عندما دخلت وزارة السياحة على خط تطوير إسكان الحجاج للمرة الأولى، كانت حريصة على إيضاح رؤيتها بضرورة هذا التوجه لاسيما في ظل الخطط الموضوعة لاستقبال 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً، وأهمية الاستدامة في هذا القطاع، وأن التنظيم المزمع إقراره ليس الهدف منه خروج المستثمرين أو تحصيل مخالفات منهم، وإنما دعم القطاع استثمارياً وتمكينه في ظل وجود مليوني سرير به. وجاء اللقاء الذي نظمته غرفة مكة مؤخراً ليضع النقاط على الحروف بالمرحلة المقبلة .
وبحسب عضو اللجنة الوطنية للحج والعمرة والزيارة وعضو لجنة الفنادق بمكة المكرمة هاني العميري فإن هناك أكثر من 3 آلاف مسكن لإسكان الحجاج ونحو 250 ألف غرفة فندقية بمكة المكرمة بتصنيف عالي الجودة، وحسب المواصفات العالمية، ويتم سنوياً تكليف عدد من المكاتب الهندسية الاستشارية المعتمدة من أمانة العاصمة المقدسة والدفاع المدني، لإجراء الكشف على مساكن الحجاج للتحقق من توفر الاشتراطات الواردة في اللائحة وتطبيقها ومنحها شهادة بذلك، ليتم بموجبها إصدار تصريح الإسكان.
توحيد الإشراف
في البداية كشف مدير عام التراخيص بوزارة السياحة عبدالعزيز الصعيدي، عن توحيد جهة الإشراف والترخيص لقطاع الضيافة بشكل عام، بما فيه المباني المعدة لسكن الحجاج، لافتاً إلى وضع النموذج المناسب لتنظيم وترخيص هذا النوع من المباني عقب وضع دراسة مدتها ثلاثة أشهر، لتمكين الاستثمار وتحقيق الاستدامة بمساعدة الملاك على الحصول على التراخيص اللازمة.
وأشار إلى أن الوزارة لديها منهج في إعداد التنظيمات الجديدة، بالشراكة مع المستفيدين، وذلك حرصًا على أن تصل لأصحاب الاختصاص من المستثمرين والمستفيدين من تطبيق هذه المعايير، وأخذ آرائهم بالجدية اللازمة.
لاعب مميز بالقطاع السياحي
وأكد رئيس لجنة الفنادق والسياحة بغرفة مكة المكرمة المهندس خالد بن محمد العمودي، أن المملكة قررت أن تكون لاعبًا مميزاً في قطاع السياحة، وبقية القطاعات الحيوية، وبناء على ذلك فإن على جميع الجهات ذات الصلة يجب أن تستعد لهذا الدور الريادي، تحت مظلة وزارة السياحة التي تقود هذا القطاع الواعد.
وأشار إلى أن وزارة السياحة تقود العديد من المبادرات، لسد بعض الفجوات المتوقعة، ولكي نكون مميزين نحتاج إلى تحسن الأداء في كافة البنايات والعمائر والخدمات، ومن المفيد لوزارة السياحة حاليًا دراسة للوضع الراهن لتحسينه.
ودعت وزارة السياحة لرصد مطالب وشكاوى ورؤى ملاك ومشغلي الفنادق للخروج بالتوازن المطلوب في الدراسة المزمع إجراؤها من قبل وزارة السياحة.
مليونا سرير
وبيًن مدير عام التصنيف بوزارة السياحة خالد المسعري أن القطاع يمر بمرحلة تحول جديدة هدفها الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مع المحافظة على الأهداف الخاصة بملاك مباني إسكان الحجاج، بحيث تستفيد كافة الأطراف، وهو ذات هدف الدراسة التي تعمل عليها وزارة السياحة، وعوضًا عن طرح المعايير فقط، سنقف على الوضع الراهن للمساكن المعنية، خاصة أن في مكة المكرمة نحو 3700 مبنى مخصصة لإسكان الحجاج، تضم نحو مليوني سرير، وشدد على أن المقصود ليس إخراج المباني من السوق أو وضع غرامات، بقدر ما هو تحسين تلك المباني والخدمات التي تقدم فيها، من خلال معايير يتشارك في وضعها المعنيون من الملاك والمستثمرين.
و أوضح الأمين العام للغرفة التجارية بمكة المكرمة المهندس عصمت معتوق أن الغرفة تعمل جهدها لتظل مكة المكرمة بيئة جاذبة ورقماً رئيسياً في عدد الزوار، وقال إن توجه وزارة السياحة لدراسة قطاع إسكان الحجاج أمر محمود، ينتج أنظمة متوائمة ومتفقاً عليها من جميع الشركاء، ويخرج بيئة عمل تتسق مع التوجهات نحو الغايات السامية.