التعمير بعد الحرب
دأبت الأنظمة ومعها الشعوب على القول بعدم قدرتها على تعمير ما تحدثه الحروب من دمار وخراب
دوما هم كما فى عصرنا ينتظرون الحل من الغير فالمطلوب من الغير كما فى حالة غزة أو حالة سوريا أو غيرها هو :
المساعدة بالقروض
المساعدة بدون قروض وهى ما يسمى المعونات
المفترض فى أى جماعة أن تكون قادرة على التعمير من خلال نفسها وليس من خلال غيرها
انتظار الحلول من الخارج بحجة عدم وجود حلول داخلية يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه
بالطبع ما لا تحمد عقباه هو :
الاقتراض من الخارج وهو ما ينتظره النظام الحاكم الجديد فى سوريا ومن ثم تبدو الحروب فى منطقتنا كما فى باقى العالم :
مقاولة هدم وبناء
فالحروب الحالية تدفع الشعوب ثمنها مرتين:
ألأولى:
ثمن السلاح الذى تتم به الحروب هجوما ودفاعا
والرابح دوما هو شركات الكبار التى تصنع السلاح وتبيعه بثمن آجل أو عاجل وهو مضاعف فى حالة الآجل
الثانية :
ثمن تعمير الأرض مرة ثانية
والرابح أيضا هو شركات الكبار أيضا التى تقدم مواد البناء والحديد وغير ذلك مما يحتاجه التعمير
وفى الحالين تستدين الأنظمة على حساب شعوبها وفى الغالب تتم عملية السمسرة والسرقة من خلال تلك القروض التى لا يعرف حتى الآن من خلفها بالأسماء
أكبر دولة مديونة على وجه الأرض هى :
الفتوة الأكبر فى العالم أو بلطجى العالم وهى :
الولايات المتحدة الأمريكية
والغريب فى أمرها هو أنه لا يوجد لها بنك مركزى ولا نظام مالى مثل بقية الدول ويبدو أن الأمر مقصود من قبل من بنوها لسرقة أموال الشعب وغيره من الشعوب من خلال تمكين أفراد غير معروفين من القيام بدور البنك المركزى بالاضافة إلى طباعة تريليونات الدولارات التى لا يوجد ليس لها أساس اقتصادى بمعنى :
لا توجد ثروة فى الولايات المتحدة تساوى عشر دولاراتها المنتشرة فى العالم يعنى بناء من الهواء وهو ما يسمونه :
اقتصاد البالونة القائم على الربا الذى يعمل على التضخم فيها وفى كل العالم
ومن ثم لو ألغت دول العالم التعامل بالدولار المفروض بقوة التخويف بالسلاح فستفلس تلك الدولة وتسقط
تعتبر معظم دول العالم عدا دول تعد على أصابع اليدين مديونة والغريب أن لا أحد يعرف ما هى الجهة التى العالم مديون لها لأن الدول كلها مديونة والسؤال الذى لا يجيب عليه أحد :
لمن تلك الديون ؟
الجواب إنهم أغنياء العالم الخفيين
إذا كانت كل الدول مديونة فمن الدائن ؟
نعود إلى موضوعنا وهو :
التعمير
إن أى شعب من خلال أفراده وموارده الطبيعية قادر على اعادة بناء البيوت والمؤسسات من غير استدانة
هناك حلول متعددة كان يصنعها أجدادنا منها التالى :
أولا ضرب الطوب وهو :
ما يسمى عمل صناعة الطوب اللبن أو الطبن المحروق فكل مجموعة تقوم بجمع التراب وأى حطب رفيع أو أعواد قش وتقوم بتكسيرها وخلطها مع التراب والماء وكل من تحتاجه هو :
تسوية الأرض
عمل القالب الخشبى
حمل الطين فى مواعين والقيام بوضع الطين داخل القالب الخشبى وتسويته باليد أو بمسطرين
بعد عمل الطوب يتم تركه ليجف عدة أيام
وبعد ذلك يتم عمل المعجنة من الطين وحمل الطوب إلى حيث أرض البناء ويتم رصه ووضع الطين فوقه ليتماسك وتقوم الجدران
فى حالة عدم توافر خشب كثير يتم عمل باب للبيت من الخارج فقط ويتم عمل ستائر للأبواب الداخلية
ألأسقف ممن الممكن عملها إما عن طريق بناء القبو من خلال الطوب نفسه أو من خلال الخشب المحلى المتواجد والبوص والقش مع تغطيتهم بمشمع بلاستيكى
وهذه المبانى نفذها المهندس الراحل حسن فتحى من اكثر من نصف قرن فى عدة أماكن فى مصر بالمواد المحلية وما زالت موجودة رغم مرور عقود طويلة عليها وستظل موجودة
ثانيا عمل جدران من الطين فوق بعضها والقيام بايقاد أى وقود حولها للتحويل إلى طوب محروق أو حرق الطوب اللبن كما كان الأجداد والآباء يفعلون من نصف قرن
وعمل المؤسسات ممكن من خلال نفس التقنيات فالعمل ليس بحاجة إلى مؤسسات تستعمل الحجر وألأسمنت أو مؤسسات مقاولات
الغريب أن الأبنية التى تسمى عمارات وبيوت حجرية هى سبب كثرة القتلى والجرحى حاليا فى غزة بينما الأبنية القديمة لا يمكن أن توقع نفس العدد من الجرحى والقتلى خاصة أن العدو سينظر للأمر من وجهة نظر مالية فبدلا من أن يضرب صاروخ على عمارة من عدة طوابق سيضطر إلى اطلاق عشرة صواريخ على البيوت المحلية الصنع ومن ثم فى فلسطين خاصة غزة يجب ألا تتلاصق البيوت عند التعمير ويكون اقصى ارتفاع دورين وإنما يجب أن تتباعد فيكون بين كل بيت والأخر عشرين أو ثلاثين ذراع لأن امتداد البيوت على مساحات واسعة جدا سيكلف العدو ما لا يطيق ماليا لأنه لن يقدر على نشر قواته فى تلك المساحات الواسعة لأنها تسهل عملية قتل وقنص جنوده
بالطبع الحروب ستتكرر فى المستقبل القريب وبناء البيوت من تلك المواد الطبيعية سيكون أسهل من خلال اعادة جمع التراب والقيام بعمل الطوب مرة أخرى
بالطبع يمكن توصيل الكهرباء للبيوت كما فى القديم وأما المياه فيجب دق طلمبة فى كل بيت أو أمامه فهى تستطيع توفير المياه مع توفير زير الماء القديم فى البيت واستعمال مادة الشبه للتنقية مع أن مياه الطلمبات كانت عذبة وجميلة ولا تحتاج إلى تنقية
وأما دورات المياه فيمكن عملها كالقديم من خلال إنشاء مربعات من الطوب المحروق ولياستها أسفل أرض الدورة أو بجانبها أو عمل توصيلات من المواسير الفخار لتصب فى مكان خارج البلدة أو تجفيف تلك الوساخات فى الشمس فى مكان بعيد أو حفر حفر واسعة فى الرمال ودفنها فيها
وكل ما أقوله كان معروفا ويجب تدريب الناس عليه فهذا العدو الحرب معه لن تتوقف حتى طرده من البلاد ومن ثم يجب الاستعداد له فى كل وقته ومن ذلك أن تكلفه الحروب أموالا لا يطيقها من خلال طرق البناء ومن خلال تنظيم البيوت تنظيما يحتاج لمساحات واسعة حيث يوجد فراغ بين كل بيت والأخر
وأما فى حالة البناء عن طريق المعونات والمساعدات فيجب تجنب اقامة شوارع واسعة وإنما شوارع ثلاثة أذرع ونصف على الأكثر وذلك حتى لا تدخل الجرافات أو الدبابات أو العربات تلك الحارات الضيقة
إن كل هم العدو فى حربه الحالية هو :
هدم البنية التحتية القائمة على النقل من الغرب وهى بنية مكلفة ماليا ومن ثم يقوم بهدمها اغاظة للناس واذلالا لهم
إن الأمر كما فى رواية :
إن الأمر أسرع من ذلك وهى :
" 5235 - حَدَّثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ, حَدَّثنا حَفْصٌ, عَنِ الأَعمَشِ, عَنْ أَبِي السَّفَرِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا لِي أَنَا وَأُمِّي فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللهِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, شَيْءٌ أُصْلِحُهُ, فَقَالَ: الأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ"
بالطبع البناء الذى يعيش مطلوب ولكن فى الحالة الفلسطينية فى غزة والمخيمات فى ظل عدم تكافؤ القوى بين الفريقين خاصة مع منطقة لا تدافع عن أهلها وتخاف على نفسها يجب ألا يكون البناء مكلف والبناء من الطوب اللبن أو الطوب المحروق وإنما بناء يجعل العدو يتكلف أموالا طائلة إذا أراد القتال ويجعل نتيجة حربه خاسرة من النواحى المالية على الأقل