ضغط الدم في جسم الإنسان ليس مستقرًا كما تتوقع ، وإنما هو طيلة اليوم بين صعود وهبوط ، فمثلما يقوم منظم الحرارة بضبط الفرن ويعمل مكيف الهواء على الحفاظ على درجة حرارة مريحة لمنزلك ، كذلك يكون لجسمك آلية مدمجة للحفاظ على ضغط دمك مستقرًا نسبيًا . [2]
لكن بعض العوامل قد تسبب خللًا مثل الشيخوخة أو تناول بعض الأدوية ، أيضًا بعض الحالات المرضية يمكن أن تتداخل مع هذه الآلية التنظيمية ، مما يجعل ضغط الدم ينخفض لديك بشكل كبير عند الوقوف ، وهي حالة تعرف باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي ، ينتج عنه عدم وصول كمية كافية من الدم إلى عقلك ، مما قد يؤدي إلى الدوار وجعل الرؤية غير واضحة . [2]
لدينا عامل العمر كذلك ، حيث يعاني حوالي 5٪ من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من انخفاض ضغط الدم الانتصابي ، ولكن يرتفع معدل انتشار الإصابة إلى 30٪ عن عمر 70 عامًا ، ومع تقدم الأشخاص في السن ، تصبح الشرايين في جميع أنحاء الجسم أكثر صلابة مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، وقد تصبح مستشعرات مراقبة الضغط لديهم أقل حساسية وهو ما يسبب عدم قدرة كبار السن على الاستجابة لنوبات ضغط الدم بشكل فعال خاصةً إذا كان ضغط الدم مرتفعًا ، ويقول الدكتور ليبسيتز إنه كلما ارتفع ضغط دم بشكل كبير كلما ازدادت احتمالية انخفاضه . [2]
ويعد كبار السن من الأشخاص الأكثر عرضة لتناول الأدوية التي قد تزيد من انخفاض ضغط الدم الانتصابي ، مثل الأدوية التي تشمل ” حاصرات بيتا ” والتي من شأنها أن تقلل معدل ضربات القلب ، وكذلك ” حاصرات ألفا ” المستخدمة عند الرجال لعلاج البروستاتا المتضخمة ، أيضًا أدوية البرد والحساسية وخاصة ” ديفينهيدرامين ” ” بينادريل ” ، كذلك تؤدي غالبية مضادات لنفس المشكلة ، ومع زيادة التقدم في العمر يفقد الناس شعورهم بالعطش والجفاف يزيد المشكلة سوءًا . [2]
مرض السكري أيضًا وغيره من الأمراض مثل مرض باركنسون أو السرطان ، يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي