التسامح الفكري يعني احترام الآراء والأفكار المخالفة حسب كل إنسان ، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه ، ونقيض التسامح الفكري هو التعصب الفكري ، مما يعني منع وحظر الحق في التفكير والاعتقاد والتعبير عن طريق فرض قيود و الضوابط التي تمنع ممارسة هذا الحق في الوقت الحاضر، لأن التعصب الفكري قد تضاعف في بلادنا في السنوات القليلة الماضية، اذ قُتل بعض الكتاب والمفكرين من بلادنا لمجرد أن قاتليهم لم تعجبهم آرائهم!
في العالم الحديث ، أصبحت مزايا التسامح أكثر أهمية من أي وقت مضى، إنها حقبة تتميز بعولمة الاقتصاد ، مع زيادة سريعة في التنقل والتواصل والتكامل والاعتماد المتبادل ، و الهجرة على نطاق واسع و تشريد السكان ، و التحضر و الأنماط الاجتماعية المتغيرة، بما أن كل جزء من العالم متنوع ، فإن تصاعد التعصب و الصراع قد يهدد كل منطقة، إنه لا يقتصر على أي بلد ، إنه تهديد عالمي، التسامح ضروري بين الأفراد و على مستوى الأسرة و المجتمع، يجب تعزيز التسامح و تكوين مواقف من الانفتاح و الاستماع المتبادل و التضامن في المدارس و الجامعات ومن خلال التعليم غير الرسمي في المنزل وفي مكان العمل، وسائل الإعلام قادرة على لعب دور بناء في تسهيل الحوار و النقاش الحر والمفتوح ، ونشر قيم التسامح ، وإبراز مخاطر اللامبالاة تجاه نمو الجماعات والأيديولوجيات المتعصبة.