محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن الحاج سعيد خطيب المشهور بالسلقيني (1912-2001م).
عالم دين سوري
الولادة والمنشأ
ولد في مدينة حلب عام 1330 هـ، الموافق 1912م. والأصح قبل ذلك، قريباً من 1910م كما أفاد بذلك أولاده.
نشأ في أسرة عرفت بالعلم والتقوى والاستقامة؛ في حجر والده الشيخ إبراهيم سلقيني الكبير، ونهل عباب العلم والمعرفة والتقوى والاستقامة من معينه.
وسئل عن الرجال والعلماء الذين لهم أثر كبير في حياته وتكوينه العلمي فأجاب:«والدي، هو مدرسي الخاص في البيت والمدرسة، في صغري وكبري.»
التعليم والمعرفة
لما أصبح في سن يؤهله لدخول المدرسة التحق بالمدرسة الخسروية؛ درس فيها وتخرج على أيدي أشياخها، العلماء والفقهاء:
والده الشيخ إبراهيم سلقيني، مدرس الفقه والنحو.
الشيخ الفقيه أحمد الزرقا والد الشيخ مصطفى الزرقا: الفقه.
الشيخ حسن رضا الأورفلي : أصول الفقه.
الشيخ عيسى البيانوني : علوم الأخلاق.
الشيخ عبد الله المعطي : الفرائض.
الشيخ راغب طباخ : السيرة والتاريخ والحديث.
الشيخ أسعد عبه جي : التجويد.
الشيخ كامل الغزي : الأدب.
الشيخ فيض الله الأيوبي : التوحيد وعلم الكلام والمنطق.
الشيخ أحمد الكردي : الفقه والنحو والصرف والبلاغة.
الشيخ محمد الناشد : النحو والبلاغة.
الشيخ محمد الشماع : تفسير.
تخرجه وزملاؤه
تخرج من المدرسة الخسروية في عهد مديرها أبو الفضل كيلاني حاملاً شهادتها في تموز عام 1929م. وكان في عداد القافلة الثانية من خريجي هذه المدرسة. ومن زملائه في التخرج:
الشيخ أحمد القلاش.
الشيخ برهان الدين داغستاني.
الشيخ محمد الناصر.
الشيخ محمد سعيد مسعود.
الشيخ مصطفى مزراب.
الشيخ محمد الخليلو التادفي.
الشيخ مصطفى الحمو المارعي.
الشيخ محمد حمام النعساني.
الشيخ عبد الرحمن الحوت.
الشيخ عبد الله الأسود.
الشيخ محمد نور بلاط.
الشيخ عبد الله سلطان.
الشيخ حسن حموي.
الشيخ عمر محو.
العطاء العلمي
المدرسة الخسروية
باشر الشيخ محمد سلقيني عطاءه العلمي بعد تخرجه من المدرسة، في دوحة والده ورحاب مسجد ” الطواشي “.
درَّس في المدرسة الخسروية وكالة عن والده حين تقدمت به السنّ.
درَّس بعد ذلك أصالة عن نفسه في سن مبكرة، مقارنة مع شيوخه الموجودين، وزملاء والده من المدرسين، وذلك بعام 1937م.
عام 1944م وجه إليه تدريس النحو والفقه الحنفي، وهي المواد التي كان يدرسها والده الشيخ إبراهيم سلقيني.
أسند إليه بعد ذلك تدريس الفقه والأصول والحديث واستمر في تدريسها عشرات السنين.
لمّا أحدثت الثانوية الشرعية للإناث بحلب ـ عام 1964م ـ كان في عداد مدرسيها فترة طويلة من الزمن، حتى تقدَّم به السِّن ولم يستطع الذهاب إلى المدرسة، وذلك بعام 1995م.
كان له حلقة لتدريس الإناث الراغبات في العلم، زميلات ابنته في منزله المبارك.
إمامة وخطابة جامع الطواشي
هذا المسجد المبارك يقع خلف مديرية الأوقاف، في أول الشارع الذاهب إلى باب المقام. أمضى فيه الشيخ ما ينوف على الخمسين عاماً، وتحوَّل إلى مدرسة علمية لكثرة ما علّم الشيخ فيه وأرشد. ومما قرأه في هذا الجامع:
متن نور الإيضاح، لحسن الوفائي الشرنْبُلالي، ومراقي الفلاح عليه شرح نور الإيضاح لحسن بن عمار الشرنبلالي (ت : 1069هـ).
حاشية ابن عابدين، للعلامة محمد أمين بن عمر الشهير بابن عابدين (ت : 1282هـ).
الاختيار لتعليل المختار، لعبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي (ت : 683هـ).
اللباب في شرح الكتاب، للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني (ت : 1298هـ).
إحياء علوم الدين، للإمام أبي حامد الغزالي (ت : 505هـ).
الحكم العطائية، لابن عطاء الإسكندري.
جامع الطواشي: كان معظم نشاط الشيخ في جامع الطواشي ـ عدا المساجد الأخرى ـ، فهو يعتبر بحق مدرسة مستقلة لكثرة ما يدرس الشيخ فيه من جهة، ولانتظام برنامج الدروس فيه من جهة أخرى. وفي يلي برنامج دروس الشيخ في جامع الطواشي:
درس في التفسير والقرآن، قبل وبعد الفجر.
درس قبل صلاة الجمعة.
درس ومولد، بعد صلاة العصر من يوم الجمعة.
الدروس التي ذكرناها سابقاً، بين المغرب والعشاء.
المدرسة السباهية
استمر الشيخ على نهج والده في التعليم والإرشاد في هذه المدرسة :
إقامة حلقة الذكر يوم الأحد ليلة الاثنين.
كان له صباح الجمعة درس في التزكية يقرأ فيه الحكم العطائية، يحضره أئمة ومشايخ.
كان له حلقة يدرس فيها النحو لحلقة من الطلاب.
قال ولده الشيخ عبد الله : درّست في هذه الحلقة بعد تخرجي من الثانوية الشرعية نيابة عن الوالد أحياناً.
من نشاط الشيخ في هذه المدرسة أنه وضع لها مؤذناً وإماماً يؤذن في الحيّ ويؤم الناس من نفقته الخاصة.
توقف نشاط الشيخ فيها عندما سكنتها بعض العوائل الفلسطينية المهجرة من فلسطين. ثم غادر الشيخ الحيّ إلى حيّ الأنصاري (سيف الدولة) بحدود عام 1965م.
إضافة إلى ما ذكرناه، كانت له دروس متنقلة في مساجد أخرى من المدينة يعلن عنها قبل أيام من موعدها بملصقات على أبواب المساجد.
مدرّس فتوى (محافظة)
في كل من المساجد التالية:
جامع الطواشي المذكور سابقاً.
جامع السبحان في حي الكلاسة.
جامع العمري في سوق باب الجنان.
الجامع الأموي (في الحجازية).
جامع الروضة (بين المغرب والعشاء).
قراءة البخاري
وذلك في جامع أبي يحيى الكواكبي: قال الشيخ طاهر قضيماتي: «في عام 1948م أُسندت إليَّ قراءة البخاري الشريف في جامع أبي يحيى الكواكبي من أوقافه ، وكان معي : الشيخ محمد سلقيني ، والشيخ عبد الله ريحاوي ، ثم ألغيت هذه الوظيفة عام 1950م».
نموذج فريد في التعليم
كان الشيخ يُؤثر المشي على الركوب في السيارة ـ وخاصة في المسافات غير الطويلة ـ ويقول : يراني الناس فيسألونني عن أمور دينهم.
آثاره العلمية
مذكرات في أصول الفقه.
مناسك الحج.
تعليقات على الكتب التي كان يَدْرُسها أو يُدَرِّسُها. وقد كان لانصرافه للتدريس والتربية والتعليم أثر كبير في انشغاله عن كثرة الكتابة والتأليف.
طلابه
يصعب تحديد طلاب الشيخ الذين تلقوا عنه العلم والمعرفة لكثرتهم، ومن نماذج أولئك الأعلام الذين قاموا بنشر العلم والمعرفة في ربوع الشهباء والعالم العربي والإسلامي على سبيل المثال لا الحصر:
أنجاله الكرام : الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم، والشيخ الدكتور عبد الله، والشيخ أحمد.
العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، الأستاذ الدكتور الشيخ محمد فوزي فيض الله، العلامة الشيخ طاهر خير الله، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
الشيخ الأستاذ الدكتور نور الدين عتر، والأستاذ الدكتور محمد رواس قلعه جي، وخطاط المصحف الشهير الأستاذ الشيخ عثمان طه، وطبقتهم.
الأستاذ الشيخ الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني، الأستاذ الشيخ الدكتور أحمد الحجي الكردي، والمفتي الشيخ محمد زكريا المسعود، وزملاؤهم.
العلامة الأستاذ الشيخ محمد عوامة، والأستاذ الشيخ الدكتور زهير الناصر، والشيخ الدكتور عبد المجيد مَعَّاز، وأترابهم.
إضافة لمن لا يحصى عددهم من طلاب حلقاته العلمية المنظمة في مساجد حلب.