الوفاء بالعقود والعهود في الحروب النبوية - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 346
عدد  مرات الظهور : 9,115,238
عدد مرات النقر : 327
عدد  مرات الظهور : 9,115,235
عدد مرات النقر : 221
عدد  مرات الظهور : 9,115,274
عدد مرات النقر : 175
عدد  مرات الظهور : 9,115,274
عدد مرات النقر : 309
عدد  مرات الظهور : 9,115,274

عدد مرات النقر : 21
عدد  مرات الظهور : 2,633,393

عدد مرات النقر : 44
عدد  مرات الظهور : 2,627,982

عدد مرات النقر : 19
عدد  مرات الظهور : 2,628,506

العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-04-2024, 11:38 AM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:41 PM)
آبدآعاتي » 3,699,433
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2251
الاعجابات المُرسلة » 790
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي الوفاء بالعقود والعهود في الحروب النبوية

Facebook Twitter


الوفاء بالعقود والعهود من أهم الأسس الأخلاقية الحاكمة لعلاقة المسلمين بغيرهم، وقد جاءت الكثير من نصوص الشرع آمرةً بالوفاء بالعهد، والالتزام بالعقد، وناهية عن الغدر والخيانة، كما حفَلت السيرة النبوية بمواقف الوفاء بالعهود والعقود من جهة، وتأديب الخوَنَة الغادرين الناقضين لعهودهم من جهة أخرى.


فمن هذه النصوص:

• قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، وهذا أمر من الله بالوفاء بكل العقود، ما تعلق منها بما عاهد المؤمن ربَّه عليه، وما عاهد عليه الناسَ من عقود مختلفة.


قال الطبري: "يعني: أوفوا بالعهود التي عاهدتموها ربكم، والعقود التي عاقدتموها إياه، وأوجبتم بها على أنفسكم حقوقًا، وألزمتم أنفسكم بها لله فروضًا، فأتموها بالوفاء والكمال والتمام منكم لله بما ألزمكم بها، ولمن عاقدتموه منكم بما أوجبتموه له بها على أنفسكم، ولا تنكثوها فتَنقضوها بعد توكيدها.


واختلف أهل التأويل في العقود التي أمر الله - جل ثناؤه - بالوفاء بها بهذه الآية، بعد إجماع جميعهم على أن معنى العقود: العهود"[1].


وقال ابن كثير: "قوله تعالى: ﴿ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: يعني بالعقود العهود، وحكى ابن جرير الإجماع على ذلك، قال: والعهود ما كانوا يتعاقدون عليه من الحلف وغيره.


وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ يعني: العهود، يعني: ما أحلَّ الله وما حرَّم، وما فرض وما حدَّ في القرآن كله، ولا تغدروا، ولا تنكثوا"[2].


وقال القرطبي: "فأمر الله سبحانه بالوفاء بالعقود.


قال الحسن: يعني بذلك: عقود الدَّيْن، وهي ما عقده المرء على نفسه من بَيع وشراء، وإجارة وكراء، ومناكحة وطلاق، ومزارعة ومصالحة، وتمليك وتخيير، وعتق وتدبير، وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارج عن الشريعة، وكذلك ما عقده على نفسه لله من الطاعات؛ كالحج والصيام، والاعتكاف والقيام، والنَّذر وما أشبه ذلك من طاعات ملة الإسلام...


وقال الزجاج: المعنى أوفوا بعقد الله عليكم، وبعقدكم بعضكم على بعض، وهذا كله راجع إلى القول بالعموم، وهو الصحيح في الباب"[3].


ومن ذلك قول الله تعالى يصف عباده المؤمنين: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴾ [البقرة: 177].


قال القرطبي: "قوله تعالى: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴾؛ أي: فيما بينهم وبين الله تعالى، وفيما بينهم وبين الناس"[4].


وقال الطاهر بن عاشور: "وذكر الوفاء بالعهد؛ لما فيه من الثقة بالمُعاهد، ومن كرم النفس وكون الجد والحق لها دربة وسجية.


وإنما قيد بالظرف، وهو ﴿ إِذَا عَاهَدُوا ﴾؛ أي: وقت حصول العهد، فلا يتأخر وفاؤهم طرفة عين، وفيه تنبيه على وجوب الاحتياط عند بذل العهد بحيث لا يعاهد حتى يتحقق أنه يستطيع الوفاء كأنه يقول: فإن علموا ألا يفوا، فلا يعاهِدوا"[5].


وتأمل في قول الله - عز وجل -: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].


قال أبو جعفر الطبري: "يقول تعالى ذكره: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ ﴾ - يا محمد - مِن عدوٍّ لك بينك وبينه عهد وعقد: أن ينكث عهده، وينقض عقده، ويغدر بك، وذلك هو الخيانة والغدر: ﴿ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ﴾ يقول: فناجزهم بالحرب، وأَعْلِمْهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم بما كان منهم من ظهور أمارِ الغدر والخيانة منهم، حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب، فيأخذوا للحرب آلتها، وتبرأ من الغدر؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ الغادرين بمن كان منه في أمان وعهد بينه وبين أن يغدر به، فيحاربه قبل إعلامه إياه أنه له حرب، وأنه قد فاسخه العقد.


فإن قال قائل: وكيف يجوز نقض العهد بخوف الخيانة، والخوف ظن لا يقين؟

قيل: إن الأمر بخلاف ما إليه ذهبت؛ وإنما معناه: إذا ظهرت أمارات الخيانة من عدوك، وخفت وقوعهم بك، فألق إليهم مقاليد السَّلم، وآذنهم بالحرب"[6].


فطلب الله - عز وجل - من رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبرأ من خيانة العهد، وأن يُعلم الذين خانوه أنه سيحاربهم حتى يعدوا أنفسهم لذلك، ولم يُجِز نقض العهد معهم رغم خيانتهم، فأي وفاء بعد هذا الوفاء؟ وفي أي شرعة نجد مثل هذه الأخلاق السامية؟!


وقد شهد أبو سفيان - وهو لم يكن آمَنَ بعدُ - عند هرقل ملك الروم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان داعيًا إلى الوفاء وحفظ العهود، وهذه شهادة من عدوٍّ، والحق ما شهدت به الأعداء.


أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبيدالله بن عبدالله أن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أخبره قال: "أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له: سألتُك: ماذا يأمركم؟ فزعمتَ أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي"[7].


وروى أبو داود عن أبي رافع قال: "بعثتْني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُلقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، إني والله لا أرجع إليهم أبدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لا أَخِيس بالعهد، ولا أحبس البُرُد، ولكن ارجع؛ فإن كان في نفسك الذي في نفسِكَ الآن، فارجع))، قال فذهبت ثم أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمتُ"[8].


قال الخطابي: "يُشبه أن يكون المعنى في ذلك أن الرسالة تقتضي جوابًا، والجواب لا يصل إلى المرسل إلا مع الرسول بعد انصرافه، فصار كأنه عَقَدَ له العقدَ مدة مجيئه ورجوعه".


قال: "وفي قوله: ((لا أخيس بالعهد)) أن العهد يراعى مع الكافر كما يراعى مع المسلم، وأن الكافر إذا عقد لك عقد أمان، فقد وجب عليك أن تؤمِّنه، ولا تغتاله في دم ولا مال ولا منفعة"[9].


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى قادة الجيش عن الغدر، ويوصيهم بالوفاء والأمانة؛ فعن سليمان بن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرًا على جيش، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا فقال: ((اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلُّوا، ولا تغدروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا))[10].


((ولا تغدِروا)) بكسر الدال؛ أي: لا تنقضوا العهد، وقيل: لا تُحاربوهم قبل أن تدعوهم إلى الإسلام[11].


وقد عدَّ الرسول إخلاف الوعد، والغدر بعد العهد: من صفات المنافقين، الذين هم أسوأ الكفار مكانة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))[12].


وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))[13].


والسيرة النبوية المطهرة حافلة بالتطبيقات العملية على هذه القاعدة الأخلاقية العظيمة، ومن ذلك:

• عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حُسَيْلٌ، قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لنَنصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه.


فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال: ((انصَرِفا، نَفِي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم))[14].


فرغم قلة المسلمين عددًا وعدة، واحتياجهم لكل فرد مقاتل؛ حيث كانوا أقل من ثلث جيش أعدائهم، والبون شاسع في العدة والعتاد، ولكن الوفاء بالعهد أولى.


• كان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قد صحبَ قومًا في الجاهلية قبل إسلامه، فقتَلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلَمَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما الإسلام، فقد قبلْنا، وأما المال، فإنه مالُ غَدرٍ؛ لا حاجة لنا فيه))[15].


• كان من شروط صلح الحديبية أن يردَّ المسلمون من جاءهم من قريش مسلمًا دون أن يأذن أولياؤه، فلما عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاهَدةَ مع سهيل بن عمرو، جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، فلما رأى سهيل أبا جندل، قام إليه فضرب وجهه ثم قال: يا محمد، قد لجَّت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال: ((صدقت))، فقام إليه فأخذ بتلابيبه، وصرخ أبو جندل بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، أتردونني إلى أهل الشرك فيفتنوني في ديني؟! فزاد الناس شرًّا إلى ما بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا جندل، اصبر واحتسب؛ فإن الله - عز وجل - جاعلٌ لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا، فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهدًا، وإنا لن نغدر بهم))[16].


ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم بعد عقد الصلح إلى المدينة جاءه أبو بصير - رجل من قريش - وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلتَ لنا، فدفعه إلى الرجلَين، فخرَجا به حتى إذا بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدًا، فاستله الآخر، فقال: أجل، والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه فضربه حتى برد، وفرَّ الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: ((لقد رأى هذا ذعرًا))، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قُتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى اللهُ ذمتك؛ قد رددتني إليهم ثم نجاني الله منهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويل أمِّه، مِسعَر حرب لو كان له أحد))، فلما سمع ذلك عرف أنه سيردُّه إليهم..."[17].


فالتزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهده مع قريش، ولم يَقبل أبا بصير في المرتَين وردَّه.


• كان سبب فتح مكة، وتحرك جيوش المسلمين لغزو مكة: هو وفاءَ المسلمين بعهدهم مع خزاعة، الذين دخلوا في حلف المسلمين وعهدهم.


فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وأصابوا منها ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة - وكانوا في عقده وعهده - خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم أحد بني كعب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو في المسجد جالس بين ظهراني الناس فقال:
لاهمَّ إني ناشدٌ محمَّدا
حِلْفَ أبينا وأبيه الأتلدَا
فانصر هداك الله نصرًا أعتَدا
وادعُ عبادَ الله يأتوا مددا
إن قريشًا أخلفوك المَوعِدا
ونقضوا ميثاقَكَ المؤكَّدا
وزعموا أن لستُ أدعو أحَدا
وهم أذلُّ وأقلُّ عَددا
هم بيَّتونا بالوتير هُجَّدا
فقتلونا ركعًا وسُجَّدا



يقول: قد قتلونا وقد أسلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك: ((قد نُصرتَ يا عمرو بن سالم))[18].


فكانت غزوة الفتح وفاءً بعهد خزاعة من جهة، وتأديبًا للغادِرين الذين نقضوا العهد من جِهة أخرى، فتكاملت ها هنا القاعدة الأخلاقية العظيمة بشقَّيها: الوفاء بالعهد، ومحارَبة الغدر والخيانة.


ومِن الشقِّ الثاني: غَزوة بني قُريظة التي جاءت تأديبًا لهم؛ لنَقضِهم العهد مع المسلمين، ومُساندتِهم للأحزاب في حربهم للمسلمين؛ حيث بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في مواجهة الأحزاب أنه قد حدثت خيانة وغدر من بني قريظة.


فلمَّا انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسلمين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومعهما ابن رواحة وخوّات بن جُبير، فقال: ((انطلقوا حتى تنتظروا أحقٌّ ما بلَغَنا عن هؤلاء القوم؛ فإن كان حقًّا، فالحَنوا إليَّ لحنًا حتى أعرفه، ولا تفتُّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم، فاجهروا بذلك للناس)).


فخرجوا حتى أتوهم، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: مَن رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، فشاتَمَهم سعد بن معاذ وشاتَموه، وكان رجلاً فيه حدة، فقال له سعد بن عبادة: دع عنك مشاتَمتَهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.


ثم أقبل السَّعدان ومن معهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، ثم قالوا: عضل والقارة - أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين))[19].


وروي عن عائشة رضي الله عنها أنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل عليه السلام وعلى رأسه الغبار قال: قد وضعتَ السلاح؟! فوالله ما وضعتُه! اخرج إليهم.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأين؟))، قال: ها هنا، فأشار إلى بني قريظة.


فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقاتلهم، فنزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم، فردَّ الحكم فيهم إلى سعد، قال: فإني أحكم أن تُقتَل المقاتلة، وتُسبى النساء والذرية، وتُقسم أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل))[20]، فنفذ فيهم هذا الحكم الشديد؛ جزاءً وفاقًا لخيانتهم العظمى، ومساندتهم لأعداء المسلمين، ونقضهم العهود والمواثيق.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العدل وعدم الاعتداء في الحروب النبوية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-04-2024 12:14 PM
العفو والتسامح في الحروب النبوية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-04-2024 11:50 AM
احترام النفس البشرية في الحروب النبوية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-01-2024 06:16 PM
حسن معاملة الأسرى ورسل الأعداء في الحروب النبوية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-01-2024 06:16 PM
العفو والتسامح في الحروب النبوية حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-01-2024 06:16 PM


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.