اجتهد العلماء لمعرفة سبب دوران الأرض حول محورها في مدارها حول الشمس، فبحثوا في كل القوى التي قد تكون مؤثرة عليها، ولكنهم بدأوا بقوانين الفيزياء التي توضح أن الجسم المتحرك يستمر في حركته ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير من مساره أو تؤثر على سرعة حركته، فالأجسام المتحركة تحتاج إلى شيء يصد ويبطئ من حركتها.
ومن هنا استنتجوا أن للأمر جذور قديمة منذ تَشكل نظامنا الشمسي، فقد اصطدم كوكب الأرض يوماً ما بالقمر الذي نراه الآن، وأصبحت تدور دورة كاملة في زمن قدره خمس ساعات فقط، ثم تضاعفت المدة ووصلت إلى 22 ساعة في عهد الديناصورات، وبمرور الوقت هدأت حركة الأرض أكثر نتيجة تأثرها بجاذبية القمر، التي أدت إلى ارتفاع المد والجزر، وبهذا أصبحت الأرض تدور حول نفسها في 24 ساعة، وهذا ما نشهده الآن.
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن حركة دوران كوكب الأرض تستمر في بطئها ولكن بمعدل 2 مللي ثانية كل 100 عام، وهذا ما يجعلنا لا نستطيع ملاحظة الأمر، كما أن المد والجزر لا يزالان يؤثران عليها، إذ تتباطأ الحركة بفعلهما بمعدل 1 مللي ثانية في العام الواحد.
بعد الفحص والحسابات يظن العلماء أنه بعد ملايين السنين سيطول يومنا؛ نتيجة طول الفترة التي ستستغرقها الأرض في الدوران حول محورها، وعلى الأرجح حينها سيتكون اليوم من 25 أو 26 ساعة.