(23 أكتوبر 1813 - 18 مايو 1900) كان فيلسوفًا فرنسيًا، و«ربما كان الفيلسوف الفرنسي الأكثر تأثيرًا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر». ويُعرف باسم فيليكس رافايسون اختصارًا وما زال يعرف به.كان عمله «المؤثر» «الرئيسي» هو مؤلف دو لابيتيود وتُرجم باللغة الإنجليزية تحت اسم أوف هابيت (بحكم العادة). وتندرج فلسفة رافايسون ضمن تقليد الروحانية الفرنسية التي بدأها بيار مان دي بيران (1766 - 1824) مع مقاله «تأثير العادة على ملكة التفكير» (1802). وقد طور رافايسون مذهبه ليصبح ما أسماه «الواقعية الروحية» و«الوضعية الروحية»، ويمكن اعتباره مؤسسًا للمدرسة الاحتمالية وفقًا للمفكر مارك سنكلير. وكان خليفته الأكثر شهرة وتأثيرًا هو هنري بيرجسون، الذي يمكن رؤية انتهاء هذا التقليد عنده خلال الثلاثينيات من القرن العشرين؛ على الرغم من أن «امتداد» «فلسفة الحياة» هذه يمكن رؤيته حتى أواخر القرن العشرين مع جيل دولوز. ولم يعمل رافايسون قط في نظام الجامعات الحكومية الفرنسية، وفي أواخر العشرينيات من عمره رفض منصبه في جامعة رين. وفي عام 1838 جرى تعيينه كأمين خاص رئيسي لوزير التعليم العام، واستمر بالحصول على مناصب رفيعة مثل المفتش العام للمكتبات، ثم أمين الآثار الكلاسيكية في متحف اللوفر. وفي وقت لاحق من حياته جرى تعيينه رئيسًا للجنة تحكيم مجمع الفلسفة في فرنسا «وهو منصب له تأثير كبير». لم يكن رافايسون فقط فيلسوفًا وكلاسيكيًا ومُؤرشفًا ومسؤولًا تعليميًا، بل كان أيضًا رسامًا وعرض لوحاته تحت اسم لاتشي.
سيرته
ولد رافايسون في نامور. وبعد دراسته الناجحة في كلية رولان ذهب إلى ميونيخ في خريف العام 1839، حيث ارتاد محاضرات شيلن، وحصل على شهادته في الفلسفة في عام 1836. وفي العام التالي نشر المجلد الأول من عمله الشهير إيسيه سور لا ميتافيزيك داريستوت («مقال حول ميتافيزيقيا أرسطو»)، الذي أضاف إليه مجلدًا جديدًا عام 1846. وهذا العمل لم ينتقد فقط نظريات أرسطو والمدرسة المشائية ويعلق عليها، بل طور منها نظامًا فلسفيًا حديثًا أيضًا.
في عام 1838 حصل على الدكتوراه، وكانت أطروحته بعنوان «دو لابيتيود» («بحكم العادة»)، والتي كان من المفترض أن تصبح نصًا كلاسيكيًا («قصيدة» ميتافيزيقية عن الطبيعة بشكل عام يجري فهمها من خلال تحليل حدسي للعادة المكتسبة باعتبارها تجليًا خاصًا من كيانها الأساسي، وقد أعجب به برجسون وهايدغر كثيرًا). وأصبح أستاذًا للفلسفة في رين. ومنذ عام 1840 شغل منصب المفتش العام للمكتبات العامة، وفي عام 1860 أصبح المفتش العام في قسم التعليم العالي. وكان أيضًا عضوًا في أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية، وأمينًا لقسم الآثار في متحف اللوفر (منذ عام 1870). وقد توفي في باريس عام 1900.
عمله الفلسفي
في الفلسفة كان فيليكس ينتمي إلى مدرسة فكتور كوزان، والذي كان على خلاف معه في العديد من النقاط المهمة. إذ أن فعل الوعي بالنسبة له يعتبر أساس كل معرفة. وأفعال الوعي هي تجليات الإرادة، وهي القوة الدافعة والإبداعية للحياة الفكرية. وإن فكرة الإله هي حدس تراكمي تعطيه جميع ملكات العقل المختلفة في ملاحظتها للتناغم في الطبيعة وفي الإنسان. وكان لهذه النظرية تأثير كبير على الفلسفة التأملية في فرنسا خلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر.