هنيئًا لك إن أحبك ملك الملوك،
هنيئًا لك إن أحبك ملك الملوك، أو يطرب قلبك أن تسمع كلمة:
أحبك، وتسعد
روحك وتنتشي، تتسع ابتسامتك ويبرَأ شيء بداخلك من الوجع،
وتستزيد منها
ولا تمل أن تسمعها مرارًا وتكرارًا،
وتردد لحنها الشجي بينك وبين نفسك،
فكأنك طرت مع العصافير عاليًا في السماء،
قد تخففت من الأثقال والهموم
والأحزان، وقد حركت الكلمة الرقيقة بداخلك كل بواعث الأمل
والتفاؤل، تعجب أنها أعطتك القوة والقدرة على أن تتحمل الصعاب،
إنها قوة الحب،
تستطيع أن تبني وتشيد صرحًا متينًا، وتصعد على قمة جمالها وفتنتها وعملها
في القلوب، مناديًا: هنا قلب يحبني،
وتفتخر: هنا في هذا العالم الواسع إنسان يخفق
قلبه بحبي، يريد لي الخير، ويرجو لي السعادة.
مهلًا أيها القلب السعيد، وتمهل، أكُلُّ هذا فعله بك حب إنسان؟ إنه على كل
حال حب مخلوق لمخلوق، فكيف إذا أحبك الله خالق كل شيء
وواهب النعم؟
من بيده سعادتك وشقاؤك، وموتك وحياتك، من أعطاك الحياة،
ومَن ما زال يعطي ويجود عليك بالنعم.
كيف به إذا قال: يا جبريل، إني أحب فلانًا.
حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: «إن الله تعالى إذا أحب
عبدًا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانًا فأحببه،
\فيحبه جبريل، ثم ينادي
في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا، فأحبوه، فيحبه أهل السماء».
فهنيئًا لك إن أحبك الله واختارك بين الناس حبيبًا، وإذًا فقدْ فُتحت لك الطاعات
والقربات، فالحب يصنع المعجزات، ويجعلك تسارع إلى الخيرات،
وإلى ما يحبه الحبيب، هنيئًا لك تمشي على الأرض، لا يبالي بك أحد من الناس،
ورب الناس يحبك، ملك الملوك يريد قربك، فيستجيب القلب
لِما يحبه الله ويرضاه.
اللهم ارزقنا حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|