حديث: قل الحق ولو كان مرا
1- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: قل الحق ولو كان مرًّا؛ صححه ابن حبان في حديث طويل.
المفردات:
الإقرار: هو في اللغة الاعتراف والإذعان للحق وفي الاصطلاح: إخبار الإنسان بما عليه.
فيه الذي قبله: أي في الإقرار الحديث الذي قبله، وهو حديث العسيف الذي وقع هذا الباب بعده مباشرة.
وما أشبهه: أي وما أشبه حديث العسيف مما فيه اعتراف الإنسان بما ارتكب أو ما تحمل في ذمته، وكما سيجيء في الحدود والقصاص.
الحق: أي الصدق واعترف به على نفسك أو على غيرك.
مُرًّا: أي ولو كان غير حلو فالمُرُّ ضد الحلو، يعني لا يمنعك من قول الحق ما قد يجره عليك من تكدير وتنغيص.
البحث:
قال الحافظ عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب والترهيب: وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير: أوصاني ألا أنظر إلى من هو فوقي, وأن أنظر إلى من هو دوني, وأوصاني بحب المساكين والدُّنو، منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت, وأوصاني ألا أخاف في الله لومة لائم, وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مُرًّا, وأوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة؛ رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له؛ اهـ، وقد أورد السيوطي في الجامع الصغير من حديث أبي ذر بلفظ: قل الحق وإن كان مرًّا، في سياق حديث بغير لفظ ابن حبان، ونسبه إلى عبد بن حميد في تفسيره، والطبراني، وذكر السيوطي أن إسناده حسن، وقال الحافظ في تلخيص الحبير: وروى أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير، فذكرها، وفيها: وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرًّا؛ اهـ، على أن هذا المعنى الذي تضمنه الحديث الذي أورده المصنف قد حض عليه القرآن الكريم في غير موضع؛ حيث يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135]، وكقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]، وكقوله عز وجل في وصف عباده الصالحين: ﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ ﴾ [المائدة: 54].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|