القوة في الإسلام (5) - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 322
عدد  مرات الظهور : 7,156,988
عدد مرات النقر : 301
عدد  مرات الظهور : 7,156,985
عدد مرات النقر : 197
عدد  مرات الظهور : 7,157,024
عدد مرات النقر : 166
عدد  مرات الظهور : 7,157,024
عدد مرات النقر : 185
عدد  مرات الظهور : 7,157,024

عدد مرات النقر : 9
عدد  مرات الظهور : 675,143

عدد مرات النقر : 19
عدد  مرات الظهور : 669,732

عدد مرات النقر : 12
عدد  مرات الظهور : 670,256


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-27-2024, 07:31 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (07:59 PM)
آبدآعاتي » 3,698,506
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2102
الاعجابات المُرسلة » 746
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي القوة في الإسلام (5)

Facebook Twitter


الحمد لله الذي أرشد عقول أوليائه إلى توحيده وهداها. وثبّت كلمة الإخلاص في قلوب أحبابه على أمواج الامتحان بسم الله مَجراها ومُرساها، وأعمى بصائر المنافقين لمّا أدبرت عن الدين فلم تجبه لمّا دعاها. فسبحانه من جبّار ٍعظيم لا يُماثلَ ولا يُضاهى. فجلّ ربّا وعزّ ملِكا وتعالى إلهًا.



أحمده سبحانه على نعمه التي لا تتناهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف مدلولها لمّا تلاها. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي بيّن كلمة التوحيد لفظها ومعناها. وجاهد عليها بلسانه وسنانه حتى أقرها وحمى حماها، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأصحابه الذين عضوا على سنته بالنواجذ وتمسكوا بعراها، وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



عباد الله: يتجدد لقاءنا معكم في ظلال القوة وثمارها فمن ثمار القوة:

خامسًا: الاستخفاف بالجبابرة والطغاة: ولقد برزت هذه القوة في مقاومة المؤمنين للطغاة في الداخل، أو الغُزاة من الخارج، ورأينا ذلك بارزًا للعيان في أمثلة شتى... في القديم والحديث...



طلب الخليفة الأموي الشهير (هشام بن عبد الملك) طاووس اليماني التابعي الجليل يومًا إلى مجلسه، فلما دخل عليه، لم يُسلّم عليه بإمرة المؤمنين، ولكن قال: "السلام عليك يا هشام" وجلس بإزائه، وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبًا شديدًا حتى همّ بقتله، وقال له: يا طاووس ما الذي حملك على ما صنعت؟ قال: وما الذي صنعت؟ فازداد غضبًا وغيظًا، وقال: خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تقبِّل يدي، ولم تسلم على بإمرة المؤمنين، ولم تكنني، وجلست بازائي بغير إذني، وقلت كيف أنت يا هشام، قال: أما ما فعلت من وضع نعلي بحاشية بساطك فإني أضعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات، وأما قولك لم تقبِّل يدي فإني سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: «لا يحل لرجل أن يقبِّل يد أحد إلا امرأته من شهوة، أو ولده من رحمة». وأما قولك لم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك، فكرهت أن أكذب، وأما قولك جلست بازائي فإني سمعت أمير المؤمنين عليًا يقول: «إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام»، فقال هشام: عظني؟ فقال: «سمعت من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: أن في جهنم حيات كالقلال، وعقارب كالبغال، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته»- ثم قام[1].



وفي تاريخنا الحديث رأينا أبطالًا في صور شتى، وفي بلاد عديدة، كلهم تحرروا من الخوف والطمع واستهانوا بالدنيا وما فيها ومن فيها، رغبةً فيما عند الله: ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198]. رأينا البطل الليبي المسلم (عمر المختار) الذي حارب الاستعمار الإيطالي، وجيوشه المجهزة بأحدث أسلحة عصره، بالقلة المؤمنة العزلاء، أو شبه العزلاء من جنده: وقف يحارب الطائرة بالحصان، والمدفع بالسيف. واستطاع أن ينزل بأعدائه ضربات موجعة، ولم يرض بالتسليم ساعة ما، رغم نفاد قوته المادية كلها، ولكنه ظل يقول للإيطاليين: «لئن كُسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي».


وكان مريضًا بالحمى، تهز رعدتها جسده، وترتعد بها فرائصه، ورغم هذا قال لجنوده: «اربطوني على ظهر جوادي بالحبال حتى لا أتخلف عن القتال معكم». وحين ظفر به جيش المستعمر - وحكموا عليه بالإعدام، تقبّل الحكم برحابة صدر، وابتسامة سخرية، وقال له بعضهم - قبل تنفيذ الحكم-: اطلب العفو ونحن نطلق سراحك، فأجابهم بكل إباء وشمم: «لو أطلقتم سراحي لعُدت لمحاربتكم من جديد».


عباد الله: إن مطالبة مسلم بأن يسكت عن الحق، ولا يُسمي الظلم ظلمًا، مثل مطالبته بأن يتنازل عن حياته الإسلامية، ولهذا نجد "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من أكبر الفرائض الإسلامية.



التوحيد أساس الإسلام وقطب رحاه، وضده الشرك الذي أُشرب المسلمون بغضه في قلوبهم. والتوحيد يُعلّم المسلمين أن الخوف والخشوع لا يكون إلا لله الواحد العظيم، أما غيره فلا يخاف منه ولا يخشع له، وإن من يخشى غير الله فهو مشرك به، وجاعل غيره أهلًا للخوف والطاعة، وهذا ما لا يجتمع مع التوحيد أبدًا.



الإسلام من أوله إلى آخره دعوة عامة، إلى البسالة والجرأة والتضحية، والاستهانة بالموت في سبيل الحق.



والقرآن يكرر مرة أخرى: ﴿ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39]، وقال تعالى: ﴿ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [التوبة: 18]، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» [رواه الحاكم على شرط الصحيحين]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» [أبو داود والترمذي وابن ماجه]. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يأخذ العهد من أصحابه أن يقولوا الحق أينما كانوا.



عباد الله: التماوت والضعف ينافي الإيمانوقد يرى المرء أُناسًا - ممن يتمسحون بالدين، ويدَّعون الانتساب إليه، يبدو عليهم الضعف والتماوت، والتخشع والتذلل والذبول، فيظن مخطئًا ومعذورًا أن هؤلاء صورة صحيحة للمؤمنين.



والواقع أن الإيمان الحق بريء من هذه الصور الزائفة، وتلك المظاهر الكاذبة. الإيمان قوة في الباطن والظاهر، في الخلق والسلوك، في المخبر والمظهر معًا.



رأى عمر رضي الله عنه رأى رجُلًا مُطَأْطِئًا رأسَه فقال: ارْفَعْ رأسَك فإن الإسلام ليس بِمَريِض] ورأى رجُلًا متَماوِتًا فقال: [لا تُمِت عَلَيْنَا دِينَنَا أماتَكَ اللّهُ].


وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:

«اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق. فقيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يُرى البدن خاشعًا، والقلب ليس بخاشع»[[أخرجه ابن أبي شيبة، ح (35711)، وابن المبارك في الزهد والرقائق، ح (143)، والبغوي في شرح السنة، ح)4138)].



ورأت الشفاء بنت عبد الله[2]بعض الفتيان يمشون متماوتين، فقالت في دهَش: ما هؤلاء؟



فقيل لها: هؤلاء نُسَّاك –عُبَّاد. فقالت: لقد كان عمر رضي الله عنه إذا مشى أسرع، وإذا تكلم أسمع، وإذا ضرب أوجع، وكان هو الناسك حقًا. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع وقاره وسمو هيبته- إذا مشى أسرع في مشيته، كأنما ينحدر من صبب. ويقول أبو هريرة رضي الله عنه: «ما رأيت أحدًا أحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأن الشمس تجرى في وجهه - ولا رأيت أحدًا أسرع في مشيته منه، كأنما الأرض تطوى له، وإنما لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث».


سؤال يطرح نفسه أخيرًا في موضوع القوة هل الإسلام ضد القوة؟ وهو القائل سبحانه وتعالى ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60] وهو القائل - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».


إن الإسلام هو دين القوة قال تعالى: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، ولكن هناك فرق بين المنظور الإسلامي للقوة والمنظور الفلسفي الغربي ففي الإسلام القوة للردع، لردع الشر والأشرار، ولردع الباطل، والقوة في الإسلام مكبوحة بالرحمة والإنصاف والعدل مكبوحة بالأمانة «القوي الأمين». أما في الفلسفة الغربية فكما رأينا القوة هي الفرعنة والغطرسة والتأله، وهي ليست لخدمة الإنسانية، وإنما لخدمة لون من ألوان الإنسان هو الإنسان الأبيض.



إن القوة في الإسلام نوعان: قوة مادية عسكرية وقوة معنوية هي الأمانة، والثانية هي الحاكمة على الأولى والموجهة لها، القوة في الإسلام محصنة بداعية الخوف والخشية من الله عز وجل، بينما القوة الغربية مدفوعة بدافع الغرور والأنانية والتمرد والتفرعن.



فلسفة القوة: هي التي دفعت أمريكا إلى إلقاء قنابلها النووية على هيروشيما وناجا زاكي دون حساب لأي اعتبارات إنسانية، لأن الرغبة في السيادة والسيطرة جعلت الاعتبارات الإنسانية مرجأة، وهي التي جعلتها تقتل في فيتنام ثلاثة ملايين فيتنامي، وهي التي جعلتها قبل ذاك تُبيد شعبًا بأكمله هم الهنود الحمر، لتحل محله في أرضه ووطنه. وهي التي دفعت بريطانيا لإبادة ثلاثة أرباع الشعب الأسترالي. ودفعت فرنسا لإبادات جماعية وإحراق مدن بأكملها، وإبادة مليون ونصف إنسان في الجزائر.



هذه الفلسفة هي التي تسود اليوم في العالم، ومن هنا فإن منظر الفلسطينيين حين نشاهدهم مكبلين مصفوفين على الجدران، أو جاثين على الركب، أو منبطحين على الأرض، أو يُركلون بالأقدام، وإن منظر الأشلاء المتناثرة، والجثث المتفحمة، وبقع الدم الحمراء، في سوريا والعراق وفلسطين هذا المنظر هو مصدر ألم لنا بل مصدر شقاء متواصل كل يوم، ولكنه بالنسبة للصهاينة وكل طاغية ظالم القوة مصدر لذة وشعور بالنشوة.



نسأل الله أن ينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وحزبه.



عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.



عباد الله:

إن خير الله ونصره، وأمنه، وطمأنينته التي يفيضها على عباده، لا تكون إلا بطاعته، والاستقامة على أمره، فلئن عملنا لله ولدينه، واستقمنا على أمره، واتباعًا لنهجه، وخوفًا من معصيته، ومراعاة لمحارمه؛ فإن ذلك يؤذن بإذن الله - عز وجل - أن تنتهي المشكلات فيما بيننا، وأن يكون ذلك عونًا وسببًا لتَنّزُل نصر الله - سبحانه وتعالى - علينا، قال جل وعلا: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124].



فلابد لنا أن نُدرك أن من أسباب قوتنا، و طريق عزتنا، ومن أسباب نصرنا أن نستقيم على أمر ربنا، وأن نُعلن الصلح مع الله -سبحانه وتعالى - وأن نسير بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أوصى فأوجز فقال: «قل آمنت بالله ثم استقم».



نسأل الله عز وجل أن يقوي إيماننا، وأن يعظّم أخوتنا، وأن يُظهر صلاحنا، وأن يعيننا على شرور أنفسنا، وأن يُبرم لأمتنا خيرً تعز به، وتنتصر عاجلًا غير آجل.



أيها الأخوة المؤمنون:

من أسباب القوة قوة التضرع والدعاء، وصدق التوجه والالتجاء لرب الأرض والسماء؛ فإنه -سبحانه وتعالى - مالك الملك، وهو جبار السماوات والأرض، وهو مُقدر الأقدار، وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.. هو -سبحانه وتعالى - الذي يُنزل النصر، وهو -سبحانه وتعالى - الذي يمدّ بالقوة، وهو -سبحانه وتعالى - الذي يُسخر قوى الأرض كلها لمن شاء كيف شاء سبحانه، والله - جل وعلا - يخاطبنا وينادينا، ويعدنا، ويؤملنا -سبحانه وتعالى - في شأن الدعاء، والتضرع له سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].



وأيضًا يبين الحق -سبحانه وتعالى - بأنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ولقد سُئل بعض أسلافنا: ما بالنا ندعو ربنا فلا يستجاب لنا؟؟ فقال لهم: سددتم طريق الدعاء بالمعصية فحُرمتم من الإجابة.



ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - وأسلافنا ما كانوا يستعينون بقوتهم المجردة، ولا كانوا يكتفون بأسبابهم التي يأخذونها، ويجتهدون فيها، بل كانوا قبل ذلك ومع ذلك وبعد ذلك يلجأون إلى الله سبحانه وتعالى، سيما في الملمات، وخاصة في وقت الشدائد العظيمة الجسيمة.. يلجئون إلى الله - عز وجل - كما دعا نبينا - صلى الله عليه وسلم - في يوم بدر، وما زال يُلح في الدعاء قائلًا: «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدًا».


ويبالغ في ذلك حتى يسقط رداؤه عن منكبيه، فيأتيه أبو بكر -ا- فيقول: (حسبك يا رسول الله إن الله مُنجز لك ما وعدك) [البخاري- الفتح 7 (3953) مختصرا، مسلم (1763) واللفظ له.] ويتنزل نصر الله - عز وجل - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أثر هذا الدعاء، ومن أثر ذلك التوجه والاستعداد، وكذلك كان -‰ - في كل المواقف داعيًا لله - عز وجل - متبتلًا متضرعًا له سبحانه وتعالى.



وما أحرانا أيها المسلمون في هذه الأوقات العصيبة أن نكرر، وأن نلح وأن نخلص، وأن نتحرى أوقات الإجابة بالدعاء، بكل ما نستطيع، وأن نجعل ذلك ديدنًا لنا، وأن نرطب به ألسنتنا، وأن نحيي به قلوبنا، وأن نعظّم به أملنا في الله - عز وجل - وثقتنا به؛ فإن ذلك من أعظم أسباب القوة.



ولو نظرنا إلى أعدائنا لعرفنا أن أخشى ما يخشونه، وأعظم ما يخافون منه إنما هو هذه المعاني.. يوم نعتز بإيماننا، ونقوى بتوحيدنا.. يوم نحرص على أخوّتنا، وتأتلف قلوبنا... يوم نعلن طاعتنا، ونستجيب لأمر ربنا.. يوم نتضرع ونلتجئ إلى خالقنا ومولانا نكون القوة التي لا تُقهر بإذن الله، ونُجدد ما كان من سيَر أسلافنا.



هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.