تنافس عالمي على ألمنيوم الشرق الأوسط مع توقعات حظر أوروبي للمعدن الروسي
من المتوقع أن يتنافس المشترون الأوروبيون والأمريكيون بقوة على ألمنيوم الشرق الأوسط، وسط احتمالات بحظر الاتحاد الأوروبي المعدن الروسي في الأشهر المقبلة، الأمر الذي قد يتسبب في ارتفاع الأسعار كما حدث في 2018 عندما فرضت عقوبات على شركة روسال.
السباق على الألمنيوم من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات والبحرين، من شأنه تغذية التضخم بالنسبة إلى الشركات الغربية في قطاعات النقل والتعبئة والبناء - التي تواجه بالفعل ارتفاعا في تكاليف المواد الخام والرواتب.
الألمنيوم هو العنصر الرئيس للسيارات الكهربائية. وهو أخف وزنا بكثير من الفولاذ، حيث إنه يعد المعدن المفضل في مجموعة واسعة من أجزاء السيارات الكهربائية.
وناقش الاتحاد الأوروبي منذ أشهر فرض عقوبات، من شأنها حظر الألمنيوم الروسي. وقالت مصادر: "إن الاتحاد الأوروبي لم يتضمن أي عقوبات جديدة على الألمونيوم في أحدث حزمة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية - الأوكرانية، لكن من المتوقع أن يقترح الاتحاد قريبا حزمة أخرى تتضمن حظرا جديدا على الواردات".
وضخ منتجو الشرق الأوسط 6.2 مليون طن متري أو نحو 9 % من الإمدادات العالمية العام الماضي، وفقا للمعهد الدولي للألمنيوم، حيث تم شحن مليونين منها إلى أوروبا والولايات المتحدة.
ومن شأن خسارة المعدن الروسي أن تتعرض أوروبا لعجز يبلغ نحو 500 ألف طن، ويمكن تعويض بعض منه من خلال إعادة تشغيل الطاقة المعطلة في المنطقة، لكن ليس كله.
وقال ديمتري سيريس من شركة بيرينيال لتجارة الألمنيوم ومقرها الولايات المتحدة : "لن يتمكن الموردون في الشرق الأوسط من تعويض النقص في أوروبا بالكامل بسرعة".
وأضاف سيريس "يجب أن ترتفع علاوات التأمين الأوروبية لجذب المعدن بعيدا عن مناطق أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة. ويجب أن ترتفع علاوات التأمين في الولايات المتحدة أيضا للحفاظ على وصول المعدن".
وأثارت العقوبات الأمريكية على الشركة الروسية روسال في أبريل 2018 أزمة أدت إلى قفزة في أسعار الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 35 % في غضون أيام قليلة إلى أعلى مستوياته في سبعة أعوام. وارتفعت أقساط التأمين الأوروبية المدفوعة بنسبة 45 % في الشهر التالي، في حين زادت أقساط التأمين الأمريكية بنسبة 20 % خلال نفس الفترة.
ومن غير المرجح أن تمتد زيادات الأسعار في حالة فرض حظر جديد إلى ما حدث في 2018 بسبب الفوائض في آسيا، مع احتمال تحويل الإمدادات الروسية أيضا إلى الصين، وهي بالفعل متلق رئيس للألمنيوم الروسي بعد الحرب الروسية - الأوكرانية.
وأظهرت أرقام من مراقبة بيانات التجارة أن واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم الروسي انخفضت إلى 16902 طن العام الماضي أو 0.4 % من الإجمالي، من 4 % في 2022 ونحو 9 % في 2018.
ومع ذلك، على الرغم من انخفاض واردات الاتحاد الأوروبي من الألمنيوم الروسي، إلا أنها لا تزال كبيرة. بلغ إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الألمنيوم الروسي 512 ألف طن في 2023 أو 8 % من الإجمالي من 12 % في 2022 و19 % في 2018.
وقال ديفيد ويلسون المحلل لدى "بي.إن.بي باريبا": "عقوبات الاتحاد الأوروبي على الألمنيوم الروسي ستعني علاوات أعلى في أوروبا. وسيتعين بعد ذلك أن ترتفع العلاوات الأمريكية أيضا لتظل قادرة على المنافسة".
وبلغت واردات الاتحاد الأوروبي من الألمنيوم من الشرق الأوسط نحو 1.2 مليون طن أو 18.8 % من إجمالي العام الماضي، في حين استوردت الولايات المتحدة أكثر من 800 ألف طن أو 19.3 %.