يتركز موطن وتوزيع سمكة النمر العملاقة في المقام الأول في الممرات المائية الشاسعة في أفريقيا، حيث يدل وجودها على التنوع البيولوجي الغني للنظم البيئية المائية في القارة. موطنها الأصلي حوض نهر الكونغو، بما في ذلك نهر لوالابا وبحيرة أوبيمبا، وكذلك بحيرة تنجانيقا، وتزدهر سمكة النمر العملاقة في بيئات المياه العذبة التي تدعم نمط حياتها المفترسة [4]. تعتبر الظروف البيئية في هذه الموائل حاسمة لبقاء هذا النوع، حيث أنها تتطلب إمدادات غذائية وافرة وأراضي مناسبة للتكاثر بنجاح. كشفت دراسة نشرت في عام 2011 أن سمكة النمر العملاقة تظهر نمطين مختلفين من الحركة: ما يقرب من 50% من الأفراد الذين تم تتبعهم أثناء الدراسة ظلوا داخل نطاقات محصورة، وتحركوا أقل من 1000 متر، بينما أظهر النصف الآخر سلوكيات هجرة أكثر اتساعًا، على الأرجح في البحث. الغذاء أو ظروف التفريخ المثلى [3]. تسلط هذه القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بها الضوء على مرونة سمكة النمر العملاقة وكفاءتها كحيوان مفترس، حيث يمكنها الاستفادة من العوامل البيئية المختلفة لتزدهر في نظام بيئي مليء بالمنافسة. إن توزيع هذه الأسماك المخيفة التي تعد من اغرب الاسماك في العالم لا يؤكد أهميتها البيئية فحسب، بل يثير أيضًا تساؤلات حول الضغوط التي تواجهها بسبب الصيد الجائر وتدهور الموائل في بيئة سريعة التغير.