لا . من أمثلة الاستعجال تصديق الأخبار والظنون بدون تثبت .
الاستعجال من الصفات السيئة التي تضر صاحبها ومن حوله من أشخاص، فمن الممكن أن يُظلم شخص ما نتيجة الاستعجال في تصديق الاخبار والظنون السيئة، وقد نهى الله تعالى عن الاستعجال في تصديق الأخبار نظرًا لما له من أضرار علي الفرد والمجتمع.
من أمثلة الاستعجال
تصديق الأخبار والأقاويل بدون تثبت.
الحسرة والندم في الحياة الدنيا وفي الأخرة.
الاستجابة للغضب دون استخدام العقل والنظر في الموضوع.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال، في الآية الكريم {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} [سورة الأحقاف الآية 35].
ما هو الاستعجال
إن الاستعجال هو الرغبة في تغيير الواقع الذي يعيشه الشخص في لمح البصر، دون التفكير في عواقبه، أو الإعداد التام للمقدمات، أو الوسائل، كما أن الاستعجال قد يكون في الحكم على أشياء ما أو أشخاص دون التدبر والتمهل في معرفة الحقائق. [1]
سلبيات الاستعجال
الفتور والملل.
تعطيل الأعمال.
الفتور والملل: من الممكن أن يؤدي الاستعجال إلى الفتور والملل عندما يتأخر تحقيق الأشياء التي يتمنوها، أو عندما يحدث البعض منها ويتأخر أغلبها.
تعطيل العمل: أو رجوعه للخلف لعشرات الأعوام، وهذا لما قد يكون فيه من استمرارية تدنيس الحياة، والاستمرار في الاعتداء على الغير لإتمام العمل، إذ أن من يستعجل شيئًا قبل أوانه يُعاقب بحرمانه.
أهمية الاستعجال
أحيانًا ما يكون الاستعجال هو الأمر المطلوب من أجل مواجهة حالة طارئة فعلية أو خطر جسيم، فمن الممكن أن يكون هناك مشكلة كبيرة أو حالة صحية تتطلب التصرف باستعجال، وقد يترتب على التمهل فيها الهلاك أو الموت، مثل الحرائق، السكتات القلبية، وغيرها من الأمور.
أسباب الاستعجال
هناك العديد من الأسباب التي قد توقع المرء في مشكلة الاستعجال، ومنها ما يلي: [2]
الدافع النفسي.
الحماس.
طبيعة العصر.
العجز عن تحمل متاعب الطريق.
عدم وجود أنشطة تمتص الطاقات وتخفف من شدتها.
الدافع النفسي: من المحتمل أن يكون هذا الدافع هو السبب الرئيسي وراء الاستعجال، وهذا لأنه فطرة طبيعية في الإنسان، فقال تعالى: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [سورة الأنبياء: الآية 37]، {وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [سورة الإسراء: الآية 11]، {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [سورة يونس: الآية 11].
الحماس: فقد يوجه لأعمال مؤذية أكثر من المفيدة، فقال تعالى: {وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}، [المزمل – 10]، {فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الرّوم – 60).
طبيعة العصر: إن طبيعة العصر قد تكون هي الدافع وراء الاستعجال، وهذا لأننا نعيش في عصر يتسم بالسرعة، ففي خلال ساعات قليلة يكون الإنسان في بلد آخر، ويُمكن قياس العديد من الأمور على ذلك، وهذا ما يدفع البعض إلى الاستعجال لمواكبة ظروف العصر، والتماشي معها.
العجز عن تحمل متاعب الطريق: إن العجز عن تحمل متاعب الحياة والطريق من أسباب الاستعجال، وهذا لأن البعض يمتلكون شجاعة وحماسًا حتى ولو كانت نتيجته الموت، إلا أنهم لا يمتلكون المقدرة على تحمل مصاعب الحياة لوقت طويل، على الرغم من أفضل الصفات هي الصبر والتحمل والجلد، وليس الاستعجال لتجنب المشاق والمتاعب.
عدم وجود أنشطة تمتص الطاقات وتخفف من شدتها: من الممكن أن يترتب على عدم وجود أنشطة أو برامج تساعد على امتصاص الطاقات والتخفيف من حدتها وشدتها هو السبب وراء الاستعجال، وهذا لأن النفس الإنسانية إن لم يتم إشغالها بالحق سوف تنشغل بالباطل.
الاستعجال المذموم والاستعجال المحمود
إن الإسلام نظر إلى الاستعجال بعين العدل والإنصاف، فلم يذمه إطلاقًا، ولم يمدحه إطلاقًا، ولكن مدح بعضَه، وذم بعضه الآخر، أي أن الاستعجال منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود، وفي التالي توضيح لهما:
الاستعجال المذموم
الحكمُ قبل التثبُّتِ.
العجلة في الدعاء بالشر.
استعجال استجابة الدعاء.
العجلة في أداء الصلاة.
الحكمُ قبل التثبُّتِ: (أو الحكم على الباطن)، ولهذا يقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
العجلة في الدعاء بالشر: وكثيرًا ما يحدث أن الشخص قد يدعو بالهلاك أو الموت على نفسه، أو على أولاده أو على أملاكه، وقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن هذا وحذَّرنا منه.
استعجال استجابة الدعاء: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال يُستجابُ للعبد ما لم يدعُ بإثم، أو قطيعةِ رَحِمٍ، ما لم يستعجل”، وقيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: “يقول: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيبُ لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعُ الدعاء”.
العجلة في أداء الصلاة: وسواء أكان هذا الاستعجال في الانتهاء من الصلاة أو في العجلة خلف الإمام وسبقه في الصلاة.
الاستعجال المحمود
الاستعجال في التوبة والرجوع إلى الله.
الاستعجال في أداء الحقوق والدين إلى أصحابهما.
العجلة في أداء فريضة الحج.
تعجيل الفطر.
الاستعجال في التوبة والرجوع إلى الله: إذ أن التوبة من الأشياء العاجلة التي لا يجب أن يتم تأجيلها، فمن الممكن أن يأتي الموت فجأة ولا يتمكن الإنسان من اللحاق بالتوبة إلى ربه.
الاستعجال في أداء الحقوق والدين إلى أصحابهما: فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: “من أخذ أموال الناس يريد أداءَها، أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافَها، أتلفه الله”.
العجلة في أداء فريضة الحج: فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تعجلوا إلى الحج – أي الفريضةَ – فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له”.
تعجيل الفطر: فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”.
علاج مشكلة الاستعجال
إمعان النظر في الآثار.
النظر الدائم في القرآن الكريم.
المطالعة المستمرة في السنة والسيرة النبوية.
مجاهدة النفس.
إمعان النظر في الآثار والعواقب التي قد تترتب على الاستعجال، فإن هذا قد يهدئ النفس، ويساعد على التأني والتريث.
النظر الدائم في القرآن الكريم، لأنه يُعرفنا سنة الله في الكون، وفي الأنفس، فقال الله عز وجل: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [سورة الأنبياء: الآية 37].
المطالعة المستمرة في السنة والسيرة النبوية، لأنه يجعلنا ندرك مدى ما واجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المحن والشدائد، ومقدار تحمله وصبره، وعدم استعجاله أمر الله، إلى أن كانت العاقبة له، وللدعوة التي جاء بها.
مجاهدة النفس، وكذلك تدريبها على أهمية التأني والتريث، فمن يصبر ويتحمل يُعطيه الله ما يريد بإذنه تعالى.