التعريفات الجمركية ضد الصين تلقي بظلالها على مسار الانتخابات الأمريكية
أجرى مسؤولون صينيون وأمريكيون في بكين محادثات حول القضايا الصعبة التي تقسم أكبر اقتصادين، حيث تجذب التجارة والتعريفات الجمركية الانتباه بشكل متزايد خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت وزارة المالية الصينية، إنها أثارت اعتراضات على زيادة الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية وقيود الاستثمار المتبادل وقيود أخرى على التجارة والتكنولوجيا خلال المحادثات التي أجرتها مجموعة العمل الاقتصادية للدول. ووصفت في بيان المحادثات التي جرت أخيرا بأنها بناءة.
وبحسب صحيفة جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الحاكم في الصين في مقال نشر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن المحادثات أرسلت "إشارة إيجابية".
وأضافت أن "هذا الاتجاه الإيجابي رغم النزاعات المستمرة، يوفر الطمأنينة التي تشتد الحاجة إليها للشركات في البلدين وكذلك المجتمع الدولي وسط التحديات العالمية المتزايدة".
أكد المسؤولون الأمريكيون مجددا مخاوفهم بشأن ممارسات السياسة الصناعية الصينية والطاقة الفائضة والتأثير الناتج على العمال والشركات الأمريكية، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية.
ويوضح ذلك المخاوف من أنه مع تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يرجع جزئيا إلى أزمة طويلة الأمد في سوق العقارات ولكن أيضا إلى اتجاهات طويلة المدى مثل شيخوخة السكان، فمن المرجح أن يعتمد قادتها بشكل أكبر على تعزيز تصنيع الصادرات للتعويض عن ضعف الطلب في الداخل.
ويقول بعض الاقتصاديين، نظرا لحصص الصين الضخمة بالفعل في عديد من الصناعات، فإن ذلك يمكن أن يعزز القدرة إلى مستويات غير مستدامة ويزاحم المصنعين الأجانب عن عديد من الصناعات.
ومن الأمثلة على ذلك: الألواح الشمسية الكهروضوئية، حيث يعني الاستثمار الضخم أن الصين تسيطر على نحو 80% من حصة السوق في جميع مراحل التصنيع، وفقا لتقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية. وأدى الصعود السريع للموردين الصينيين إلى إثارة مقترحات في أوروبا لفرض ضوابط على الواردات، لكن هذه المقترحات قد تؤدي إلى إبطاء تقدم المنطقة في مكافحة تغير المناخ وخفض انبعاثات الكربون.
الجانبان ذكرا أن المحادثات في بكين تطرقت أيضا إلى قضايا مثل مشكلات الديون في الدول النامية والتعاون المالي والسياسات الاقتصادية. وقالت وزارة الخزانة، "أكد المسؤولون الأمريكيون مجددا أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى فصل الاقتصادين، بل تسعى بدلا من ذلك إلى إقامة علاقة اقتصادية صحية توفر فرصا متكافئة للشركات والعمال الأمريكيين". وأضافت أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى في أبريل.
وانتعشت التبادلات بين القوتين العام الماضي، واكتسبت زخما بعد لقاء الرئيس جو بايدن مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في قمة نوفمبر في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا. ولكن رغم التحسن الطفيف في العلاقات، إلا أن التوترات لا تزال مرتفعة، خاصة بشأن تايوان. وأبقى بايدن على معظم الرسوم الجمركية على الواردات الصينية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب عندما أطلق حربا تجارية في 2018.
كما شددت إدارته الضوابط على وصول الصين إلى رقائق الكمبيوتر المتقدمة والتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها، إلى جانب غيرها من المعرفة الحساسة استراتيجيا.
وكانت التقارير التي تفيد بأن ترامب قد يرفع الرسوم الجمركية إلى مستويات أعلى إذا تم انتخابه قد هزت معنويات المستثمرين الهشة في الصين، حيث تعاني الأسواق المالية ركودا طويل الأمد.