يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني أو أبو الفضل 433 هـ - 513 هـ/ 1041 - 1119 م، عرف بابن النحوي التوزري نسبة إلى توزر مسقط رأسه في الجنوب التونسي.
وكانت توزر في عصره بها أعلام كثيرة مثل «عبد الله بن محمد الشقراطسي» الذي كان اماما في الحديث والعربية والفقه، أديبا شاعرا وهو من شيوخ ابن النحوي. ثم رحل أبو الفضل إلى ولاية صفاقس بالجنوب الشرقي التونسي للأخذ عن شيخ فقهاء عصره الشيخ «أبو الحسن اللخمي» فقرأ عليه كتاب «التبصرة» وروى عنه صحيح البخاري. وأخذ عن الإمام المازري فقرأ عليه أصول الفقه، وعلم الكلام. وابن النحوي من أهل تلمسان. أصله من توزر، سكن سجلماسة. كان ابن النحوي مثل شيخه اللخمي مائلا إلى الاجتهاد في الفقه، ومتمكن من أصول الدين والفقه مثل الإمام المازري، شاعرا وأديبا لغويا مثل شيخه الشقراطسي.
ولقد لقي ابن النحوي المتاعب والمقاومة من فقهاء ورؤساء الدولة المرابطية، في الخلاف القائم حول كتاب إحياء علوم الدين، زمن استقراره بالمغرب الأقصى عندما اقرأ علم الكلام وعلم أصول الفقه. وكان ابن النحوي فقيها يميل إلى الاجتهاد،
قال الزركلي: والمنفرجة شرحها كثيرون، وخمّسها بعضهم، وفي نسبتها إلى صاحب الترجمة خلاف.
توفي بقلعة بني حماد قرب مسيلة
قصيدة المنفرجة
نظم قصيدة (المنفرجة):
المقالة الرئيسة: قصيدة المنفرجة
اشتدّي أزمةُ تنفرجي قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ
وظلام الليل له سُرُجٌ حتى يغشاه أبو السُّرُج
وسَحابُ الخَيرِ لَهُ مطرٌ فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي
وفَوائِدُ مولانا جُمَلٌ لشُروج الأنفسِ والمُهَجِ
ولها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدًا فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ
فَلَرُبَّمَا فَاضَ المَحْيَا ببُحورِ المَوْجِ من اللُّجَجِ
والخَلْقُ جَميعًا في يدِهِ فَذَوُ سَعَةٍ وذَوُ حَرَجِ
ونُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ فإلى دَرَكٍ وعلى دَرَجٍ
ومعايشُهُم وعَواقِبُهُم ليستْ في المَشْيِ على عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ ثم انتسجَتْ بالمُنْتَسِجِ
فإذا اقْتَصَدَتْ ثم انْعَرَجَتْ فبمُقْتَصِدٍ وبمُنْعَرِجِ
شَهِدَتْ بعجائِبها حُجَجٌ قامت بالأمرِ على الحُجَجِ
ورِضًا بقضاء الله حِجَا فعلى مَرْكوزَتِها فَعُجِ
وإذا انفتحتْ أبوابُ هُدَى فاعجل بخزائنها ولِجِ
وإذا حاوَلْتَ نِهايتَها فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ
لتكون من السُّبّاقِ إذا ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِ
فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ فَبِمُبتهِجٍ وبمُنْتَهِجِ
فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ وإذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ
ومعاصِي اللهِ سَمَاجَتُهَا تَزدانُ لذي الخُلُقِ السَّمِج
ولِطاعَتِه وصَبَاحَتِها أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ
من يخْطُ بحُورَ الخُلْدِ بِها يَظفر بالحُور و بالفَنَجِ
فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بتُقاً تَرْضَاهُ غَداً وتَكونَ نَجِ
واتْلُ القرآنَ بقَلْبٍ ذِي حُزنٍ وبصَوتٍ فيه شَجِ
وصلاةُ الليلِ مسافَتُها فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِ
وتأمَّلَها ومعانِيها تَأتِي الفِردوسَ وتَبْتَهجِ
واشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها لا مُمْتَزِجًا وبمُمْتَزِجِ
مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى وهَوَى المُتَوَلِّ عنه هُجِ
وكِتابُ اللهِ رِيَاضَتُهُ لِعُقُولِ الخلق بِمُنْدَرِجِ
وخِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ وسِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ
فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
وإذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ
وإذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدَت ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ
وثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً وتَمَامُ الضَّحْكِ على الفَلَجِ
وغِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ بأمانَتِها تحت السُّرُجِ
والرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ والخِرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ
صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي الهادي الناس إلى النَّهْجِ
وأبي بكرٍ في سيرَتِه ولِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ
وأبي حَفْصٍ وكرامتِهِ في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلَجِ
وأبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ
وأبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا وَافَى بسَحائِبِه الخَلَجِ
وعلى السِّبْطَيْنِ وأمِّهِما وجميعِ الآلِ بمُنْدَرِجِ
وصَحَابَتِهِم وقَرَابَتِهِمْ وقُفَاتُ الأثْرِ بلا عِوَجِ
وعلى تُبّاعِهُمُ العُلَمَا بعَوارِفِ دينِهِم البَهِجِ
يا رَبِّ بهِم وبآلِهِم عجِّل بالنَّصْرِ و بالفَرَجِ
وارحَم يا أكْرَمَ مَنْ رحِمَا عَبْدًا عن بابِكَ لَمْ يَعُجِ
واخْتِمْ عمَلِي بخَواتِمِها لِأكون غدًا في الحَشْرِ نَجِ
لَكِنِّي بجُودِكَ مُعْتَرِفٌ فاقْبَلْ بمَعَاذِرِي حِجَجِ
وإذَا بك ضَاقَ الأمْرُ فَقُلْ اشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِ