(1901-1981). محلل نفسي فرنسي ولد في باريس وتوفي بها. اشتهر بقراءته التفسيرية لسيغموند فرويد ومساهمته في التعريف بالتحليل النفسي الفرويدي في فرنسا في الثلاثينيات من هذا القرن، وبالتغيير العميق الذي أحدثه في مفاهيم التحليل النفسي ومناهجه.درس لاكان الطب وحصل على دكتوراه الدولة عام 1932 في أطروحة بعنوان «عن الذهان البارانوئي في علاقاته بالشخصية»
، أو «حالة ايمي»، وهي امرأة تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، حاولت طعن الممثلة الشهيرة انذاك هيغيت دوفلوس، فتم القبض عليها وسجنت. وفي أطروحته (1932) نشر مقاطع مختارة من «إيمي» - اسم بطلة الرواية الاسقاطية التي كانت المريضة تكتبها. إضافة إلى الصورة الكلاسيكية للذهان البارانوئي، لاحظ لاكان ما اعتبره حاسما في هذا الخصوص وهو: تراجع حالة التوهم المرضي بشكل كبير بعد عشرين يوما من السجن. نظر لاكان إلى هذا التطور كدليل على الطبيعة الحادة لمرضها. وقام من خلال ربط فعلها الإجرامي بذاك التحسن الملحوظ باكتشاف معنى امراضيتها النفسية واقتراح فئة تشخيصية جديدة سماها: «بارانويا العقاب الذاتي»[1]. تعد هذه الدراسة بداية اكتشاف لاكان لحقل جديد من الامراضيات النفسية لم تكن جزء من الطب النفسي التقليدي السائد انذاك في فرنسا. وقد استطاع خلال الخمسين عاما التالية أن يجمع إلى ممارسته للطب النفسي قراءات واسعة ومدققة في أعمال فرويد وفي حقول الفلسفة والأدب واللغويات والرياضيات. وفي 1953 بدأ في إعطاء حلقات دراسية منتظمة في جامعة باريس أكسبته شهرة واسعة. ثم توطدت سمعته بعد نشر مقالاته في كتاب بعنوان كتابات (1966).
حلقات جاك لاكان الدراسية (les Seminaires): Séminaires de Jacques Lacan قدم جاك لاكان مجموعة من الحلقات الدراسية بمعدل حلقة واحدة في السنة، بجلسات اسبوعية بداها في مستشفى سانت ان Centre hospitalier Sainte-Anne بين عامي 1953و 1980 . تم تسجيلها وجمع معظمها لاحقا في كتب نشرت في اوقات مختلفة. لايزال هناك اختلاف بين المدارس اللاكانية المختلفة على المحتوى النصي لتلك الحلقات الدراسية.