لماذا يتميز بعض الناس بالقدرة على اتخاذ قرارات سريعة وصائبة، في حين يجد البعض الآخر صعوبة بالغة أثناء عملية اتخاذ القرار؟ يشير مصطلح صنع القرار إلى المقارنة بين عدة بدائل مختلفة، ثم اختيار البديل الذي من المرجح أن يحقق هدفًا واحدًا أو أكثر.
قد يكون القرار بسيطًا مثل اختيار أي قميص ستشتري، أو أي وجبة ستتناولها في المطعم، وقد يكون مصيريًا تترتّب عليه الكثير من النتائج المهمّة، كاختيار الكليّة التي تدرسها، أو المشروع الذي ستؤسسه، أو شريك حياتك الذي ستقضي بقيّة عمرك معه....وغيرها الكثير.
يلعب صنع القرار دورًا رئيسيًا في العديد من المهن، مثل السياسة العامة والإدارة. يرتبط صنع القرار بمفهوم إلقاء الأحكام، والذي يشير إلى استخدام المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر لتشكيل تقييم أو توقع معيّن.و قد يتخيل المرء أن أحكام الناس تحدّد خياراتهم، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائمًا.
قد تندهش الآن من معرفة أن معظم باحثي علم النفس الاجتماعي المهتمين بموضوع القرار السلوكي يقضون أوقاتًا أطول الآن في كليات إدارة الأعمال بدلاً من أقسام علم النفس، وذلك لفهم الأسباب التي تدفع المستهلكين مثلاً لاتخاذ قرارات شرائية مهيّنة، أو عوامل التأثير على قرارات كبار رجال الأعمال.
يعكس هذا التحول التأثير المتزايد لأبحاث علم النفس الاجتماعي في المجالات التطبيقية، مثل التسويق والسلوك التنظيمي والاقتصاد السلوكي وغيرها.