مع الخوف والخائفين (3) - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 338
عدد  مرات الظهور : 7,651,948
عدد مرات النقر : 318
عدد  مرات الظهور : 7,651,945
عدد مرات النقر : 211
عدد  مرات الظهور : 7,651,984
عدد مرات النقر : 169
عدد  مرات الظهور : 7,651,984
عدد مرات النقر : 283
عدد  مرات الظهور : 7,651,984

عدد مرات النقر : 13
عدد  مرات الظهور : 1,170,103

عدد مرات النقر : 36
عدد  مرات الظهور : 1,164,692

عدد مرات النقر : 13
عدد  مرات الظهور : 1,165,216


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-05-2024, 04:37 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » اليوم (07:33 PM)
آبدآعاتي » 3,699,292
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2249
الاعجابات المُرسلة » 783
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي مع الخوف والخائفين (3)

Facebook Twitter


الحمد لله ولي من اتقاه، ونصير من والاه، من توكل عليه كفاه، ومن دعاه أجابه، ومن سأله أعطاه، ومن خافه قلة خطاياه. أحمده سبحانه وأشكره، ومن مساوئ عملي استغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحقٍ سواه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله نبيه ومصطفاه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه.



أخي المسلم:
عاشر بمعروفٍ فإنك راحلُ ‍
واترك قلوب الناس نحوك صافية
واذكر من الإحسان كل صغيرةٍ ‍
فاللهُ لا تخفى عليه الخافية
لا منصبٌ يبقى ولا رُتبٍ هنا ‍
أحسِن فذكرك بالمحاسنِ كافيةْ
واكتب بخطك إن أردت عبارةً ‍
لا شيء في الدنيا يساوي العافيةْ



اللهم عافنا واعف عنا واختم لنا بالباقيات الصالحات أعمارنا يارب العالمين. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.



﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].


اللهم اجعلنا من عبادك المتقين الأبرار، واجمعني وإخواني هؤلاء في جناتٍ تجري من تحتها الأنهار.



ما زلنا وإياكم مع الخوف والخائفين وهذا هو اللقاء، الثالث، وما زلنا نجيب على سؤال ما هي الأسباب التي تورث الخوف من الله:

وقفنا مع ثلاثة منها: أولها تذكر عظمة الجبار سبحانه وقوته وجبروته ومعرفة ضعف النفس، فأخوف الناس من الله أعرفهم به، ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح:13]، ثانيها تدبر القرآن::فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته.



﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].


ثالثها: مما يزرع في القلوب الخوف من علام الغيوب التفكر في سوء الخاتمة، فالأعمال بالخواتيم، ولا يدري الإنسان بماذا يختم له.فاللهم احسن ختامنا يارب العالمين.



رابعاً: مما يقرب العبد من ربه ويغرس الخوف منه تذكر سكرات الموت وقبض الروح: يقول الإمام أبو حامد الغزالي-رحمه الله-: « اعلمْ: أنَّه لو لمْ يكنْ بينَ يديِ العبدِ المسكينِ كربٌ ولا هولٌ و لا عذابٌ سوىٰ سكراتِ الموتِ فقط.. لكانَ جديرًا بأن يتنغصَ عليهِ عيشُهُ، ويتكدَّرَ عليهِ سرورُهُ، ويفارقَهُ سهوُهُ وغفلتُهُ،. فلا تسل عن بدن يُجذب من كل عرق من العروق، وعصبٍ من الأعصابِ،، ومفصلٍ مِنَ المفاصلِ، ومِنْ أصلِ كلِّ شعرةٍ وبشرةٍ مِنَ الفَرْقِ إلى القدمِ، فلا تسألْ عَنْ كربِهِ وألمِهِ، حتىٰ قالوا: إنَّ الموتَ لأشدُّ مِنْ ضربٍ بالسيوف ونشرٍ بالمناشيرِ وقرضٍ بالمقاريضِ



ثم يموت كل عضو من أعضائه تدريجياً، فتبرد أولاً قدماه، ثم ساقاه، ثم فخذاه، ولكل عضو سكرة بعد سكرة، وكُربة بعد كُربة حتى يبلغ بها إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها، ويُغلق دونه باب التوبة، وتُحيط به الحسرة والندامة«. [إحياء علوم الدين 5/ 61، 62 ].



﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 83-85].


﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 26، 27].



وقال عمر -رضي الله عنه- لكعب الأحبار: يا كعب، حدثنا عن الموت، فقال: « إن الموت كغصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل وأخذت كل شوكة بعرق، ثم جذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى».


وكان أحد الصالخين كثيرا ما يسأل المحتضرين: كيف تجدون الموت؟ فلما مرض قيل له: فأنت كيف تجده؟ فقال: كأن السموات مطبقة على الأرض، وأنا بينهما وكأن أتنفس من ثقب إبرة". فيا الله يا الله هون علينا سكرات وما بعد الموت.



خامسا: مما يغرس الخوف من الله في القلوب تذكر القبر ومشاهد الآخرة:

يقول تعالى: ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ﴾ [الحجر: 1].


فالجميع سيُحشر بداية من أبى البشر حتى آخر إنسان تقوم عليه الساعة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 103].


حتى إذا تكاملت عدة الموتى، وخلت من سكانها الأرض والسماء، فصاروا خامدين بعد حركاتهم، فلا حسٌ يُسمع، ولا شخصٌ يُرى، وقد بقي الجبار الأعلى يقول: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾ ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾.


فيجيب نفسه ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، ثم لم يفجأ روحك إلا بنداء المنادي لكل الخلائق قوموا للعرض على الله عزوجل.



﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزُّمَر:68].



فبينا أنت فزع للصوت إذ سمعت بانفراج القبر والأرض عن رأسك وقمت مغبراً من قرنك إلى قدمك بغبار قبرك قائماً على قدميك شاخصاً ببصرك نحو النداء وثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة وهم مغبرون من غبار الأرض، ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 51-52].


فتوهم نفسك بعريك، ومذلتك، وانفرادك.



تخيل نفسك بخوفك، وأحزانك، وغمومك، في زحمة الخلائق، عُراة حفاة، صموت أجمعون فلا تسمع إلا همس أقدامهم والصوت المنادي، والخلائق مقبلون نحوه، وأنت فيهم مقبل نحو الصوت، ساع بالخشوع والذلة، ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ [طه: 108].


حتى إذا وافيت الموقف ازدحمت الأمم كلها من الجن والإنس للعرض على الله.



عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما يُسأَلُ عن الخَائِفِينَ فَقَالَ: قُلُوبُهُم بالخَوْفِ قَرِحَةٌ، وَأَعْيُنُهُم بَاكِيَةٌ، يَقُولُونَ: كَيفَ نَفرَحُ والمَوْتُ من وَرَائِنَا، وَالقَبْرُ أَمَامَنَا، وَالقِيَامَةُ مَوْعِدُنَا، وَعَلَى جَهَنَّمَ طَرِيقُنَا، وَبَينَ يَدَيِ اللهِ رَبِّنَا مَوْقِفُنَا.



وقال معاذ بن جبل: (إن المؤمن لا يسكن روعه حتى يترك جسر جهنم وراءه).



وكان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت انتفض انتفاض الطير، ويبكي حتى تجري دموعه على لحيته، وبكى ليلةً فبكى أهل الدار لبكائه، ولا يعلمون ما به، فقالت له زوجه: (ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟) قال: (ذكرت منصرف القوم من بين يدي الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير).



أيُّها الإخوة الكرام: من خَافَ اللهَ تعالى شَمَّرَ عن سَاعِدِ الجِدِّ، وسَعَى في مَرْضَاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لأنَّهُ يَعلَمُ بأَنَّ أَجَلَهُ مَحْدُودٌ، والوقوف بين يدي اللهِ تعالى كَائِنٌ لا مَحَالَةَ، لهذا تَرَاهُ مُسْرِعَاً في مَرْضَاةِ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ ـ سَارَ أَوَّلَ اللَّيلِ ـ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ» [رواه الترمذي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ].



فيا من تخاف الله عز وجل: تذكر قبل أن تعصي الله: يوم يقول المجرمون: ﴿ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].


تذكر قبل أن تعصي: القبر وعذابه وظُلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.



تذكر قبل أن تعصي الله: يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل ويعرق الناس على قدر أعمالهم. تذكر قبل أن تعصي الله: أنك سوف تعبر الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر عملك فإما أن تنجوا وإما أن تخطفك كلاليب جهنم والعياذ بالله. قال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 72].



تذكر قبل أن تعصي الله: عندما يقول العاصي يوم القيامة: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].


اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة، اللهم اجعلنا من عبادك الخائفين.



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبةُ للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد: فيا أيها الإخوة الكرام:

خامسا: مما يزيد الخوف من الله في القلوب - النظر في سير الصالحين من أسلافنا: فمع صلاحهم وتقواهم لله عز وجل وبعدهم كل البعد عن محارم الله إلا أنهم كانوا على خوف ووجل شديد من الله تعالى.


إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه ‍
فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا ‍
وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ ‍
أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ ‍
عليهِم منْ سكينتهمْ خشوعُ



وعلى رأس هؤلاء:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: "والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصَعُدات تجأرون إلى الله تعالى".



وكان - صلى الله عليه وسلم - يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء.



وهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يمسك بلسانه ويقول: "هذا الذي أوردني الموارد"، وكان يبكي كثيراً خوفاً من الله. وكان إذا صلى لم يفهم الناس ما يقرأ من شدة أسفه وبكائه.



وكان يقول: "وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن".



وهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-كان في وجهه -رضي الله عنه- خطان أسودان من البكاء، وكان يسأل حذيفة بن اليمان، أنشدك الله: هل سماني لك رسول الله، يعني من المنافقين. فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحدا. وها هو ينقش على خاتمه: "كفى بالموت واعظاً يا عمر". ويقول: "يا ليتني لم أكن شيئاً مذكوراً " " يا ليت أمي لم تلدني " ويقول:" لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة". ويقول: " لو نادى منادٍ من السماء يا أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا واحداً لخفت أن أكون أنا هو"..!!



وقال لابنه وهو يموت: ويحك ضع خدي على الأرض لعل الله يرحمني".



وهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، كان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، وقال: "لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير". ويقول: " وددت لو أنني لو مت لم أبعث" وهو الذي كان يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً وتخرق مصحفه من كثرة ما قرأ به، ومات ودمه على المصحف شهيداً..



وهذا الشافعي: لما نام على فراش الموت دخل عليه المزني فقال له المزني: كيف أصبحت يا إمام؟! فقال الشافعي: "أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولعملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، فلا أدري أتصير روحي إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها؟ ثم أنشد قائلاً:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ‍
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ‍
بعفوك ربي كان عفوك أعظما



وكان مالك بن دينار يقوم الليل يبكي للعزيز الغفار، وهو قابض على لحيته ويقول: يا رب! يا رب! لقد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، ففي أي الدارين منزل مالك بن دينار؟!



فأين هذه القلوب؟ وأين هذه الأرواح التي تربت على القرآن؟ وما لنا حل ولا صلاح ولا فلاح ولا سعادة إلا أن نراجع حسابنا مع الله عز وجل, وأن نعود بسير هؤلاء وبأمثالهم نستقرؤها, ونكررها في المجالس والمنتديات والمحافل ونعيدها دائماً وأبداً؛ لأن الله يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾ [يوسف: 111] وقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].


سادسا: مما يزيد نسبة الخوف من الله في القلوب سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب: فالنفس إذا أطلقت في ملذات الدنيا وشهواتها جعلت القلب قاسيا؛ وفي هذه الحال يحتاج إلى مواعظ مؤثرة مرققة له؛ وهذا ما سلكه الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع صحابته الكرام؛ فعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- ـ قال: "وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب" [أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه]. فكثرة المواعظ والدروس والخطب والمحاضرات الدينية تملأ القلب خشية وأخباتا إلى الله تعالى.



عباد الله: هذه هي الوسائل والطرق الموصلة إلى خشية الله والخوف منه فلنلزمها ولنعمل بها قبل أن يفوتنا القطار وقبل أن نندم ولا ينفع الندم!!



أيها المسلمون: ما هي ثمار الخوف من الله؟



ماذا سنجني لو خفنا من الله وعظّمنا حرماته؟



هذا ما سنعرفه في الجمعة القادمة ان شاء الله.



هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.