خير المواعظ ما نفع - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 10,044,691
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 10,044,688
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 10,044,727
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 10,044,727
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 10,044,727

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,562,846

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,557,435

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,557,959


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-09-2023, 04:32 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي خير المواعظ ما نفع

Facebook Twitter


الحمدُ للهِ الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا، و﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 1-2]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 44]، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من بَعثهُ اللهُ تباركَ وتعالى هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا منيرًا، ﷺ وباركَ وأنعمَ عليه، وعلى آله الأطهارِ، وصحابتهِ الأبْرارِ، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:

فاتقوا الله عباد اللهِ، اتقوا الله، فلا عزَّ أرفعَ من التقوى، ولا زينَ أجملَ من العقل، ولا كنزَ أنفعَ من العلم، ولا عيبَ أسوءَ منَ الكَذِب، ولا حافظَ أسلمَ من الصمتِ، ولا غائبَ أقربَ من الموت، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 282].



خيرُ الكلامِ آياتُ القرآن، وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وخيرُ المواعظِ ما نفع، ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55].



أيها المسلمون:

الدُّنْيا أَمَدٌ قَصير، والآخِرةُ أَبدٌ طَويْل، والْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ، واللياليَ والأيام، تَنتَقصُ الأَعْمارَ، وتقربُ الآجالَ، وإنَّما أنت أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُك.. فالكيِّسُ من دانَ نفسهُ وعمِلَ لما بعدَ الموت، والعاجزُ من اتبعَ نفسهُ هواها، وتمنَّى على الله الأماني، ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: 39-40].



مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ أَحَبَّهُ، ومَنْ تَذَكَّر نِعَمَهُ استحى مِنه، وَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ الدُّنْيَا زَهِدَ فِيهَا، ومَنْ آمَنَ بِالآخِرةِ اسْتَعَدَّ لَها، ومن تابَ وأناب، تابَ اللهُ عليه، ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].



أحبتي في الله: الزمانُ وأوقاته، ومواهبُ الأنسانِ وطاقاته.. هبةُ الله لعباده، لينظرَ كيفَ تعملون، ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2].



من تعلقَ بزخرف الدنيا، فقَدَ لذةَ المناجاة، ومن كثرت في الدنيا آماله، ضعُفَ شوقهُ إلى الجنة.. والمرءُ حيثُ يجعلُ نفسهُ، فإنْ رفعها ارتفعتْ، وإنْ وضعها اتَّضَعتْ.. والعاقلُ لا يرى لنفسه ثمنًا دونَ الجنةِ.. ومن عرفَ ما يطلب، هانَ عليه ما يبذل، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46].



صَنائِعُ المَعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ.. وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ.. وتعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ.. وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [القصص: 77]، ﴿ومَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40].. و﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160].



وما لم تكن قد وهبتَ نفسكَ لغايةٍ عظيمةٍ، فحياتُك لم تبدأَ بعدُ.. وكم هي خسارةٌ عظيمةٌ، أن يُسخِّرَ المرءُ مواهبهُ وقدراته الغالية، من أجل اهتماماتٍ تافهة، ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 122].



وَمَنْ أيقنَ أَنَّ حَصَادَ لِسانهِ، وحصيلةَ كلامهِ، هو أَعظَمُ ما يُوضعُ يومَ القيامةِ في مِيزانَه، فسيكونُ للسانِه حَافِظًا، وَلَهُ مراعيًا ومراقبًا، ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10]، وفي الحديث الصحيح: "وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".. و«مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».. وَوالله ما نالَ كَرِيمٌ بَيْنَ الأنامِ كرامَةً، ولا حظيَ بين الناسِ بجميل مكانةٍ، إلا وكانَ لِسانهُ من أعظم الأسباب.. فطوبي لكل لسانٍ طيب.



ويا أهل الجوالات: الجوالُ نِعمَةٌ أو نِقمةٌ، فاتقوا الله في جوالاتكم، فَما مِنْ كَاتِبٍ إِلا سَيَفنَى.. ويُبْقِي الدَهرُ ما كَتَبتَ يَداهُ.. فَلا تَكتُب بِكَفِّكَ غَيرَ شَيءٍ.. يَسُرُّكَ فِيْ القِيامةِ أَنْ تَراهُ، ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية: 29].



أيها المؤمنون:

أعزُّ ما على المؤمن سلامةُ دينِه، وثباتهُ على الإيمان، ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الزخرف: 43].. وما من شيءٍ أخطرَ على الدين من الفتن، في الحديث الصحيح: إنَّ السعيدَ لمن جُنّب الفتن.. وفي محكم التنزيل: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص: 55].



من تواضعَ لله رفعَهُ، ومن تكبرَ على الله وضعَهُ، ومن كان مع الله، كان اللهُ معَهُ.. وإذا أردت أن تعرفَ قدرك عندَ اللهِ ومقامَك، فانظر فيما شغلَك وأقامك، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ [البقرة: 48].



ثم اعلموا أنَّ الانسانَ لن ينتصرَ على نفسه، ولن يغيرها للأفضل، إلا بحُسن الخلق، فعليكم به.. فأكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا.. وما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ.. و ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]، ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].. وإذا كنت ذا رأيٍ فكُنْ ذا عَزيمةٍ.. فإنًّ فَسادَ الرأيِ أنْ تَتردَّدا.. وفي الحديث الصحيح: "المؤمِنُ القويُ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمِنِ الضعِيفِ، وفي كُلٍّ خيرٍ".. فخُذ قرارك، واعزم عزيمةً جادة، واجعل نيتكَ في الخير حاضرة ودائمة، فنيةُ المؤمنِ خيرٌ من عمله.. ومن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كُتبت له حسنةٌ كاملة، ومن عمِلها كُتبت له حسنةٌ مضاعفة.. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].



من نظرَ في العواقب نجا، ومن أطاعَ النفسَ والهوى، تردى وهوى، وضلَّ وغوى.. ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل الله لهُ به طريقًا إلى الجنة، وخيركم من تعلّمَ القرآنَ وعلَّمه.. وأحبُّ الأعمالِ إلى الله أدوَمُها وإن قلّ.



فاستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلاتها، وأخلصوا عملكم للحي القيوم، وسدِّدوا وقاربوا، والقصدَ القصدَ تبلغوا، ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾.. ﴿ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: 80].

أقول ما تسمعون...



الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى..



أما بعد: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 100].. اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، وأحسنوا إنَّ اللهَ يحبُّ المحسنين، ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال: 21]..



معاشر المؤمنين الكرام:

سيقفُ كلٌّ مِنَّا أمامَ ربهِ عاريًا حافيًا.. يُختمُ على فمهِ، وتتكلَّمُ جوارحهُ، فتهيأ يا عبدالله لهذا الموقفِ العصيب، فالسعِيدُ الموفق، من استعدَ للقاءِ ربِّهِ ومولاهُ، وجدَّ في مُحاسَبةِ نفسِهِ، وإصلاحِ ما اجْترَحتهُ يَدَاه، والعَاجِزُ مَن انساقَ مع نفسهِ وهَواه، وانقَادَ لهما وللشيطانِ فاردياهُ، ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ﴾ [الزمر: 56]..



احْرِصْ يا عبدالله علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، فوالله إِنَّهُ لتَوفِيقٌ عظيمٌ، وفضلٌ كبير، أن يهبَ اللهِ تعالى لعبده المؤمن أُذُنًا تعي وتَسمَعُ، وَقَلبًا يَخشَى وَيَخشَعُ، ونفسًا ترعوي وتُقلِع.. تأمَّل قوله جَلَّ وَعَلا: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر:17- 18]..



اجتهدوا يا عباد اللهِ في إخلاص العملِ لله.. فالإخلاص: هو ما لا يعلمهُ ملَكٌ فيكتبَه، ولا عدوٌ فيفسِدَه، ولا مُعجبٌ فيمدحَه.. واعلموا أنَّ عظيمَ الهمةٍ لا يُفكرُ بملءِ وقتهِ بالحسناتِ فقط، بل وبأنْ لا تتوقفَ حسناتهُ من بعد موتهِ.. جاءَ في صحيح مُسلمٍ قال ﷺ: إذا ماتَ ابن آدمَ انقطعَ عملهُ إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له..



وإذا علمتَ يا عبد الله، أنك محاسَبٌ على أوقاتِك، مُسجلةٌ عليكَ جميعُ أقوالِك وأفعالِك، فاحرص على ما ينفعُك، واترك ما لا يعنيك، ودعْ ما يُريبُك إلى ما لا يُريبُك، ففي الحديث الصحيح: "كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا"..



وثَق يا عبدالله بربك، فما مَنعك إلا ليُعطِيك، ولا ابتلاك إلا ليُعافِيك، ولا امتحنك إلا ليَصطفِيك.. وأعلم أنَّك لن تنالَ ما تُحبَّ، إلا بترك ما تشتهي، ولن تُدرك ما تؤمِّل، إلا بالصبر على ما تكره، ولن تنالَ ما عند اللهِ، إلا بطاعته جلَّ في علاه، ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96]..



أخي المبارك: عِمَارةُ القلبِ بالذكرِ والخشيةِ، وخرابهُ بالأمن والغفلةِ.. وإن استطعَت أن تلقَى ربَّك سليمًا من حقوق الناس فافعَل، فذلك والله فوزٌ عظيم، ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 52].



وإذا سمعتَ الكلمةَ تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك.. وإذا أردت أن تكون مُنصفًا: فأَحبِب لغيرِكَ ما تُحبُّ لنفسِك، واكره لهُ ما تكرهَهُ لها.. وبقدر ما يصغرُ الذنبُ عندك، يعظمُ عند الله، وبقدر ما يعظمُ الذنبُ عِندك، يصغرُ عند الله.. ومن منعَ نفسهُ هواها، سلِمَ من الدنيا وبلاياها.. ومن اشتغلَ بعيب نفسهِ، شُغلَ عن عيبِ غيره.. ومن لانت كلمتهُ، وجبت محبّتهُ.. وعلى قدرِ نيةِ العبدِ وهمَّتهِ، يكونُ توفيقُ اللهِ لهُ وإعانتهُ.. ومن عابَ أخاهُ بذنبٍ، لم يمُت حتى يفعلَهُ.. ومن طالَ أملهُ ساءَ عمله، ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب﴾ [ص: 26].
اصبرْ على حُلو القضاء ومرّه
واعلم بأنَّ الله بالغُ أمرهِ
وتجنبِ الفحشاءَ لا تنطِق بها
من قالَ شيئًا قِيلَ فيهِ بمثلهِ
في محكم التنزيلِ بيَّنَ ربُنا
من يعمل المعروفَ يُجزَ بمثله



وقال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [القصص: 84].



وتذكر أيها المبارك: أنك لن تأخذَ معك سوى عملُك، ولن يبقى مِنك إلا سمعتُك وذكرُك.. فاجتهد في إصلاح عملِك، وتحسينِ خُلقِك.. واشتغل بذِكْر الله؛ فإنَّهُ خيرُ الأعمال، والْزَم الصِّدْقَ، فإنّ الله مع الصادقين، واحذر الكَذِبَ فإن المؤمنَ لا يكذب، وصِل رحمك، وأحسِن إلى جيرانك، تكُن مِن المحسنين، الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون..



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].



ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..



اللهم صل على محمد..



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المواعظ القرآنية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 1 09-09-2023 04:33 PM
أكثر من 100 تغريدة في المواعظ الكـاتب : سلطان بن عبد اللّه العمري عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 11-17-2022 09:02 PM


الساعة الآن 02:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.