الحبة السوداء، أو البذور السوداء، أو حبة البركة، هي واحدة من أكثر العلاجات الطبيعية فعالية لارتفاع ضغط الدم، وهي معروفة أيضا باسم الكزبرة السوداء، الكراوية السوداء، البذور المباركة، وقد اتخدم مسحوق بذور الحبة السوداء وزيت الحبة السوداء لعدة قرون لعلاج العديد من المشاكل الصحية، حيث يعد مسحوق البذور السوداء وزيت البذور السوداء من العلاجات الطبيعية الشائعة لارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع 2، ارتفاع مستويات الكوليسترول، وتخفيف الالتهاب، وتدعم الأبحاث العلمية هذه الاستخدامات التقليدية، مع وجود أدلة جيدة على أن بذور الحبة السوداء وزيت البذور السوداء يمكن أن تخفض ضغط الدم المرتفع . بذور الحبة السوداء وعلاقتها بضغط الدم
يتم استخدام بذور حبة البركة العطرية باعتبارها توابل ذات نكهة لاذعة، ويتم الحصول على مسحوق حبة البركة عن طريق طحن بذورها، في حين يتم استخراج زيت الحبة السوداء عن طريق الضغط على البذور، أو باستخدام مذيب، ويحتوي زيت الحبة السوداء هذا على رائحة طبية غنية تشبه رائحة الأوكالبتوس أو زيت شجرة الشاي، وقد قيم بحث نشر في دورية ارتفاع ضغط الدم فعالية البذور السوداء في خفض ضغط الدم، بالجمع بين نتائج 11 تجربة سريرية شملت 860 شخصًا، وبعض هذه الدراسات استخدمت مسحوق الحبة السوداء بينما استخدم البعض زيت الحبة السوداء، وقارنوا فعاليتها في خفض ضغط الدم ضد الدواء، واستمرت التجارب من 4 إلى 12 أسبوعًا .
وشهد أولئك الذين يتناولون أي مكملات بذور سوداء انخفاض ضغط دمهم بمقدار 3.26 / 2.80 مليمتر زئبقي، كما أن تناول مسحوق البذور السوداء خفض ضغط الدم بمقدار 3.57 / 2.23 مم زئبقي، في حين أن تناول مكملات زيت بذور الأسود خفض ضغط الدم بمعدل 3.55 / 4.76 مم زئبقي، وبعض الناس في الدراسات كان لديهم ضغط دم طبيعي، بينما كان البعض يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وعندما قاموا بتحليل هاتين المجموعتين بشكل منفصل، وجدوا أكبر الآثار في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والذين انخفضت قراءاتهم بمقدار 7.66 / 4.89 مم زئبقي بعد ثمانية أسابيع من تناول مكملات البذور السوداء، ويبدو أن أولئك الذين يستخدمون مسحوق بذور الحبة السوداء، لديهم إنقاص أكبر قليلاً من أولئك الذين يتناولون زيت بذور الحبة السوداء، على الرغم من أن هذا لم يكن مؤكداً . كيف تقوم البذور السوداء بخفض ضغط الدم
إن الطريقة التي تخفض بها بذور الحبة السوداء ارتفاع ضغط الدم غير مفهومة تمامًا، ويعتقد أن هذه البذور السوداء لها تأثير ارتخاء على العضلات الملساء، وقد تعمل مثل مانع قناة الكالسيوم لتوسيع الأوعية الدموية، ويشير باحثون آخرون إلى أن مستخلصات البذور السوداء قد تساعد في ضخ الدم بشكل أكثر كفاءة، أو أن البذرة السوداء لها عمل مدر للبول، وتحتوي بذور الحبة السوداء أيضًا على أحماض أوميجا -3 الدهنية الأساسية، و الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والبوليفينول والفلافونويد والألياف القابلة للذوبان، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة على التحكم في ضغط الدم، وتحتوي البذور السوداء أيضًا على قلويد فريد يدعى nigellicine والذي قد يفسر بعض تأثيرات خفض ضغط الدم . مكملات الحبة السوداء والجرعات اللازمة
عند اختيار مكملات بذور الحبة السوداء، فإن معظم الناس يفضلون تلك التي تنمو بشكل عضوي، وتلك التي صنعت لمعيار صيدلاني معروف بـ GMP سيكون لها أفضل جودة طبية وتوفر جرعة ثابتة في كل مرة يتم تناولها، وإذا تم اختيار زيت بذور الحبة السوداء، فيحب اختيار الزيت البارد بدون استخدام المذيبات الكيميائية، والتي لم تتعرض لإضافات أو زيوت إضافية لتخفيف فوائدها، ومن المهم أيضًا اختيار زيت بذور الحبة السوداء الذي يتم تخزينه في زجاج داكن، لحمايته من الضوء، لضمان أنه لا يفقد فوائده، ويمكن أيضا إضافة بذور الحبة السوداء الطازجة إلى الكاري، و الفلفل الحار والأطباق التوابل الأخرى .
وفي التجارب السريرية باستخدام مسحوق البذور السوداء، تراوحت الجرعات المستخدمة بين 500 ملليجرام، و 1 جرام و 1.5 جرام و 2 جرام في اليوم، وفي الدراسات التي تستخدم زيت الحبة السوداء، تراوحت الجرعات بين 5 مل و 200 ملليجرام و 3 جرام من الزيت في اليوم، جدير بالذكر أنه قد يعاني عدد قليل من الناس من غثيان معتدل إذا تم زيادة الجرعة، وحينها يجب خفض الجرعة .