قال مسؤولون فلسطينيون إن قادة حماس واصلوا أمس المحادثات بالقاهرة حول الهدنة في غزة لليوم الثاني مع وسطاء مصريين وقطريين دون أنباء عن إحراز تقدم واضح. وفيما تستمر أحدث جولة من المحادثات، قال سكان ومسؤولون بقطاع الصحة إن طائرات ودبابات إسرائيلية واصلت قصف مناطق في أنحاء القطاع الليلة الماضية ما أسفر عن مقتل وإصابة عدة أشخاص. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 34683 فلسطينياً وإصابة 78018 في الهجوم الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. وبحسب مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن "طائرات الجيش الإسرائيلي الحربية استهدفت أرضا زراعية جنوب مدينة رفح، بالتزامن مع إطلاق قنابل حرارية بكثافة فوق مدينتي رفح وخان يونس". وأضافت أن "طائرات الجيش الإسرائيلي الحربية قصفت منزل عائلة أصليح المكون من أربعة طوابق في حي المنارة بمدينة خان يونس، وتدميره بشكل كامل". وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منطقة المغراقة ومخيم "النصيرات" وشمال وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بحسب الوكالة. كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي حي الزيتون شرق مدينة غزة، بحسب الوكالة. وكانت بلدية النصيرات قد أعلنت أن "القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير 12 بئر مياه ومحطتي تحلية وآلاف الأمتار من شبكات المياه، وتدمير نحو 27 ألف متر مربع من الطرق الرئيسية والفرعية، إضافة إلى 5 ميادين وتقاطعات رئيسية". وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية، في السابع من أكتوبر 2023، إلى 34,654، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 77,908، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وفقاً لوكالة "وفا" الفلسطينية. وعلى صعيد الهدنة، أفاد تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أمس بأن هناك تقدماً إيجابياً في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين «حماس» وإسرائيل، وأن الوفد الأمني المصري مستمر في مشاوراته مع كافة الأطراف. ونقلت القناة الإخبارية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن ما يُنشر عن بنود الاتفاق في وسائل الإعلام «غير دقيق». وأوضح المصدر أن عودة الفلسطينيين المهجرين من جنوب قطاع غزة إلى شماله «من ضمن بنود الاتفاق». وكان مصدر من حركة «حماس» قد قال لشبكة «سي بي إس» أمس، إن المفاوضات التي عُقدت أمس (السبت) بالقاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة لم تحرز تقدماً. وفي وقت سابق من يوم أمس، صرح مسؤول عربي رفيع المستوى، بأن "مسودة الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب في قطاع غزة، هي الأفضل منذ بدء المفاوضات"، مشيرًا إلى أن "قبولها بات وشيكاً". ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية"، عن المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "الحسابات الخاصة لكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبعض قادة حماس، هي ما يعقد اتخاذ القرار السياسي بالموافقة على الصفقة، التي طال انتظارها". وأضاف المسؤول أن "نتنياهو، ولأسبابه السياسية الخاصة، قد يرفض الاتفاق حتى إن كان العرض المقدم من حماس يلبي الشروط الإسرائيلية بدرجة جيدة". وبحسب تقارير أمريكية، من المتوقع أن تستغرق المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى اتفاق نهائي، أياماً عدة أخرى، وقد تم تحقيق بعض التقدم في الجوانب الفنية للصفقة المحتملة. وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن إتمام الصفقة قد يستغرق نحو الأسبوع، وذكر مسؤول أمريكي أنه "حتى في حال قبول حماس الصفقة المقترحة، فإن التفاصيل الدقيقة التي ستؤدي إلى هدنة قد تستغرق أياماً عدة أخرى من المفاوضات، التي قد تكون صعبة ومطولة". ووفقاً للتقارير الواردة، فإن "الإدارة الأمريكية تنظر إلى هذه المحادثات بتفاؤل حذر"، مشيرة إلى تحقيق بعض التقدم ولكنها تعي جيداً أن الجهود السابقة للتفاوض انهارت في اللحظات الأخيرة.