العزلة هي حالة من الانعزال بمعنى عدم وجود اتصال مع الناس، وقد يتسبب في العزلة العلاقات السيئة، فقدان أحباء، اختيار متعمد، أمراض معدية، اضطرابات نفسية، اضطرابات عصبية عضوية، أو ظروف العمل.
غالباً يتم تقدير أهمية العزلة قصيرة المدى، كالوقت الذي يقضيه الشخص في العمل أو التفكير أو الراحة بدون ازعاج، كما أن العزلة قصيرة المدى قد تكون مطلوبة من أجل الخصوصية.
هناك فرق واضح بين العزلة والوحدة، حيث تشير العزلة إلى السعادة بكون الشخص بمفرده، بينما تشير الوحدة إلي تألمه من كونه بمفرده.
التأثيرات الصحية
غالبا ما تتضمن أعراض العزلة التامة (والتي تسمي أيضا الحرمان الحسي) القلق والأوهام الحسية، أو حتى تشوهات في الوقت والإدراك، ومع ذلك فهذه الحالة تحدث عندما لا يكون هناك أية تحفيز للأنظمة الحسية على الإطلاق، وليس مجرد عدم التواصل مع الناس، ولذا يمكن تجنب هذه الحالة من خلال وجود أشياء أخرى تحافظ علي العقل في حالة من الانشغال.
العزلة طويلة المدي غالبا ما ينظر إليها علي أنها غير مرغوب فيها، كما أنها تسبب الشعور بالوحدة أو الانزواء الناتج عن عدم القدرة على إقامة علاقات تفاعلية، وعلاوة على ذلك، قد تؤدي إلى الاكتئاب.
اعتبرت العزلة القسرية (الحبس الانفرادي) طريقة للعقاب على مر التاريخ، وغالبا ما ينظر إليها على أنها شكل من أشكال التعذيب، وفي المقابل، فإن هناك بعض الحالات النفسية (مثل الشيزوفرينيا
، واضطراب الشخصية الانعزالية) مرتبطة بقوة بميلها إلي البحث عن العزلة، وفي التجارب على الحيوانات تَبَيّن أن العزلة تسبب الذهان.
العزلة العاطفية هي حالة من العزلة يمتلك فيها الشخص شبكة اجتماعية تعمل بشكل جيد، لكنه لا يزال يشعر بانفصاله عاطفيا عن الآخرين.
الآثار النفسية
توجد آثار نفسية للعزلة، إيجابية وسلبية على حد سواء، وفي أغلب الأوقات تحدد طبيعة ومدي هذه الآثار بمقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في العزلة، ويمكن أن تتراوح الآثار الإيجابية من الحرية إلي زيادة الروحانية، في حين أن الآثار السلبية تسبب الحرمان الاجتماعي وقد تؤدي إلى ظهور المرض العقلي، وفي الوقت الذي تكون فيه العزلة الإيجابة مطلوبة غالبا، فإن العزلة السلبية في كثير من الأحيان تكون لا إرادية أو غير مرغوب فيها أثناء حدوثها.
الآثار الإيجابية
هناك العديد من الفوائد في قضاء بعض الوقت بصورة منفردة، وتُعتبر الحرية واحدة من هذه الفوائد، حيث أن قيود الآخرين لن يكون لها أي تأثير على الشخص الذي يمضي وقتا في عزلتة، وبالتالي فإن ذلك يعطي الشخص مجال أكبر لأعماله، وبزيادة الحرية تكون قرارات الشخص أقل عرضة للتأثر بالتبادل مع الآخرين، كما يمكن تحفيز ابداع الشخص بإعطائه قدرا من الحرية، فالعزلة يمكنها أن تزيد من الحرية وعلاوة على ذلك، فالحرية من مشتتات الانتباه تولد القدرة على إثارة الإبداع.
في عام 1994، وجد أحد علماء النفس أن المراهقين الذين لا يستطيعون تحمل أن يكونوا بمفردهم، عادة ما يقف عندهم تعزيز المواهب الإبداعية.
هناك فائدة مؤكدة أخرى للعزلة وهي تطوير الذات، فعندما يقضي الشخص وقتا معزولا عن الآخرين، فإنه قد يواجه تغييرات في مفهوم الذات لديه، وهذا يمكن أن يساعد الشخص على تشكيل أو اكتشاف هويته بعيدا عن التشتت الخارجي، كما توفر العزلة وقت للتأمل والنمو في الروحانية الشخصية، وفي هذه الحالات من العزلة يمكن تجنب الشعور بالوحدة مادام أن الشخص المنعزل يعرف أن لديه علاقات ذات معنى مع الآخرين.
الآثار السلبية
الكثير من العزلة لا يعتبر دائما شيء مفيد، وقد لوحظ العديد من الآثار السلبية في السجناء، ففي كثير من الأحيان، يقضي السجناء وقتا طويلا في العزلة، حيث تسوء سلوكياتهم أكثر ، كما يمكن أن تطلق العزلة عدد من الاستجابات الفسيولوجية التي تزيد من المخاطر الصحية.الآثار السلبية للعزلة قد تعتمد أيضا على العمر، فأطفال المدارس الابتدائية الذين يعانون من العزلة المتكررة قد يتفاعلون بصورة سلبية
، وهذا يرجع إلى حد كبير في أن العزلة في هذا العصر ليست شيئا من اختيار الطفل، كما قد تحدث العزلة عند الأطفال في سن الابتدائية عندما يكون الطفل غير متأكد من كيفية التفاعل اجتماعيا مع الآخرين، ولذلك يفضل أن يكون وحده، مما يتسبب في الخجل أو الرفض الاجتماعي.
في حين أنه من المرجح أن يشعر المراهقين بالوحدة أو الحزن عند تواجد الآخرين حولهم، فإن المراهقين أيضا أكثر عرضة للتجربة الأكثر متعة مع الآخرين إذا قضوا وقت بصورة منفردة أولا، ومع ذلك، فإن المراهق الذي كثيرا ما يقضي وقته منفرد، لا يكون لدية القدرة الجيدة علي التكيف مقارنة بالمراهق الذي يوازن وقته من العزلة مع وقته الاجتماعي.