عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد السديس ويُعرَف بالسديس هو الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب بالحرم المكي الشريف. ولد في البكيرية بمنطقة القصيم عام 1379 هـ، وهو من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم، وتمكن من حفظ القرآن الكريم ولم يكن يبلغ من العمر اثني عشر عامًا. عُرِف عبْدُ الرحمن السديس بالنبرة الخاصّة في صوته التي تخشع معها الأفئدة وتجويده الممتاز للقرآن الكريم، وقد نال السديس جائزة الشخصية الإسلامية للسنة في الدورة التاسعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1995. شغل السديس عدة مناصب أبرزها تعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام بأمر في عام 1404 هـ وكان أقدم أئمة الحرم المكي وأصغرهم سنًّا عند تعيينه فقد كان عمره حينئذ 22 عامًا، وباشر عمله في شهر شعبان من العام نفسه يوم الأحد الموافق 22/8/1404 هـ في صلاة العصر، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه بتاريخ 15/9.
النشأة
ولد عبد الرحمن السديس لعائلة السديس من آل أبي رباع من عنزة إحدى قبائل بني أسد بن ربيعة بن نزار ونشأ السديس في البكيرية بمنطقة القصيم ثم انتقل إلى مدينة الرياض وأتم تعليمه الابتدائي بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم درس المرحلة الثانوية في معهد الرياض العلمي ونال منه شهادة عام 1979 بتقدير ممتاز. استطاع السديس حفظ القرآن في سن الثانية عشرة، حيث درسه في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض ويرجع الفضل في ذلك لوالديه فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، بإشراف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان، ومتابعة الشيخ المقرئ محمد عبد الماجد ذاكر، حتى حفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة، كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.
فتخرج يتلو القرآن الكريم على رواية حفص عن عاصم الكوفي في المعهد عام 1399 هـ بتقدير ممتاز ومن ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج فيها عام 1403 هـ/ 1983 م.
التعليم العالي
في عام 1408 هـ/1987 م نال السديس درجة الماجستير في أصول الفقه بتقدير ممتاز من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم نال درجة الدكتوراه عام 1995 م من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق) وكان ذلك عام 1416 هـ، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة، وناقشها د. عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور علي بن عباس الحكمي رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.
(المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة العزالي)، كما حصل مؤخراً على درجة الأستاذية في تخصص أصول الفقه من جامعة أم القرى.
العمل
إمام وخطيب المسجد الحرام
في عام 1404 هـ صدر توجيه بتعيين السديس إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وباشر عمله في شهر شعبان من العام نفسه يوم الأحد الموافق 22/08/1404 هـ في صلاة العصر وكانت أول خطبة له في شهر رمضان من العام نفسه، بتاريخ 15/09/1404 هـ.
العمل الأكاديمي
عمل السديس محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. عُيّن بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، وأنشأ كرسي بحث باسمه لدراسة أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو المشرف العام على مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي التعاوني الخيري بمكة المكرمة، ويعمل مديراً لجامعة المعرفة العالمية (التعليم عن بُعد) وأستاذاً بقسم الشريعة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
يعمل السديس الآن رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي - ولقد عين في يوم الثلاثاء 17/06/1433 هـ رئيسًا عامًّا لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلفًا للشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين بمرسوم ملكي من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.