واصلت فرق الإطفاء في اليونان جهودها المضنية، أمس، لإخماد حريق هائل أودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصاً في الأيام الـ10 الماضية، وهو أكبر حريق غابات في أوروبا خلال هذا الصيف، إذ تسببت موجات الحر غير المسبوقة في اندلاع حرائق في أنحاء القارة.
وتمدد الحريق الذي بدأ قرب مدينة ألكساندروبوليس وخرج عن السيطرة في منطقة إيفروس بشمال شرق اليونان، وزادت قوته بفعل الرياح العاتية وارتفاع درجات الحرارة، وجميع الوفيات حتى الآن عبارة عن مهاجرين غير نظاميين كانوا يختبئون في الغابة، باستثناء شخص واحد.
وقال متحدث باسم رجال الإطفاء لوكالة «فرانس برس» إن نحو 500 رجل إطفاء تدعمهم 100 مركبة وسبع طائرات وثلاث مروحيات يكافحون النيران التي تمتد على مسافة نحو 10 كيلومترات، فيما قدر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي أن الحريق أتى على 77 ألف هكتار.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أصدر جهاز الحماية المدني اليوناني أوامر بإخلاء بعض قرى المنطقة، وقال رئيس بلدية مدينة سوفلي، بانايوتيس كالاكيكوس، إن الأضرار البيئية لا تحصى جراء هذا الحريق.
ووفقاً لخبراء، فإن الغطاء النباتي كثيف للغاية في هذه المنطقة، لدرجة أن النيران غالباً ما تكون غير مرئية، كما أن المياه التي يلقيها رجال الإطفاء لا تصل في كثير من الأحيان إلى البؤر المشتعلة.
وفي شمال أثينا، تواصل حريق ممتد لليوم السادس على التوالي في جبل بارنيثا، وهي المنطقة التي تعتبر رئة خضراء للعاصمة أثينا.
ومنذ بداية العام أتت الحرائق على أكثر من 120 ألف هكتار من الأراضي في اليونان، ما يزيد بثلاثة أضعاف على المتوسط السنوي منذ 2006.