أعمال تستغفر الملائكة لأصحابها
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغالي : يمكن عرض ثمانية أعمال تستغفر الملائكة الكرام لأصحابها وهي :
العمل الأول : النوم طاهرا .
فلكي تجعل الملائكة تستغفر لك احرص على أن تبيت طاهرا.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلِّكَ، لَا يَسْتَيْقِظُ سَاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، إِلَّا قَالَ الْمَلِكُ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَاَنًا، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرَا).
صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحُ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( 597).
العمل الثاني : المكث في المسجد .
أما العمل الثاني تجعل الملائكة تستغفر لك وتدعو لك .
تأتي مبكراً لتصلي النافلة، ثم تجلس لتنتظر الفريضة فتصلي عليك الملائكة وتستغفر لك وتسأل لك الرحمة .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُزَالُ أحَدُكُمْ فِي صَلَاَةٍ مَا دَامٍ يَنْتَظِرُهَا، وَلَا تُزَالُ الْمَلَاَئِكَةُ تُصَلَّى عَلَى أحَدِكُمْ مَا دَامٍ فِي الْمَسْجِدَ، اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْه، مَا لَمْ يُحْدِثْ).رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ( 330).
العمل الثالث : الحرص على السحور
ولكي تجعل الملائكة يستغفرون لك فاحرص على أكلة السحور إذا نويت الصيام.
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ). صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1066)
العمل الرابع : الحرص على الصف الأول أو الثاني
ولكي تجعل الملائكة تدعو لك وتستغفر لك احرص على الصف الأول في الصلاة
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولِ اللهِ وَعَلَى الثاني قَالٌ إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يَصِلُونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولِ اللهِ وَعَلَى الثاني قَالَ وَعَلَى الثاني). صحيح الرغيب والترهيب (491)
وصلاة الله على العبد : هي ثناؤه عليه، وصلاة الملائكة على العبد : هي استغفارهم ودعاؤهم له .
العمل الخامس : سد الفُرَجِ في الصلاة
إن سد الفُرَجِ والخلل في الصلاة وسيلة أخرى لنيل استغفار الملائكة لك .
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللهَ وَمَلَاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً). رواه أحمد وصححه الألباني (814).
إنه عمل يسير وغنيمة باردة أن تسد فُرَجة في الصف، ليُبنَى لك بها بيت في الجنة، وتُرفع درجة، وتستغفر لك الملائكة عليهم السلام .
العمل السادس :عيادة المرضى
ومن فعل ذلك دعا واستغفر له سبعون ألف ملك، وتخيل هذا العدد الكبير، سبعون ألف ملك مسخرين ليستغفروا لك، لأنك زرت مريضا، فآنسته ورفعت من معنوياته وخففت عنه مصابه.
قَالَ صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ). صححه الألباني في صحيح الترمذي (969).
العمل السابع : التوبة إلى الله تعالى واتباع سنة النبي ﷺ .
فمن تاب وأناب واتبع سنة النبي ﷺ وكل الله له ملائكته المقربين بالاستغفار والدعاء له، بدخوله وذريته الجنة ووقايته من النار .
فقد وكل الله تعالى حملة العرش ومن حول العرش من ملائكة مقربين بالاستغفار للمؤمنين الذين تابوا من المعاصي وسلكوا طريق الاستقامة، فقال تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)).[غافر:7-9]
العمل الثامن : الصلاة على النبي ﷺ
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ). رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5744)
وهذا أمر مطلق يمكن أن تقوله في معظم وقت فراغك .
رَبُّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَّا عَذَابَ النَّارِ
من كتاب : كيف تجعل الخلق يدعون لك .
للدكتور : محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|