حفظاللسان والاستعداد للآخرة - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 318
عدد  مرات الظهور : 6,574,365
عدد مرات النقر : 297
عدد  مرات الظهور : 6,574,362
عدد مرات النقر : 192
عدد  مرات الظهور : 6,574,401
عدد مرات النقر : 162
عدد  مرات الظهور : 6,574,401
عدد مرات النقر : 181
عدد  مرات الظهور : 6,574,401

عدد مرات النقر : 4
عدد  مرات الظهور : 92,520

عدد مرات النقر : 2
عدد  مرات الظهور : 87,109

عدد مرات النقر : 2
عدد  مرات الظهور : 87,633
العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-05-2022, 08:01 PM
يحيى الشاعر متواجد حالياً
Egypt     Male
Awards Showcase
 
 عضويتي » 34
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » 01-02-2023 (08:55 PM)
آبدآعاتي » 1,222
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » يحيى الشاعر is on a distinguished road
الاعجابات المتلقاة : 109
الاعجابات المُرسلة » 110
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »
 
افتراضي حفظ اللسان والاستعداد للآخرة

Facebook Twitter









..


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم


الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ وصَلواتُ اللهِ البَرِّ الرَّحيمِ والملائِكَةِ المقرَّبينَ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

ورد في صَحيحِ ابنِ حِبّان أَنَّ سُفيانَ بنَ عَبدِ اللهِ الثَّقفي رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ أَخبِرْني بِشىءٍ أعتَصِمُ بِهِ. قالَ: « قُل ءامَنتُ بِاللهِ ثمَّ استَقِمْ »، قالَ: قُلتُ: ما أَشَدُّ ما تَتَخَّوفُ عَليَّ. فَقال: "هذا". أي أَخَذَ الرَّسولُ بِلِسانِهِ، فَقالَ لَهُ: "هذا".

الجِزءُ الأَخيرُ مِن هذا الحديثِ كَثيرٌ مِنَ النّاسِ لا يَعمَلونَ بِهِ وهو أَنَّ هذا الصَّحابيَ الجليلَ سُفيانَ بنَ عَبدِ اللهِ الثّقفي رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: يا رسولَ اللهِ ما أَشَدُّ ما تَتَخوَّفُ عَلَيَّ فقالَ الرَّسولُ: "هذا"، وأَخَذَ بِلِسانِ نَفسِهِ، أَمسَكَ لِسانَهُ وقالَ: "هذا" أَي اللِسانُ أَشَدُّ ما أَخافُ عَليكَ، يَعني أَكثَرُ ما يَضُرُّكَ معاصي لِسانِكَ.

النَّفسُ لها شَهوةٌ كَبيرةٌ في الكَلامِ الذّي تهواهُ مِن غَيرِ تفكيرٍ في عاقِبَتِهِ، ماذا يُصيبني مِن هذا الكَلامِ في الآخِرَةِ أَو في الدُّنيا، مِن غَيرِ تفكيرٍ في عاقِبَةِ هذا الكَلامِ النَّاسُ يَتَكَلَّمونَ، لِذَلِكَ الرَّسولُ قالَ أَشَدُّ ما أَخافُ عَلَيكَ لِسانُكَ. في الأَوَّلِ قالَ لَهُ سُفيانُ: أخبِرني بِشىءٍ اعتَصِمُ بِهِ، أَي عَلِّمْني أَمرًا أَتمسَّكُ بِهِ لِديني. فَقالَ لَهُ الرَّسولُ قُل: "ءامَنتُ بِاللهِ ثمَّ استَقِم"، أَي اثبُتْ على الإِيمانِ ثمَّ استَقِمْ أَي اعمَلْ بِطاعَةِ اللهِ واجتَنِبْ معاصي اللهِ. ثمَّ سُفيانُ سأَلَ عَن أَشَدِّ شَىءٍ يُهلِكُهُ، يَضُرُّهُ، فَقالَ الرَّسولُ "هذا" أَي أَنَّ لِسانَكَ هو أَشَدُّ ما أَتخَوَّفُهُ عَلَيكَ.

حِفظُ اللِّسانِ أَمرٌ مُهِمٌّ، أَكثرُ ما يُهلِكُ الإِنسانَ في الآخِرَة مَعاصي اللِّسانِ لأَنَّ الكَلامَ سَهلٌ على اللِّسانِ، المشي يَحتاجُ إِلى كُلفَةٍ، أَمّا اللِّسانُ سَهلٌ أَن يَنطِقَ بما يَشاءُ، فَأكثَرُ ما يَفعَلُهُ الإِنسانُ مِنَ الذُّنوبِ هو مِنَ اللِّسانِ.

فَيَجِبُ على الإِنسانِ أَن يحفَظَ لِسانَهُ، وطريقَةُ حِفظِ اللِّسانِ أَن يَتَفَكَّرَ الإِنسانُ في عاقِبَةِ ما يخطُرُ لَهُ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ، ثمَّ إِنْ لم يَكُنْ فيهِ خَطَرٌ يَنطِقُ بِهِ، هذا طريقُ السَّلامَةِ.

أَكثَرُ الكُفرِ يَكونُ بِاللِّسانِ، وَأَكثَرُ العَداواتِ سَبَبُها اللِّسانُ، وأَكثَرُ الخُصوماتِ كَذَلِكَ، وأَكثَرُ أَسبابِ التّباغُضِ والتّقاطُعِ هو اللِّسانُ. كُلُّ إِنسانٍ يحاسِبُ نَفسَهُ ويُفَكِّرُ فيما يَعودُ عَلَيهِ بِكلامِهِ الذّي يَتَكَلَّمُ بِهِ قَبلَ أَن يَتَكَلَّمَ فَبِذَلِكَ السَّلامَةُ.

فيما أَنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى على سَيِّدِنا إِبراهيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، كَما أَخبرَ بِذَلِكَ الرَّسولُ عَلَيهِ السَّلامُ، عَشرُ صَحائِفِ أَمثالٍ، أَي مَواعِظَ وعِبَرًا لَيسَ فيها أَحكامٌ شَرعِيَّةٌ كالقُرءانِ، القُرءانُ جامِعٌ لأَحكامِ وأَخبارِ الأَنبيِاءِ الأَوَّلينَ وجامِعُ أُمورِ الآخِرَةِ وجامِعُ المعاشِرِ فيما بَينَ النّاسِ وما يَكونُ بَينَ الرَّجُلِ والزَّوجَةِ وغَيرِ ذَلِكَ مِنَ المصالحِ، القُرءانُ شامِلٌ للعَقيدَةِ والأَحكامِ أَمّا صُحُفُ إِبراهيمَ العَشرُ ما كانَ فيها إِلاّ المواعِظُ.

ممّا كانَ في صُحُفِ إِبراهيمَ: « على العاقِلِ ما لم يَكُن مَغلوبًا على عَقلِهِ أَن تَكونَ لَهُ أَربَعُ ساعاتٍ، ساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ، وساعَةٌ يحاسِبُ فيها نَفسَهُ، وساعَةٌ يَتَفَكَّرُ فيها في صُنعِ اللهِ، وساعَةٌ يخلو فيها لمطعَمِهِ ومَشرَبِهِ ».

هذِهِ الكَلِماتُ فيها مَوعِظَةٌ كَبيرةٌ، فالمطلوبُ مِنَ البالِغِ العاقِلِ هذِهِ الأُمورُ الأَربَعَةُ. أَحَدُها أَن يَكونَ لَهُ وَقتٌ يُناجي فيهِ اللهَ بِالصَّلاةِ والذِّكرِ، إِمّا بِالصَّلاةِ وإِمّا بِالذِّكرِ، هذِهِ مُناجاةُ اللهِ أَي أَنَّ هذا أَمرٌ مُهِمٌّ. والأَمرُ الثّاني أَنْ تَكونَ لَهُ ساعَةٌ يحاسِبُ فيها نَفسَهُ أَي يَتَفَكَّرُ في نَفسِهِ ماذا عَمِلتُ اليومَ مِنَ الواجِباتِ مِن أُمورِ الدّينِ وماذا حَصَلَ مني مِن المعاصي ليَتَدارَكَ نَفسَهُ، إِن تَذَكَّرَ أَنَّهُ أَضاعَ واجِبًا يَتَدارَكُهُ بِأَدائِهِ، وإِن تَذَكَّرَ أَنَّهُ عَمِلَ مَعصِيَةً يَتَدارَكُ نَفسَهُ بِالتّوبَةِ مِن تِلكَ المعصيةِ. والأَمرانِ الآخَرانِ أَحدُهما أَن يَتَفَكَّرَ في صُنعِ اللهِ أَي في حالِ نَفسِهِ هو كإنسانٍ وفي حالِ هذِهِ الأَرضِ التي يَعيشُ عَلَيها وفي حالِ العالَـمِ العُلويِّ السماءِ والنُّجومِ فَإِنَّ في هذا التَّفَكُّرِ زِيادَةَ اليَقينِ بِكمالِ قُدرَةِ اللهِ، وفي ذلِكَ تَقويةُ الإِيمانِ وفي ذلِكَ محبَّةُ اللهِ وغيرُ ذلِكَ مِن الفوائِدِ، والأَمرُ الرَّابِعُ هو أَنَّهُ لا بُدَّ لَهُ مِن ساعَةٍ يأكُلُ فيها ويَشرَبُ. هذِهِ الرَّابِعَةُ قَد يُغني اللهُ تبارَكَ وتَعالى بَعضَ الصّالحينَ عَنها فلا يحتاجونَ للأَكلِ والشُّربِ، بعضُ أَولياءِ اللهِ في أَيَّامِ الحجّاجِ بنِ يوسُفَ أَخَذَهُ لِيَقتُلَهُ بِالجوعِ، قالَ: "احبسوهُ وأَغلِقوا عَلَيهِ البابَ"، أَدخَلوهُ وأَغلَقوا عَلَيهِ البابَ خمسَةَ عَشَرَ يومًا ثمَّ فُتِحَ البابُ وعلى ظنِّهِم أَنَّهُ ماتَ، فَوَجدوهُ قائِمًا يُصَلِّي فَتَخَّوفَ الحجَّاجُ مِن قَتلِهِ فَأَطلَقَهُ.

بعضُ الأَولياءِ هَكَذا لا يُحْوِجُهُم اللهُ تَعالى إِلى الأَكلِ والشُّربِ، يُعطيهم قُوَّةً بِلا أَكلٍ ولا شُربٍ وصِحَّتُهُم محفوظَةٌ، لَكِن أَغلَبُ النَّاسِ لا بُدَّ لهُم مِن أَن تَكونَ لهُم ساعَةٌ للأَكلِ والشُّربِ. هذا الوَليُّ يُقالُ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أَبي نُعُمٍ، وهذا الحجَّاجُ الذّي فَعَل بِهِ هذا قَتَلَ ظُلمًا في غَيرِ مَعرَكَةٍ مائةً وعِشرينَ أَلفَ نَفسٍ مُسلِمَةٍ، مِن أَكبَرِ الظُّلامِ الذّينَ كانوا مِن حُكّامِ بني أُمَيَّةَ، هذا أَظلَمُهُم.


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم


الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ وصَلواتُ اللهِ البَرِّ الرَّحيمِ والملائِكَةِ المقرَّبينَ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

ورد في صَحيحِ ابنِ حِبّان أَنَّ سُفيانَ بنَ عَبدِ اللهِ الثَّقفي رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ أَخبِرْني بِشىءٍ أعتَصِمُ بِهِ. قالَ: « قُل ءامَنتُ بِاللهِ ثمَّ استَقِمْ »، قالَ: قُلتُ: ما أَشَدُّ ما تَتَخَّوفُ عَليَّ. فَقال: "هذا". أي أَخَذَ الرَّسولُ بِلِسانِهِ، فَقالَ لَهُ: "هذا".

الجِزءُ الأَخيرُ مِن هذا الحديثِ كَثيرٌ مِنَ النّاسِ لا يَعمَلونَ بِهِ وهو أَنَّ هذا الصَّحابيَ الجليلَ سُفيانَ بنَ عَبدِ اللهِ الثّقفي رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: يا رسولَ اللهِ ما أَشَدُّ ما تَتَخوَّفُ عَلَيَّ فقالَ الرَّسولُ: "هذا"، وأَخَذَ بِلِسانِ نَفسِهِ، أَمسَكَ لِسانَهُ وقالَ: "هذا" أَي اللِسانُ أَشَدُّ ما أَخافُ عَليكَ، يَعني أَكثَرُ ما يَضُرُّكَ معاصي لِسانِكَ.

النَّفسُ لها شَهوةٌ كَبيرةٌ في الكَلامِ الذّي تهواهُ مِن غَيرِ تفكيرٍ في عاقِبَتِهِ، ماذا يُصيبني مِن هذا الكَلامِ في الآخِرَةِ أَو في الدُّنيا، مِن غَيرِ تفكيرٍ في عاقِبَةِ هذا الكَلامِ النَّاسُ يَتَكَلَّمونَ، لِذَلِكَ الرَّسولُ قالَ أَشَدُّ ما أَخافُ عَلَيكَ لِسانُكَ. في الأَوَّلِ قالَ لَهُ سُفيانُ: أخبِرني بِشىءٍ اعتَصِمُ بِهِ، أَي عَلِّمْني أَمرًا أَتمسَّكُ بِهِ لِديني. فَقالَ لَهُ الرَّسولُ قُل: "ءامَنتُ بِاللهِ ثمَّ استَقِم"، أَي اثبُتْ على الإِيمانِ ثمَّ استَقِمْ أَي اعمَلْ بِطاعَةِ اللهِ واجتَنِبْ معاصي اللهِ. ثمَّ سُفيانُ سأَلَ عَن أَشَدِّ شَىءٍ يُهلِكُهُ، يَضُرُّهُ، فَقالَ الرَّسولُ "هذا" أَي أَنَّ لِسانَكَ هو أَشَدُّ ما أَتخَوَّفُهُ عَلَيكَ.

حِفظُ اللِّسانِ أَمرٌ مُهِمٌّ، أَكثرُ ما يُهلِكُ الإِنسانَ في الآخِرَة مَعاصي اللِّسانِ لأَنَّ الكَلامَ سَهلٌ على اللِّسانِ، المشي يَحتاجُ إِلى كُلفَةٍ، أَمّا اللِّسانُ سَهلٌ أَن يَنطِقَ بما يَشاءُ، فَأكثَرُ ما يَفعَلُهُ الإِنسانُ مِنَ الذُّنوبِ هو مِنَ اللِّسانِ.

فَيَجِبُ على الإِنسانِ أَن يحفَظَ لِسانَهُ، وطريقَةُ حِفظِ اللِّسانِ أَن يَتَفَكَّرَ الإِنسانُ في عاقِبَةِ ما يخطُرُ لَهُ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ، ثمَّ إِنْ لم يَكُنْ فيهِ خَطَرٌ يَنطِقُ بِهِ، هذا طريقُ السَّلامَةِ.

أَكثَرُ الكُفرِ يَكونُ بِاللِّسانِ، وَأَكثَرُ العَداواتِ سَبَبُها اللِّسانُ، وأَكثَرُ الخُصوماتِ كَذَلِكَ، وأَكثَرُ أَسبابِ التّباغُضِ والتّقاطُعِ هو اللِّسانُ. كُلُّ إِنسانٍ يحاسِبُ نَفسَهُ ويُفَكِّرُ فيما يَعودُ عَلَيهِ بِكلامِهِ الذّي يَتَكَلَّمُ بِهِ قَبلَ أَن يَتَكَلَّمَ فَبِذَلِكَ السَّلامَةُ.

فيما أَنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى على سَيِّدِنا إِبراهيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، كَما أَخبرَ بِذَلِكَ الرَّسولُ عَلَيهِ السَّلامُ، عَشرُ صَحائِفِ أَمثالٍ، أَي مَواعِظَ وعِبَرًا لَيسَ فيها أَحكامٌ شَرعِيَّةٌ كالقُرءانِ، القُرءانُ جامِعٌ لأَحكامِ وأَخبارِ الأَنبيِاءِ الأَوَّلينَ وجامِعُ أُمورِ الآخِرَةِ وجامِعُ المعاشِرِ فيما بَينَ النّاسِ وما يَكونُ بَينَ الرَّجُلِ والزَّوجَةِ وغَيرِ ذَلِكَ مِنَ المصالحِ، القُرءانُ شامِلٌ للعَقيدَةِ والأَحكامِ أَمّا صُحُفُ إِبراهيمَ العَشرُ ما كانَ فيها إِلاّ المواعِظُ.

ممّا كانَ في صُحُفِ إِبراهيمَ: « على العاقِلِ ما لم يَكُن مَغلوبًا على عَقلِهِ أَن تَكونَ لَهُ أَربَعُ ساعاتٍ، ساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ، وساعَةٌ يحاسِبُ فيها نَفسَهُ، وساعَةٌ يَتَفَكَّرُ فيها في صُنعِ اللهِ، وساعَةٌ يخلو فيها لمطعَمِهِ ومَشرَبِهِ ».

هذِهِ الكَلِماتُ فيها مَوعِظَةٌ كَبيرةٌ، فالمطلوبُ مِنَ البالِغِ العاقِلِ هذِهِ الأُمورُ الأَربَعَةُ. أَحَدُها أَن يَكونَ لَهُ وَقتٌ يُناجي فيهِ اللهَ بِالصَّلاةِ والذِّكرِ، إِمّا بِالصَّلاةِ وإِمّا بِالذِّكرِ، هذِهِ مُناجاةُ اللهِ أَي أَنَّ هذا أَمرٌ مُهِمٌّ. والأَمرُ الثّاني أَنْ تَكونَ لَهُ ساعَةٌ يحاسِبُ فيها نَفسَهُ أَي يَتَفَكَّرُ في نَفسِهِ ماذا عَمِلتُ اليومَ مِنَ الواجِباتِ مِن أُمورِ الدّينِ وماذا حَصَلَ مني مِن المعاصي ليَتَدارَكَ نَفسَهُ، إِن تَذَكَّرَ أَنَّهُ أَضاعَ واجِبًا يَتَدارَكُهُ بِأَدائِهِ، وإِن تَذَكَّرَ أَنَّهُ عَمِلَ مَعصِيَةً يَتَدارَكُ نَفسَهُ بِالتّوبَةِ مِن تِلكَ المعصيةِ. والأَمرانِ الآخَرانِ أَحدُهما أَن يَتَفَكَّرَ في صُنعِ اللهِ أَي في حالِ نَفسِهِ هو كإنسانٍ وفي حالِ هذِهِ الأَرضِ التي يَعيشُ عَلَيها وفي حالِ العالَـمِ العُلويِّ السماءِ والنُّجومِ فَإِنَّ في هذا التَّفَكُّرِ زِيادَةَ اليَقينِ بِكمالِ قُدرَةِ اللهِ، وفي ذلِكَ تَقويةُ الإِيمانِ وفي ذلِكَ محبَّةُ اللهِ وغيرُ ذلِكَ مِن الفوائِدِ، والأَمرُ الرَّابِعُ هو أَنَّهُ لا بُدَّ لَهُ مِن ساعَةٍ يأكُلُ فيها ويَشرَبُ. هذِهِ الرَّابِعَةُ قَد يُغني اللهُ تبارَكَ وتَعالى بَعضَ الصّالحينَ عَنها فلا يحتاجونَ للأَكلِ والشُّربِ، بعضُ أَولياءِ اللهِ في أَيَّامِ الحجّاجِ بنِ يوسُفَ أَخَذَهُ لِيَقتُلَهُ بِالجوعِ، قالَ: "احبسوهُ وأَغلِقوا عَلَيهِ البابَ"، أَدخَلوهُ وأَغلَقوا عَلَيهِ البابَ خمسَةَ عَشَرَ يومًا ثمَّ فُتِحَ البابُ وعلى ظنِّهِم أَنَّهُ ماتَ، فَوَجدوهُ قائِمًا يُصَلِّي فَتَخَّوفَ الحجَّاجُ مِن قَتلِهِ فَأَطلَقَهُ.

بعضُ الأَولياءِ هَكَذا لا يُحْوِجُهُم اللهُ تَعالى إِلى الأَكلِ والشُّربِ، يُعطيهم قُوَّةً بِلا أَكلٍ ولا شُربٍ وصِحَّتُهُم محفوظَةٌ، لَكِن أَغلَبُ النَّاسِ لا بُدَّ لهُم مِن أَن تَكونَ لهُم ساعَةٌ للأَكلِ والشُّربِ. هذا الوَليُّ يُقالُ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أَبي نُعُمٍ، وهذا الحجَّاجُ الذّي فَعَل بِهِ هذا قَتَلَ ظُلمًا في غَيرِ مَعرَكَةٍ مائةً وعِشرينَ أَلفَ نَفسٍ مُسلِمَةٍ، مِن أَكبَرِ الظُّلامِ الذّينَ كانوا مِن حُكّامِ بني أُمَيَّةَ، هذا أَظلَمُهُم.















 توقيع : يحيى الشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل يحيى الشاعر يوم 12-05-2022 في 09:07 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقيبة كروشيه جميلة بشكل مذهل هدية لأميرة العزيزة حكاية ناي ♔ ›دِيكُورّ وَ لمَسآتُ مُخمَليِةُ! 1 01-18-2024 07:49 AM
من فضائل النبي: خيره ربه تعالى عند مرضه بين البقاء في الدنيا والانتقال للآخرة حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-12-2023 07:36 PM


الساعة الآن 07:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.