منصور آيت منقلات أو منصور المنقلاتي أو أبو علي منصور بن علي بن عثمان المنجلاتي البجائي الزواوي هو رجل دين سني مالكي أشعري قادري من جرجرة في الجزائر بشمال أفريقيا.
الميلاد
منصور بن علي بن عثمان المنجلاتي البجائي هو فقيه مفتي مالكي زواوي جزائري ولد في بجاية خلال سنة 1385م الموافق لعام 787هـ.
وصف
منصور آيت منقلات أو أبو علي منصور المنقلاتي هو ابن الفقيه سيدي علي المنجلاتي (1344م-1412م).
وتتلمذ على أبيه في مسجد عين البربر، مع زملائه سيدي بوسحاقي، سيدي عبد الرحمان الثعالبي، وسيدي يحيى العيدلي، وعلى علماء بجاية حتى صار مفتي المالكية في بجاية.
وصار أبو علي الزواوي المنجلاتي من فقهاء وعلماء بجاية، ومن ذوي العصبية والقوة فيها، وكان من أصحاب الرأي والتدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة.
تلاميذه
تتلمذ على يدي المفتي سيدي منصور المنجلاتي العديد من الأعيان، ومن بينهم الإمام محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني (1425م-1504م).
صلح بجاية
قام المفتي «منصور المنجلاتي» خلال عام 843هـ بإبرام صلح في مسجد عين البربر ببجاية ما بين سلطان الدولة الحفصية المسمى أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور (821هـ-893هـ) مع عمه والي بجاية آنذاك «أبو الحسن علي بن أبي فارس».
ذكر تقي الدين المقريزي (764هـ-845هـ) هذه الواقعة في الصفحتين 453 و454 ضمن المجلد السابع من كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك:
« في عام 843هـ (1440م): جرت حروب بأفريقية (حاليا تونس) من بلاد المغرب، وذلك أنه لما مات أبو فارس عبد العزيز المتوكل (1361م-1434م)، وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد اللّه محمد بن أبى عبد الله (توفي 1435م) ولى عمه "أبا الحسن علي بن أبي فارس" بجاية وأعمالها، فلما مات المنتصر، وقام من بعده أخوه أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله، امتنع عمه "أبو الحسن" من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه فقيه بجاية "منصور بن علي بن عثمان (المنجلاتي الزواوي)" وله عصبة وقوة، فاستبد بأمر بجاية وأعمالها، فسار أبو عمرو من تونس في جمع كبير لقتاله، فالتقيا قريبًا من تبسة وتحاربا، فانهزم "أبو الحسن" إلى بجاية، ورجع أبو عمرو إلى تونس، ثم خرج "أبو الحسن" من بجاية، وضم إليه "عبد الله بن صخر" من شيوخ إفريقية، ونزل بقسطنطينة وحصرها وقاتل أهلها مدة، فسار إليه أبو عمرو من تونس في جمع كبير، فلما قرب منه سار "أبو الحسن" عائدًا إلى جهة بجاية، فتبعه أبو عمرو حتى لقيه وقاتله، فإنهزم منه بعد ما قتل "أبو الحسن" عدة من أصحابه، وعاد كل منهما إلى بلده، فلما كان في هذه السنة أعمل أبو عمرو الحيلة في قتل "عبد الله بن صخر" حتى قتله، وحملت رأسه إليه بتونس، ففت ذلك في عضد "أبي الحسن"، ثم جهز أبو عمرو العساكر من تونس في إثر ذلك، فنازلت بجاية عدة أيام، حتى خرج الفقيه "منصور بن علي (المنجلاتي الزواوي)" إلى قائد العسكر، وعقد معه الصلح ودخل به إلى بجاية، وعبر الجامع (جامع عين البربر) وقد اجتمع به الأعيان. وجاء "أبو الحسن" ووافق على الصلح وأن تكون الخطبة لأبي عمرو، ويكون هو ببجاية في طاعته، وترجع العساكر عن بجاية إلى تونس، فلما تم عقد الصلح أقيمت الخطبة باسم أبي عمرو، وعادت العساكر تريد تونس فبلغهم أن أبا عمرو خرج من تونس نحوهم لقتال "أبي الحسن"، فأقاموا حتى وافاهم، ووقف على ما كان من أمر الصلح، فرضي به، وأخذ في العود إلى جهة تونس، فورد عليه الخبر بأن "أبا الحسن" خاف على نفسه من أهل بجاية، فخرج ليلاً حتى نزل "جبل عجيسة" فأقر عساكره حيث ورد عليه الخبر، وسار جريدة في ثقاته، ودخل مدينة بجاية، فسر أهلها بقدومه، وزينوا البلد، فرتب أحوالها واستخلف بها أصحابه، وعاد إلى معسكره، واستدعي شيوخ "عجيسة" فأتاه طائفة منهم فأرادهم على تسليم "أبى الحسن" إليه، وبذل لهم المال، فأبوا أن يسلموه، فتركهم وعاد إلى تونس فكثر جمع "أبي الحسن" بالجبل، وأقام به مدة، ثم خاف من "عجيسة" أن تغدر به، ولم يأمنهم على نفسه، فسار ونزل "جبل عياض" قريبًا من الصحراء، وللّه عاقبة الأمور.
» – تقي الدين المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك: المجلد السابع، الصفحتان 453-454.
وفاته
كانت وفاة سيدي منصور المنجلاتي بتونس في سنة 1442م الموافق لعام 846هـ.
ذكر منصور المنجلاتي في التراث الإسلامي
قال شمس الدين السخاوي في الصفحة 171 من المجلد العاشر من كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع حول منصور المنجلاتي:
«منصور بن علي بن عثمان الزواوي (المنجلاتي) ثم البجائي، فقيهها. لما امتنع "أبو الحسن علي بن أبي فارس"
من مبايعة ابن أخيه أبي عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس (ليصير سلطان الدولة الحفصية)، قام (منصور المنجلاتي) معه، وكانت له عصبة وقوة بحيث استبد ببجاية، ثم تراجع ودخل بينهما في الصلح، فكانت حوادث لم يتحرر لي الآن أمرها، وإن أشار إليها المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين (843هـ)
، ورأيت من قال أنه الزواوي العالم الشهير وأنه مات في سنة ست وأربعين (846هـ) بتونس وكان عالماً.» – شمس الدين السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: المجلد العاشر، الصفحة 171
قال أحمد بابا التمبكتي في كتابه نيل الابتهاج بتطريز الديباج حول منصور المنجلاتي:
« منصور بن علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي البجائي، عالمها ومفتيها الإمام العلامة الفقيه الحجة أبو علي ابنِ الفقيه العلامة أبي الحسن. له فتاو عدة منقولة في "المازونية" و"المعيار"، كان حيًا في حدود الخمسين وثمانمائة (850هـ). في غالب الظن معاصرًا لأبي عبد اللَّه المشذالي. لم أقف على ترجمته.
» – أحمد بابا التمبكتي، نيل الابتهاج بتطريز الديباج
قال أبو القاسم الحفناوي في كتابه «تعريف الخلف برجال السلف» حول المفتي منصور المنجلاتي:
«علي بن عثمان المنقلاتي الزواوي البجائي من علماء وفقهاء بجاية الأجلاء. أخذ عن الشيخ عبد الرحمن الوغليسي وغيره، وهو والد العلامة أبي علي منصور المنجلاتي مفتي بجاية. قال الشيخ سيدي عبد الرحمان الثعالبي في حقه: شيخنا أبو الحسن الإمام الحافظ، وعليه كانت عمدة قراءتي ببجاية. وله فتاوى نقل بعضها في "المازونية" و"المعيار".
» – أبو القاسم الحفناوي، تعريف الخلف برجال السلف
قال «عادل نويهض» في كتابه «معجم أعلام الجزائر» حول الفقيه منصور المنجلاتي:
«منصور بن علي بن عثمان الزواوي، (المنجلاتي، البجائي، أبو الحسن): فقيه بجاية ومفتيها وعالمها. لما تولى أبو عمرو عثمان بن محمد الحفصي عرش تونس، امتنع عمه "أبو الحسن علي بن أبي فارس" من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه صاحب الترجمة (منصور المنجلاتي) - وكانت له عصبة وقوة - بحيث استبد ببجاية، ثم تراجع ودخل بينهما في الصلح. قال في نيل الابتهاج: "له "فتاوى" منقولة في "الدرر المكنونة" و"المعيار"، وكان حيا في حدود الخمسين وثمانمائة (850هـ)" وقال السخاوي: "ورأيت من قال أنه الزواوي العالم الشهير، وأنه مات في سنة ست وأربعين (وثمانمائة) (846هـ) بتونس، وكان عالما.» – عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر