"الحلم ليس مجرد شيء تراه أثناء نومك، إنه الشيء الذي يملأ صباحك عندما تستيقظ". مقولة تكاد تشعر بها وتراها في عيني رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق بوريس جونسون وهو يتحدث بحماس ومحبة عن مدينة الحالمين "نيوم" التي سبق وطلب من ولي العهد -قبل عشرة أعوام- أن يعمل فيها وكانت حينها ما تزال فكرة، ليحظى بشرف أن يكون فردا فاعلا في قصة تقدم بشري ليس هناك اليوم بحسب تعبيره ما يضاهيها حول العالم.
جونسون الذي كان يتحدث عن "نيوم" بإعجاب يلامس شغاف القلوب، ليس فقط دولة رئيس وزراء، فقبل أن يكون زعيما سياسيا هو روائي وصحافي ومؤرخ يعي بثقافته العميقة وتجاربه الطويلة أن القيادة نحو النجاح لا يمكن أن تتحقق دون أهداف ملموسة على أرض الواقع، وأن الأهداف الكبيرة لا بد أن تحركها فكرة عظيمة، وهذا ما تفعله الرؤية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوصفها المظلة، وما تلهمه "نيوم" المدينة، وجهة الاستثمار الأمثل والأكثر إلهاما واستقطابا.
مشروع "ذا لاين" الذي يعد أقصر مسافة بين الحلم والواقع تحدث عنه الرئيس جونسون أيضا بالاسم والوصف في دلالة واضحة على إلمامه بتفاصيل الحلم وأبعاده، إذ تشتمل "نيوم" على مشاريع عصرية تشكل جزءا أساسا منها، هي: ذا لاين، أوكساچون، وتروجينا، وسندالة. وهذا ما تفعله الرؤى العظيمة في النفوس الكبيرة "فحياتنا لا تتغير بمجرد مشاهدتنا للأمل، إنما عندما نقرر أن نكون نحن الأمل".
وتبقى "نيوم" الاستثناء الذي يملأ صباحات السعودية وصباحات الحالمين في أرجاء المعمورة "ليحول الصحراء إلى مدينة مستقبلية مبتكرة في شمال غرب المملكة، تعمل بنسبة 100 في المائة بالطاقة المتجددة، لتكون نموذجا جديدا للحياة المستدامة والعمل والازدهار، حيث يمكن البشرية من التقدم دون المساس بصحة كوكب الأرض". "نيوم" وجهة عنوانها الاستدامة وطريقها الابتكار، حيث رحلة لا تنتهي بالوصول، إنما تبدأ.