الضغط النفسي ما هو إلّا رد فعل الجسم نتيجة المرور بمواقف صعبة أو ضارة - سواء كانت حقيقية أو في تصوّرنا الخاص. عندما تشعر بالتهديد أو الخطر، يحدُث تفاعل كيميائي في جسمك يسمح لك بالتصرف بطريقة تحميك من الأذى. يُعرف رد الفعل هذا باسم القتال أو الهروب "fight-or-flight". أثناء الاستجابة للضغط النفسي، يرتفع مُعدل ضربات القلب، ويتسارع التنفس، وتُشَد العضلات، ويرتفع ضغط الدم. لقد أصبح جسمك مُستعدًّا الآن للتصرّف والتعامل مع الخطر، هذه هي الطريقة التي يحمي بها الجسم نفسه!
تتمثَّل المُشكلة هنا في أنَّ هذا الخطر قد لا يكون حقيقيًّا ولكن العقل لا يستطيع تمييز ذلك. فالخوف من أن تُطرد من عملك مُعادل تمامًا في التأثير لخطر التعرّض لهجوم من حيوانٍ مُفترس، في الحالتين يتفاعل الجسم بنفس الطريقة مؤدّيًا للشعور بنفس الأعراض. جديرٌ بالذكر أيضًا أنَّ مصدر الضغط النفسي يختلف من شخص لآخر، فما يُسبب التوتر لدى شخص ما قد لا يكون مصدر قلق لآخر.
في واقع الأمر، ليس كل التوتر سيئًا، فبعض الناس أكثر قدرةً على التعامُل مع التوتر من غيرهم. يُمكن أن يساعدك الضغط بجرعات صغيرة على إنجاز المهام بسرعة ويمنعك من التعرض للضرر في عملك أو حياتك الخاصة. على سبيل المثال، التوتر هو ما يدفعك للضغط على الفرامل لتجنب الاصطدام بالسيارة التي أمامك وهذا أمرٌ جيد.
صحيح أنَّ أجسامنا مُجهَّزة للتعامُل مع جرعات صغيرة من الإجهاد والتوتر والضغط النفسي، لكنَنا لسنا مُجهَّزين للتعامُل مع الإجهاد المزمن طويل الأمد دون عواقب وخيمة