لعنة التحويل
لعنة التحويل
اللعنة المقصودة فى المقال لعنة دنيوية تغير حياة المخلوق والبعض يعتقد أنها دعوة أو تعويذة سحرية أو صلاة والغريب أنه يلقيها فى المعتقدات البشرية أحد الناس
فى تلك اللعنات الكاذبة يتحول الإنسان أو المخلوق من حال حسن إلى حال سيئة فنجد فى بعض الحكايات الشعبية لعنة الأمير النائم أو الأميرة النائمة والتى يحتاج فكها لشم زهرة لا توجد إلا فى مكان معين ونجد دعوة أحدهم تطلب تحويل الإنسان إلى حيوان كما نجد لعنة الخلود يطلبها أحدهم لغيره فلا يستطيع الموت كما نجد لعنة سيزيف حمل الصخرة حتى القمة ثم السقوط وتكرارها فى حكايات الإغريق
ونجد أن هذه الخرافات التى تقول بقدرة الناس على ذلك موجودة حتى فى الكتب المقدسة عند بعض الأديان مثل :
لعنة نوح(ص) لابنه حام الذى رأى عورته وهو الذى لا وجود له فى الوحى الإلهى فليس لنوح(ص) أولاد من الصبيان غير الولد الكافر الذى غرق والبرهان أن بنى إسرائيل ليسوا من أولاده وإنما أولاد من ركبوا الفلك معه فسام وحام ويافث لا وجود لهم وقد ألف الكفار الحكاية التى نفاها الله حيث قال :
"وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"
المقصود" ذرية من حملنا مع نوح"
ولعنة المسيح(ص) لشجرة التين لأنها لم تثمر وهو اتهام للمسيح(ص) بالجنون والرجل من أعقل العقلاء لأن الشجرة لا تثمر بمزاجها حتى يمكن الدعاء عليها
وشاع فى عصرنا ما يسمى بلعنة الفراعنة وهى أكذوبة أخرى حيث نجد أن من يفتحون المقابر يموتون بعد فترة ميتات غريبة كما يزعم القائلون باللعنة وهو كلام لا أصل له
واللعنة في الإسلام هى عذاب الله وهو إما عذاب فى الدنيا وإما عذاب فى القيامة وطبقا لكلام الله فالملعونون فقط هو الكفار كما قال سبحانه :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
واللعنة المقصود فى المقال هى لعنة دنيوية وهى عذاب ينزله الله ببعض الناس والسبب خالفتهم المتكررة لأحكامه كمخالفة أصحاب السبت لأمر تحريم الصيد فى السبت فنتيجة تكرارهم المخالفة عشرات المرات حول أجسام أصحاب السبت لأجسام قرود وهو ما يدل عليه قوله حيث قال :
"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا"
وحسب الآية السابقة نجد لعنى أخرى وهى أن الله طمس وجوه بعض الناس المخالفين العصاة باستمرار حيث جعل القفا مكان الوجه والوجه مكان القفا
ومن تلك اللعنات فى القرآن :
لعنة لا مساس التى أنزلها الله بالسامرى صانع العجل حيث عليه أن يقول للناس باستمرار لا مساس أى لا تلمسونى لأن جلد أعضاء جسمه كانت تتساقط بلمس أحدهم له وهو قوله سبحانه حيث قال :
قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وأن لك موعدا لن تخلفه"
ومن أشكال تلك اللعنات :
المسخ حيث يحول الله الإنسان لحجر لا يتحرك وهو قوله سبحانه :
"ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون"
إذا اللعنات المحولة كلها لعنات إلهية فلا وجود للعنة إنسانية تحول إنسان إلى شىء أخر أو تبدل فيه شىء
الغريب أن النصابون والدجالون فى العالم يدعون قدرتهم على رفع اللعنات وفى المقابل يطلبون من المعلون الذى يصدقهم أموال طائلة بدفعها ويجد فى النهاية أن لا شىء تغير لأنه فى الأصل لم يكن ملعونا وإنما هو اعتقد ذلك أو أن بعضهم وسوس له بزخرف القول أنه كذلك
ولا يغيب عن البال :
أن الشجرة الملعونة فى القرآن لا تعنى أن الشجرة معاقبة من الله وهى شجرة الزقوم وإنما المقصود أنها الشجرة المعاقبة أى المعذبة للكفار وهم الظالمين حيث ثمرها لا يغنى ولا يسمن من جوع كما قال سبحانه :
"وما جعلنا الرءيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن"
هنا الشجرة فتنة أى تعذيب للظالمين وهى شجرة الزقوم كما قال سبحانه:
" "أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|