هناك اعتقاد خاطئ شائع بأنَّ دماغ البالغين يتسم بالجمود أو افتقار القدرة على التغيير والنمو. في الواقع، لقد أثبت علم الأعصاب أنَّ هذا الاعتقاد ليس صحيحًا، فأدمغتنا لها القدرة على تجديد نفسها فيما يُعرف بالمرونة العصبية.
المرونة العصبية هي قدرة الدماغ على إحداث تغييرات في بنيته التركيبية وزيادة عدد الخلايا العصبية والناقلات العصبية والذي يُمكن ترجمته إلى اكتساب مهارات وقدرات جديدة.
بتطبيق ذلك على أساليب تطوير الذكاء العاطفي، يُمكنك في الواقع إعادة برمجة عقلك وردود أفعالك العاطفيَة من خلال مزيج من التفكير المركّز والأفعال الهادفة. إذًا، فكلمة السر هنا هي المُمارسة العقلية! للقيام بذلك، يُمكنك اتّباع 3 خطوات:
1. التحفيز
2. الممارسة
3. التطبيق
2- قاعدة L.A.U.G.H
تُعد هذه القاعدة من أكثر الطرق الفعالة لمُساعدتك على اكتساب الذكاء العاطفي. هذه الحروف هي الحروف الأولى للكلمات الآتية:
تعلّم (Learn)
طبّق (Apply)
افهم (Understand)
انمُ (Grow)
ساعِد (Help)
لعلَّك قد سمعت بالمقولة الشهيرة في علم النفس والتي تقول "تظاهر حتى تنجح". في الحقيقة، ترفض قاعدة L.A.U.G.H هذه المقولة تمامًا، فهي تُشجعك على تبني عقلية النمو وتطبيق أفكارك على أرض الواقع حتى تُتقنها وليس مُجرد ادّعاء أو خداع للذات. ابدأ بتعلّم بعض الأساليب لإظهار التعاطف مع الآخرين، ثم قُم بتطبيقها. في البداية لن تُظهر أفضل أداء لديك، لكن مع التجربة ستفهم كيف تجري الأمور وتبدأ حينها في اكتساب مهارات الذكاء العاطفي والتي ستُمكّنك من مُساعدة نفسك والآخرين.
3- قاعدة المكتب النظيف
لعلَّك قد سمعت عن النظرية العلمية التي تُوضح أهمية القيام بتخصيص وقت لتنظيف مكتبك (أو خزانة ملابسك أو غرفتك) قبل بدء يومك وكيفية تأثير ذلك على باقي يومك؛ هذا لأنه عندما تحاول إنجاز شيء ما، فإن كل عقبة تقف في طريقك ستجعل مهمتك أكثر صعوبة.
بتطبيق نفس النظرية على الذكاء العاطفي، يُساعدك أخذ بضع دقائق لتنظيم أفكارك وترتيبها على التفكير بشكل أكثر وضوحًا، وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج أفضل. مربط الفرس من هذه القاعدة هو أن تأخذ بعض الوقت في ترتيب سيل الأفكار في رأسك حتى تتمكّن من تفسير مشاعرك ومشاعر الآخرين بشكل أفضل وتحليلها بذكاء.
4- قاعدة مايا أنجيلو
قاعدة مايا أنجيلو هي في الواقع اقتباس يُنسب إلى الشاعرة والمؤلفة الشهيرة مايا أنجيلو، والتي قالت "سينسى الناس ما قلته، سينسى الناس ما فعلته، لكن الناس لن ينسوا أبدًا كيف جعلتهم يشعرون". فالانطباع العاطفي الذي تتركه على الآخرين له تأثير أكبر وأطول أمدًا من الأقوال والأفعال. تُشجّع هذه القاعدة على التركيز على التأثير العاطفي الذي نمارسه على الآخرين والسعي لجعل تجاربهم إيجابية.
لذلك، عندما يتعلَّق الأمر بعلاقاتك، فإنّ تذكّر هذا الاقتباس يمكن أن يساعدك على رؤية الصورة الكبيرة وبناء علاقات أقوى.
5- كن صادقًا دون أن تكون قاسيًا
تتطلّب المصداقية دومًا أن تقول ما تعنيه وأن تعني ما تقوله، وتلتزم بقيمك ومبادئك. لكن شخصيتك قد تُعيق قيامك بذلك بالشكل المطلوب. على سبيل المثال، إذا كنت شخصًا تُحب السلام ولا ترغب في خوض أي صراع مع أي شخص ولديك درجة عالية من التعاطُف، فقد تدفعك رغبتك في السلام إلى إخفاء مشاعرك الحقيقية أو أن تقول أشياء لا تعنيها حقًا. قد يظهر ذلك أيضًا عندما تتجنّب تقديم النقد البنّاء لأحد الأشخاص خشية أن تؤثر سلبًا على مشاعره، فتتركه يؤدي بنفس المُستوى السيء.
في المقابل، قد تحمل المُبالغة في الصدق شيئًا من القسوة أو الشدة، ممّا سيدفع الناس للنفور منك والتوقف عن الاستماع إليك. وكلمة السر في هذه القاعدة هي أن تكون في الوسط بين الاثنين، فتبدي آراء صادقة دون المساس بمشاعر الآخرين.
6- تخصيص الوقت للآخرين
لا شكَّ أنّ هذا العصر يتسم بوجود الكثير من المُشتتات، وليس من السهل أن يجذب شيء واحد تركيزك لفترة طويلة. لذلك، فإنَّ إعطاء الوقت للأشخاص الذين تُقدّرهم لا يجعلهم أكثر سعادة فحسب، بل يجعلك أنت أيضًا أكثر سعادة.
بعد قراءة المقال، اختَر شخصًا ترغب في منحه بعضًا من وقتك، ثم خطّط لفعل شيء مع هذا الشخص لا تفعله عادةً. يُمكن أن يكون تناول وجبة أو قهوة معًا أو زيارة مُفاجئة أو الذهاب في نزهة على الأقدام. قد تكون هذه الأنشطة بسيطة، لكنّها بلا شك ستُساعدك لتقطع شوطًا طويلاً في تقوية علاقاتك.
7- قاعدة الإقناع
تُعدّ مهارات الإقناع هي الوجه الآخر للذكاء العاطفي والتعاطُف مع الآخرين، فمبادئ الذكاء العاطفي هي التي تُوجه الشخص إلى إقناع الآخرين بأيّ شيء يُريده.
لذلك، حتى تتحلى بالذكاء العاطفي، من المهم أن تقوم بما يلي:
التدرّب على طرح أسئلة فعّالة توصلك إلى الإجابة التي تُريدها.
تقديم النوع الصحيح من الأدلة.
معرفة الوقت المُناسب لتنال ثمار أسئلتك وتحصل على الإجابة.
هذا النوع من الإقناع والتأثير لا ينطوي على تلاعب أو خداع. على العكس من ذلك، فهو يُركّز على التعليم وإنشاء مُشاركة وجدانية مع الشخص الآخر.