استواء الصفقة.. 10 أسرى إسرائيليين مقابل 30 فلسطينياً
أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة أن نحو 200 مريض تم إجلاؤهم من المستشفى الإندونيسي بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك بعدما استهدفه صباحاً قصف إسرائيلي دامٍ أوقع 12 قتيلاً على الأقل إضافة إلى عدد من الجرحى.
وأشار إلى أنه لا يزال هناك 500 مريض في المستشفى الإندونيسي، ويجري العمل مع الصليب الأحمر على نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفيات مختلفة جنوب القطاع.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أمس عن وزارة الصحة في غزة قولها إن الدبابات الإسرائيلية تواصل حصار المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.
وأضافت الوزارة أنها تشغل مولدات المستشفى الإندونيسي الآن بزيت الطعام.
إلى ذلك، زعم مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة «سي إن إن» إن إطلاق إسرائيل النار على المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة «يتفق تماماً مع القانون الدولي».
وأضاف أوفير فالك للشبكة الأمريكية، أمس الاثنين، أن «إطلاق إسرائيل النار على المستشفى الإندونيسي بشمال غزة كان متناسباً»
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، عن مقتل جنديين اثنين وإصابة 5 آخرين خلال المعارك الجارية شمالي قطاع غزة.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، هوية الجنديين اللذين قتلا في المعارك شمال قطاع غزة، لافتاً إلى أنه تم إخطار عائلتيهما.
وأضاف البيان أن جنديين في اللواء 699، بالفرقة 551 أصيبا بجروح خطيرة خلال معركة في شمال قطاع غزة.
وأعلنت وسائل إعلام، أمس، عن مقتل صحفيين اثنين ومدني آخر جراء قصف إسرائيلي في مثلث طيرحرفا جنوبي لبنان.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلنت وسائل إعلام لبنانية، مقتل مواطنة لبنانية وإصابة اثنين آخرين في قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفركلا جنوبي لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: «بنجاة عدد من الأطفال أحفاد الشهيدة لائقة سرحان كانوا في المنزل الذي قصفه العدو الصهيوني في بلدة كفركلا والذي أدى أيضاً إلى جرح شقيقتهم آلاء».
وعلى صعيد ملف الأسرى، قالت التقارير إن الاتفاق الذي يتم بحثه بوساطة قطرية بالدرجة الأولى، يتضمن بحسب المعلومات الأولى إفراج حماس عن عشرات من الرهائن، مقابل إطلاق إسرائيل عدداً من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الحركة «تقترب من التوصل لاتفاق الهدنة» مع إسرائيل، بينما يستمر الهجوم على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وشنّت حركة (حماس) هجوماً غير مسبوق على إسرائيل انطلاقاً من غزة في السابع من أكتوبر، تم خلاله أخذ نحو 240 شخصاً رهائن، بينهم أجانب، ونقلهم الى القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية.
وقال إسماعيل هنية فجر الثلاثاء إنّ «الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة».
وأتى تصريح هنية المقيم في الدوحة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن «اعتقاده» بأن الاتفاق وشيك.
وسأل أحد الصحافيين الرئيس الأمريكي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض «هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟»، فأجابه «أعتقد ذلك». وحين كرر الصحافي السؤال، ردّ بايدن «نعم».
ولاحقاً، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي «نحن أقرب ما نكون (للتوصل إلى اتفاق). نحن واثقون. ولكن يبقى عمل (للقيام به). لا شيء منجزاً ما دام الأمر غير مكتمل».
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني أكد الأحد أن إنجاز الاتفاق يتوقف على قضايا «بسيطة» و «لوجستية».
وبحال إنجازه، سيكون هذا الاتفاق الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل ونحو 13 ألفاً من الفلسطينيين.
وقال مصدران مطّلعان على مفاوضات الاتّفاق لوكالة فرانس برس إنّ «الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط».
وأضاف المصدران أنّ «الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 ومئة رهينة محتجزين في قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء» الفلسطينيين.
وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء «سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير».
ويتضمّن الاتفاق «إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال»، وفق المصدرين اللذين أكدا أنّ «احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة».
وأشارا إلى أن «إسرائيل أصرّت على ترابط العائلة، أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس، لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإنهاء هذه النقطة».
وما أن تُحلّ هذه النقطة «سيتمّ إعلان موعد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام قابلة للتجديد»، وفق المصدرين.
وصعّدت عائلات الرهائن الإسرائيليين من ضغوطها على حكومة بنيامين نتانياهو في الأيام الأخيرة، لاسيما عبر مسيرة راجلة انطلقت من تل أبيب إلى القدس.
وقال نتانياهو بعد لقائه وفداً منهم «لن نوقف القتال حتى نعيد الرهائن». وسبق لإسرائيل أن رفضت أي هدنة إنسانية ما لم يتمّ الإفراج عن رهائن.
ومع تواصل الحرب والقصف بلا هوادة لأكثر من ستة أسابيع، تزداد حدة المعاناة الإنسانية في القطاع الذي يقطنه أكثر من 2,4 مليون نسمة.
وشكلت المستشفيات محوراً للعمليات العسكرية في الأيام الأخيرة. وتتهم إسرائيل حماس باستخدامها كستار لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة بشكل قاطع، متهمة الإسرائيليين بشنّ «حرب مستشفيات».
وأمر الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع بإخلاء مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، بعد محاصرته لأيام واقتحام عدد من أقسامه.
والاثنين، وصل إلى مصر 28 طفلاً خديجًا تمّ إجلاؤهم من مجمع الشفاء عبر معبر رفح، وفق منظمة الصحة العالمية.
غوتيريش يرفض إقامة «نظام حماية»
رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إقامة «نظام حماية» تحت رعاية الأمم المتحدة في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي «لا أعتقد أن نظام حماية تحت رعاية الأمم المتحدة في غزة هو الحل»، ودعا، عوضاً عن ذلك، إلى مرحلة انتقالية تشارك فيها الولايات المتحدة والدول العربية.
وأضاف: «على الجميع أن يجتمعوا لتهيئة الظروف اللازمة لعملية انتقالية تسمح بسلطة فلسطينية قوية تتولى المسؤولية في غزة، ومن ثم، بناء على ذلك، التحرك أخيراً... وبطريقة حازمة لا رجعة فيها، نحو حل الدولتين على أساس المبادئ التي أرساها المجتمع الدولي إلى حد كبير والتي حددتُها مراراً وتكراراً».
وتابع: «أعتقد أننا بحاجة إلى نهج متعدد الأطراف تتعاون فيه مختلف البلدان والكيانات».
وختم: «بالنسبة لإسرائيل، تعد الولايات المتحدة بالطبع هي الضامن الرئيسي لأمنها. وبالنسبة للفلسطينيين، تعتبر الدول المجاورة والدول العربية في المنطقة ضرورية».
بوريل: قيام دولة فلسطينية «أفضل ضمانة لأمن إسرائيل»
شدّد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ، على أنّ قيام دولة فلسطينية هو السبيل «الأفضل لضمان أمن إسرائيل».
وعقد بوريل اجتماعاً عبر الفيديو مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بعد جولة شرق أوسطية أجرى خلالها محادثات حول الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس».
وقال بوريل إنّ محادثاته في المنطقة أوصلته إلى «استنتاج سياسي جوهري».
ونقلت إحاطة مكتوبة حول الاجتماع مع وزراء خارجية دول التكتل عن بوريل قوله «أعتقد أنّ أفضل ضمانة لأمن إسرائيل هي قيام دولة فلسطينية»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشدّد بوريل على وجوب ألا تحتلّ إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء النزاع الحالي وكذلك أيضاً على وجوب تسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وقال «على الرغم من التحديات الهائلة، علينا أن نطرح أفكارنا في ما يتعلّق بإرساء الاستقرار في غزة والدولة الفلسطينية المستقبلية».
وقال إنّ «قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى هدنات إنسانية فورية هو خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن علينا أن نحرص على الإسراع في تطبيقه».