محمد بن بدر الدين بن عبد القادر الخزرجي البعلي الصالحي يعرف عمومًا بـابن بَلْبَان الحنبلي (1598 - 1672م) (1006 - 1083هـ) عالم مسلم شامي من أهل القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي. ولد في دمشق ونشأ بها وأصله من بعلبك. كان يقرئ في المذاهب الأربعة وهو فقيه حنبلي. أخذ الحديث عنه جماعة من كبراء عصره، منهم المحبي. اشتهر بسلوكه الشخصية في الزهد وكان ينسخ الكتب لمعاشه. له عدة مؤلفات في الفقه. توفي في صالحية ودفن بسفح قاسيون.
سيرته
هو محمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن محمد بن بَلْبَان الخزرجي البعلي الأصل، الحنبلي الصالحي المنشأ والمولد. ولد سنة 1006 هـ/ 1598 م في دمشق. وأصله من بعلبك. قرأ في الفقه على الشهاب أحمد بن علي المفلحي، وفي غيره على الشهاب أحمد العيثاوي، وشمس الدين الميداني، ونجم الدين الغزي وكثير.
أخذ عنه أبو المواهب الحنبلي، وعبد القادر بن عبد القادر بن عبد الهادي، وحمزة الرومي، وعبد الحي العكري والمحبي.
ولما قدم إلى دمشق الوزير محمد باشا الكوبريللي بعد رجوعه من الحج، لازمه وأخذ عنه واختص به.
توفي في صالحية بدمشق سنة 1083 هـ/ 1672 م وصلى عليه إمامًا بالناس بالجامع المظفري ولده عبد الرحمن ودفن بسفح قاسيون في الطرف الشرقي بالقرب من الروضة وكان له مشهد عظيم.
سلوكه وحياته الشخصية
أخبرني تلميذه ، صاحبنا الفاضل، محمد بن عثمان الهوش: أنه كان كثيرًا ما يورد كلام الحافظ أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي؛ نسبة لزيد بن علي بن الحسين؛ لأنه من ذريته ويستحسنه ويعمل به، وهو قوله: اجعلوا النوافل كالفرائض، والمعاصي كالكفر، والشهوات كالسَّم، ومخالطة الناس كالنّار.
—مصطفى بن فتح الله الحموي في فوائد الارتحال ونتائج السفر في أخبار القرن الحادي عشر
كان حسن الخط، يكتب بالأجرة ويحصل الكتب بخطه، ويبيعها ويصرف منها، «وإذا دخل الإنسان إلى بيته، وجد عنده من الطعام والفاكهة ما لا يجده عند الأغنياء، وكان لا يخرج من بيته إلا إلى الدرس، وصلاة الجماعة بمسجد السليمية، حسن السمت، صموتًا، مشتغلًا بما يعنيه من أمور دينه ودنياه».
نقل بعض تلامذته عنه: أنه كتب ثمان نسخٍ من فتح الباري لابن حجر، غير ما كتبه بالأجرة لنفسه، ومن كتب لا يحصى عدها، مع اشتغاله غالب نهاره بإقراء العلم والدروس.
عرف في عصره بشيخ الشام زهدًا وعبادةٌ وعلمًا، وكان أحد الأئمة العلماء بالصالحية دمشق، وكانت تقصده الرؤساء للزيارة والتبرك، ويعرضون عليه المال، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا.
وكان متواضعًا متألهًًا، حسن الخلق والخُلق. قال عنه مصطفى بن فتح الله الحموي " أنه لم يكن في عصره بدمشق أزهد منه بالإجماع، وإذا ألجأ من أحد محبيه بشيء من الدنيا، يحضر جماعةٌ مستحقين، بحضرة صاحب المال، ويصرفه على يده، ولا يمسك منه شيئًا بيده.
مؤلفاته
له تآليف، منها:
الرسالة في أجوبة أسئلة الزيدية
كافي المبتدئ من الطلاب، فقه
عقيدة في التوحيد
بغية المستفيد في التجويد
أخصر المختصرات، فقه
مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات