تأليف إيهاب الحضري (تأليف)
نبذة عن الكتاب
في هذا الكتاب أستعيد وقائع عديدة تعاملت خلالها مع قضايا الآثار، أثناء سنوات وجودي بجريدة "أخبار الأدب"، لكن المضمون ليس إعادة نشرٍ حرفيٍّ لما سبق، بل تم ذلك بتصرف يسيرٍ، أو كبير، حسب ظروف كل حدث، وأعتقد أن الملابسات المحيطة بالحملات التي أشرت اليها يمكن أن تكون جاذبة لقاريء عام، لا يتفاعل مع مجال الآثار؛ لهذا ربما تبدو الكتاية ذاتية، لكنها بالتأكيد ليست سيرةً ذاتيةً. ورغم أن الوقائع قديمة، إلا أن تفاصيل يتم نشرها لأول مرة، بعد ان أبعدتها ظروف ما عن النشر الصحفي قبل سنوات؛ لأسباب تتعلق بعدم الكشف عن المصادر، أو لأنها لا تعني بالضرورة قارئ الجريدة، لكن الأمر يصبح مختلفًا مع قراء الكتاب؛ فقد يتعمل معه البعض باعتبارها توثيقًا لمرحلة ما، هنا تصبح الملابسات أكثر فائدةً؛ لنقل مُناخ عام سيطر مرحلة من الزمن عشناها في شبابنا قبل ان تتحول إلى ماضٍ نجترُّه، كذكريات محملة بالشجن. كما أن بعض كواليس الأحداث تحمل قدرًا لا بأس به من الإثارة، يكشف أسلوب الحصول على المعلومات، في زمن كان معظم ما فيه مُحاطًا بسياج من السِّرِّيَّة، حتى لو كان الأمر متعلِّقًا بالآثار، لكنه أمرٌ مفهوم؛ لأنها مغارة "علي بابا" المليئة بالثروات؛ لهذا رفع البعض شعار: "استعينوا على قضاء مصالحكم بالكتمان'!وفي سياق كهذا، كان طبيعيًّا أن يتحول صمت الأحجار إلى هدير، يصرخ بالشكوى، من عبثٍ لم يُفَرِّقْ بين معبدٍ فرعوني، أو أثر قبطي، ولا إسلامي: فالآثار كلها كانت في الهم سواء!