاف توقعات الطلب خاصة عقب إغلاق ثالث أكبر مصفاة للنفط في الولايات المتحدة بعد نشوب حريق.
وأكد التقرير أن النفط الخام شهد أسبوعا متقلبا، حيث تكافح الأسعار في كثير من الأحيان من أجل تحديد الاتجاه وسط تداولات صيفية ضعيفة، موضحا أن عقود الفائدة المفتوحة للنفط تحوم بالقرب من أدنى مستوياتها في يناير بينما أعلن صندوق النفط الأمريكي عن أكبر تدفق يومي خارج له منذ 2020. وأشار إلى استقرار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط دون 80 دولارا للبرميل.
وذكر التقرير أنه إضافة إلى تصريحات باول كشفت الصين عن مزيد من التيسير لسياسات الرهن العقاري لوقف الركود في سوق العقارات المتعثر.
وأشار إلى أنه يتم تداول النفط الخام الآن تقريبا، كما بدأ هذا العام، مبينا أن التوقعات المستمرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بشكل كامل من حملته للتشديد النقدي التي زادت من الرياح المعاكسة.
وسلط التقرير الضوء على أهمية قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فتح محادثات لرفع العقوبات مؤقتا عن فنزويلا وهو ما عزز من احتمالات أن ينتعش الإنتاج أخيرا في أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
وتوقع أن يؤدي تخفيف العقوبات إلى إحياء مشاريع الحفر التي طال انتظارها من قبل شركة شيفرون وهي شركة النفط الأمريكية الوحيدة التي لها عمليات في فنزويلا، إضافة إلى مشاريع الشركات الأوروبية ومنها "إيني".
إلى ذلك، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسعار النفط سجلت خسارة أسبوعية بسبب احتمال دخول تدفقات نفطية جديدة إلى السوق، لكن الأساسيات الصعودية تساعد على وقف أي انخفاض كبير.
وأوضح التقرير أن احتمال عودة صادرات النفط الكردي إلى السوق والشائعات حول التقارب بين الولايات المتحدة وفنزويلا أثرا بشكل كبير على أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي، لكن السحب الجيد لمخزونات النفط الخام الأمريكية ومستويات مخزون المنتجات الأقل من المتوقع في أوروبا قد عوضت بعضا من هذا الانخفاض.
وذكر التقرير أن اجتماع جاكسون هول لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يقدم تحولات غير متوقعة ولذا اتجه النفط نحو تسجيل خسارة أسبوعية جديدة وإن كانت طفيفة للغاية.
وأفاد بأن صادرات النفط الخام الإيراني تجاوزت 1.5 مليون برميل يوميا في مايو وهو أعلى مستوى منذ 2018، مرجحا بأن تسارع الصين في بناء مخزوناتها من النفط الخام في الشهور المقبلة.
وعد التقرير أن إنتاج إيران الحالي أقل بكثير من ذروة 2018 البالغة 3.7 مليون برميل يوميا ومع ذلك فإن زيادة الإنتاج من المستوى الحالي إلى أي مستوى قريب من ستة ملايين برميل في اليوم قد يستغرق عدة أعوام على الأقل بسبب أعوام من نقص الاستثمار.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1 في المائة إلى أعلى مستوى في أسبوع خلال تداولات يوم الجمعة مع ارتفاع أسعار الديزل في الولايات المتحدة وانخفاض عدد منصات النفط واندلاع حريق في مصفاة في لويزيانا.
وارتفع خام برنت 1.12 دولار، أو 1.3 في المائة، ليبلغ عند التسوية 84.48 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 78 سنتا، أو 1.0 في المائة، ليبلغ عند التسوية 79.83 دولار. وارتفعت العقود الآجلة للديزل نحو 5 في المائة إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر تقريبا.
وبحسب "رويترز"، قال فيل فلين، المحلل في برايس فيوتشرز جروب "الشيء الرئيس كان القلق بشأن أسعار الديزل، والمخاوف بشأن نقص الديزل عندما تدخل مصافي التكرير في أعمال الصيانة". وأضاف أن الأسعار تلقت دعما أيضا من حريق في مصفاة لويزيانا وانخفاض منصات النفط الأمريكية.
وتم احتواء حريق في صهريج تخزين النفتا العملاق بعد ظهر الجمعة في مصفاة جاريفيل التابعة لشركة Marathon Petroleum التي تبلغ طاقتها 596 ألف برميل يوميا في لويزيانا.
وقال محللون في مورجان ستانلي إنهم يتوقعون أن تحظى أسعار برنت بدعم جيد عند نحو 80 دولارا للبرميل، مع احتمال أن يظل الخام يعاني نقصا في المعروض خلال بقية هذا العام قبل العودة إلى فائض صغير في أوائل 2024. من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار عشر منصات خلال الأسبوع.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 632 منصة خلال الأسبوع الماضي وحتى الآن هذا العام تم تسجيل خسارة 133 منصة حفر نشطة.
ولفت التقرير انخفاض عدد منصات النفط بمقدار ثماني منصات إلى 512، بانخفاض 93 عن العام الماضي، كما انخفض عدد منصات الغاز من 2 إلى 115، بخسارة 43 منصة للغاز النشط مقارنة بالعام الماضي، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأشار التقرير إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان من سبع إلى 320 منصة في حين انخفض عدد منصات الحفر في إيجل فورد من واحدة إلى 52 منصة.
وأفاد التقرير بأن مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بلغت 12.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، وهو ما يمثل الزيادة الأسبوعية الثالثة على التوالي في الإنتاج، وذلك وفقا لأحدث تقديرات أسبوعية لإدارة معلومات الطاقة.