عثمان بن عبد الله بن يحيى (1238 - 1332 هـ) مفتي وعالم دين مسلم له دور عظيم في الشؤون الإسلامية في جاوة الغربية، وخصوصًا في جاكرتا. ركز أعماله في التأليف والفتاوى، وبلغ عدد مؤلفاته إلى أكثر من مئة جلّها بلغة الملايو الدارجة وهي منتشرة. وله مكانة محترمة لدى حكومة هولندا.
نسبه
عثمان بن عبد الله بن عقيل بن عمر بن عقيل بن شيخ بن عبد الرحمن بن عقيل بن أحمد بن يحيى بن حسن الأحمر بن علي العناز بن علوي بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، وعلي زوج فاطمة بنت محمد ﷺ.
فهو الحفيد 32 لرسول الله محمد ﷺ في سلسلة نسبه.
مولده ونشأته
ولد في باتافيا (جاكرتا) في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 1238 هـ، ووالدته أمينة بنت عبد الرحمن بن أحمد المصري. تلقى علومه في مكة المكرمة حيث انتقل إليها والده، وذهب إلى مصر ودرس فيها وتزوج هناك من امرأة مصرية. وواصل رحلته إلى تونس، وأخذ عن مفتيها وتبادلا الأفكار معًا. ومن تونس ذهب بعد ذلك ودرس في الجزائر ثم انتقل إلى المغرب ليدرس على أيدي علماء مغاربة مختلفين، حيث تعمقت معرفته بالشريعة في تلك البلدان الواقعة في شمال أفريقيا قبل أن يتحول إلى سوريا للقاء علماء تلك البلاد. وواصل رحلته إلى تركيا التي كانت لا تزال تحت حكم السلطنة العثمانية. فيما بعد ذهب إلى القدس في فلسطين قبل أن يعود إلى مكة. وزار حضرموت وأخذ عن جمع من علمائها.
شيوخه
درس القرآن والتفسير والحديث والتوحيد والفقه والتصوف والعلوم الإسلامية الأخرى على مشايخ علماء منهم:
والده عبد الله بن عقيل بن يحيى
جده عبد الرحمن بن أحمد المصري
أحمد بن زيني دحلان
عبد الله بن عمر بن يحيى
حسين بن عبد الله بن طاهر
سالم بن عبد الله بن سمير
حياته العلمية
عاد إلى باتافيا في ربيع الأول عام 1279 هـ بعد 22 عامًا من الرحلة في طلب العلم والمعرفة واستقر في باتامبوران من ضواحي باتافيا. وهناك كتب وألّف كتبا عديدة حوالي 116 كتابًا. وأسس شركة طباعة خاصة به اسمها "Pertjetakan Batu"، وتجدر الإشارة إلى أن مطبعته الحجرية هي الأولى في إندونيسيا والتي أصبحت ركيزة لنشر الفكر والتعليم في المجتمع. كما افتتح مجلسه للتعليم والذي يحضره العديد من الأشخاص بما في ذلك بعض العلماء الآخرين من جميع أنحاء باتافيا والمناطق المحيطة بها، وكان من بين طلابه علي بن عبد الرحمن الحبشي. كما كان عضوًا مهمًا في جمعية خير في باتافيا عام 1326 هـ. كان بينه وبين محمد بن عقيل بن يحيى خلاف في بعض المفاهيم العلمية التاريخية، فتلقى عثمان بن يحيى من محمد بن عقيل انتقادات لاذعة في كتابه «تقوية الإيمان» بل تصدى له في الصحف العربية.