إن الرَّخاءُ هو سَعةُ العيش وحسنُ الحال، ومصدرها رخَا وقد جاء في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامعة لابن عباس رضي الله عنه وللمسلمين من بعده، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة”. [1]
ما هي مفاتيح الرخاء
هناك بعض الأشخاص ممن يفكرون بحماقة بما يكفي للاعتقاد بأن الرخاء في الحياة هو ما يعني أن هناك فائض في المال، إذ أن مفاتيح الرخاء عديد ويجب أن تتماشى فيها المكونات الرئيسية للرخاء والتي تتمثل في التالي: [2]
المال.
السعادة.
الاستدامة.
المال: بالفعل يعتبر المال مصدرًا كافيًا من أجل دعم أهدافنا، وعلى الرغم من أن الحصول على المال الكافي هام جدًا من أجل العيش في رخاء، إلا أنه لا يجب اعتباره وحده كافيًا، فيجب أن يقوم المال بدعم أحلامنا المادية بوسيلة تدعم قيمنا ومبادئنا الراسخة، لأن التفكير بتلك الطريقة يمنعنا من التعدي على العقلية التي فيها يشتت المال انتباهنا أو يبعدنا عن تلك القيم والمبادئ ذاتها.
السعادة: بعد النظر في مفتاح المال والإجابة على سؤال “كم من المال يكفي؟” يأتي الدور على السؤال “هل أنا سعيد بما فيه الكفاية؟”، ومن الجدير بالذكر أن الجوانب الخاصة بالسعادة تتمثل في النقاط التالية:
الحالة العاطفية والذهنية: وهي في وجود مشاعر إيجابية تجاه أنفسنا وتجاه العالم.
الأصالة: وتتمثل في عيش حياة متفقة مع أعمق المعتقدات والقيم والمبادئ الموجودة لدينا، مع العلم أن دخلنا من المال يتماشى مع شغفنا وأهدافنا.
الالتزام: وهذا بالتمسك بما نقدره أكثر وأكثر، على سبيل المثال الأسرة والعلاقات.
الصحة والعافية: ويتمثل في السعي وراء تحقيق وفرة من الصحة في العقل والروح والجسد.
الاستدامة: وهي إحدى الطرق التي يتم من خلالها كسب المال بحيث تزيد من الصحة والرفاهية على المدى الطويل.
كيف نحقق الرخاء في الحياة
صدق أنك تستحق السعادة.
ركز على ما لديك الآن.
إنهاء دورة العجز المكتسب.
التخلص من الغيرة.
احترام قوة المال.
دراسة الثروة.
التبرع بالمال.
صدق أنك تستحق السعادة: إن المفتاح الرئيسي لجذب المزيد من الرخاء إلى الحياة هو الإيمان بأنك تستحق السعادة، إذ أن تقدير الذات من الأمور الهامة جدًا لأنه ينبغي على كل شخص أن يتقبل نفسه كما هي لكي يكون سعيدًا حقًا، وهذا عن طريق الاعتقاد بأنك تستحق السعادة وسوف تشع طاقة إيجابية من حولك بالتالي تحقيق الرخاء.
ركز على ما لديك الآن: بمعني ألا تسقط في فخ التفكير فيما ليس لديك أو ما خسرته، فذلك النوع من التفكير يؤدي إلى الطاقة السلبية فقط، وبدلًا من هذا، يُفضل التركيز على كل الأشياء الجيدة التي توجد في حياتنا الآن، لذا يجب إظهار الامتنان مع الشكر لكل شيء في الحياة، بدايةً من أصغر الأشياء مثل الطعام والمياه ثم الأشياء الكبيرة مثل العمل، العائلة، والأصدقاء.
إنهاء دورة العجز المكتسب: فلا يجوز استخدام كلمة “لا أستطيع” في الأفكار أو الحديث، لأن ذلك يؤدي إلى المزيد من التفكير السلبي فقط ويسحب الطاقة الإيجابية بعيدًا عن الحياة، وبالتالي لا يمكن جذب الرخاء إلى الحياة حينما تنبعث طاقة سلبية، ولذا يجب نسيان ما لا يمكن فعله والبدء في الإيمان بما يمكن فعله.
التخلص من الغيرة: بحيث لا تشغل أفكارنا الغيرة، فمن الممكن أن نجد ان هناك شخص آخر يمتلك ثروة في حياته أكثر منا، ولكن ذلك لا يعني أن حياته أكثر رخاءً منا، ولذا يجب إفساح المجال لدخول الفرح في الحياة عن طريق احتضان وحب الأشياء الصغيرة في الحياة التي تجعلنا سعداء.
احترام قوة المال: إن المال عبارة عن نتاج ثانوي للعمل الجاد، ولذا يجب احترام أموالك والحفاظ عليها منظمة، ومن الجدير بالذكر أن احترام المال يعني متابعتها بانتظام وإدراك أن المال يحمل قوى إصلاحية وأيضًا قوى مدمرة، فعند إدارة الأموال بصورة جيدة، فإنها سوف تتمتع بالقدرة على الإصلاح والعناية بصاحبها لسنوات، ومع هذا عندما لا يتم احترام المال واستخدامه للإنفاق غير الضروري، فمن الممكن أن يكون هذا مدمرًا ويؤثر بالسلب على المستقبل.
دراسة الثروة: يجب أن يتم أخذ الوقت اللازم لتعلم كل شيء عن الثروة وكيفية جمع المال، لأن هذا يساعد على الرخاء، ولذا يُمكن التعلم ممن حولنا من الذين تمكنوا من خلق الثروة.
التبرع بالمال: إذا حاول الشخص ادخار المال والاحتفاظ به كله لنفسه، فسوف يترك كل هذا في نهاية المطاف، ومن الجدير بالذكر أن المال له قوة روحية، فحينما نعطي للمحتاجين سوف يمنحنا الله ثروة أكبر في المقابل، ومن الممكن ألا يكون فوريًا أو في صورة مال، إلا أنها سوف تعطينا طاقة إيجابية. [3]
طرق زيادة الرخاء في الحياة
الشعور بالامتنان للنعم في حياتك الآن.
استخدم التأكيدات لتدريب النفس على التفكير بشكل إيجابي.
تشجيع النفس.
بدء حساب توفير.
إذا كان هناك رغبة في الشعور بالرخاء وتحسين الحياة، فلا بد أن يقوم الشخص بتحسين أفكاره، وأن يُسخر قوة التفكير بطريقة إيجابية بحيث يكون لديه مقدرة على إحداث تغيير كبير في حياته. ولكن في البداية يجب فهم أن الرخاء أمر أكثر من الحصول على الكثير من المال، بل إنه عقلية وطريقة للتفاعل مع الحياة وطريقة تفكير، وفي التالي أربع طرق لزيادة الرخاء في الحياة: [4]
الشعور بالامتنان للنعم في حياتك الآن: وهذا من خلال تخصيص بضع دقائق يوميًا للتعبير عن الامتنان الصادق للأشياء الجيدة في الحياة، وجعل من المعتاد كتابة عشرة أشياء على الأقل تشعر بالامتنان لها، إذ أن ذلك يشجع العقل على أن يكون لديه نظرة مستقبلية وفيرة، إذ حينما يتم التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة يكون من الصعب التفكير فيما تشعر أنه مفقود.
استخدم التأكيدات لتدريب النفس على التفكير بشكل إيجابي: وهذا من خلال استخدم عبارات “أنا” فعلى سبيل المثال “أنا أستحق كل ما هو جيد”، ومن الممكن كتابة العبارات وقراءتها بصوت عالٍ أول شيء في الصباح وكذلك قبل الذهاب للنوم مباشرة، ومع مرور الوقت، سوف تزرع تلك الممارسة الأفكار الإيجابية في العقل الباطن ثم البدء في تصديقها تلقائيًا.
تشجيع النفس: عن طريق تصديق أنه يمكنك تحقيق أشياء رائعة، وقول “يمكنني تحقيق أشياء عظيمة”، فمن خلال هذا يُمكن رفع المستوى في مجالات الحياة التي ترغب في تحسينها والتي تعتقد أن أهدافك فيها قابلة للتحقيق، ومن الممكن كتابة قائمة بكل ما تم إنجازه حتى الآن في الحياة حتى لو كان صغيرًا والنظر إليه باستمرار، مع تذكير النفس بما يمكنها فعله، وخاصة عندما تبدأ في الشك في نفسك.
بدء حساب توفير: إذ أن بدء حساب التوفير يُعتبر طريقةً بسيطةً وسريعةً لزيادة الرخاء في الحياة، وحتى لو كان المستطاع مجرد توفير بضعة أموال بسيطة كل شهر، فمع مرور الوقت سوف يتم الحصول على أكثر مما بدأت به، وسوف يجعل الادخار من العادات الحياتية