في أول رحلة خارجية له منذ بدأت القوات الروسية في 24 فبراير الحرب على بلاده، يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن، حيث يلتقي بنظيره الأمريكي جو بايدن الذي يعتزم الإعلان عن حزمة أسلحة جديدة لكييف تشمل لأول مرة صواريخ باتريوت، ومن المتوقع أن يلقي زيلينسكي خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي.
من جهتها أرسلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الثلاثاء رسالة إلى أعضاء المجلس تحضهم فيها على المشاركة «حضوريًا» في جلسة مهمة، من دون أن تكشف عن طبيعة هذه الجلسة.
وكتبت بيلوسي في رسالتها إلى النواب «من فضلكم احضروا لجلسة سيتم فيها التركيز بشكل خاص على الديمقراطية».
ويستعد الكونجرس لإقرار مشروع قانون الميزانية العامة للدولة الفيدرالية والذي يتضمن مساعدات جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 44.9 مليار دولار، وصواريخ باتريوت التي تعتزم واشنطن تزويد كييف بها أثبتت قدراتها على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في العراق والخليج، وهي قادرة على الحد بقوة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا.
ومنذ بدأت القوات الروسية الهجوم على بلاده قبل عشرة أشهر، لم يغادر زيلينسكي الأراضي الأوكرانية قط، إذ خصص كل وقته لقيادة الجهد الحربي وتنسيق الأنشطة السياسية والدبلوماسية والإنسانية.
وتحادث زيلينسكي منذ بدأت الحرب مع قادة دول كثيرة وخاطب أعضاء برلمانات حول العالم، لكن كل هذه الحوارات كانت تتم كلها عبر الفيديو أو الهاتف.
في المقابل، التقى الرئيس الصيني شي جين بينج أمس بنائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف في العاصمة الصينية بكين، ونقل ميدفيديف رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الصيني، وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان قضايا التفاعل بين الحزبين الحاكمين، بالإضافة إلى الشراكة الاستراتيجية والتعاون الثنائي في المجالات الصناعية والاقتصادية.
وكانت القضايا الدولية والوضع في أوكرانيا من المواضيع المهمة التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع، حيث وصف ميدفيديف المحادثات قائلاً: «هذه المحادثات كانت مفيدة للغاية».
وبحسب مكتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، فقد تبادل ميدفيديف والرئيس الصيني وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا المدرجة في جدول الأعمال الثنائي.
بدوره أفصح الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر له خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء عن رغبته في «تعزيز العلاقات» بين روسيا والبرازيل، وأكد لولا أن «البرازيل عادت وأنها تتحاور مع الجميع وتلتزم بعالم خال من الجوع ويعمه السلام».
وتابع الرئيس المنتخب الذي يتسلم مهام منصبه في الأول يناير المقبل إن «البرازيل عادت وإنها تتحاور مع الجميع وتلتزم بعالم خال من الجوع ويعمه السلام».
ويذكر أن لولا (77 عامًا) في ولايتيه الرئاسيتين الأوليين بين 2003 و2010 كان حليفا لبوتين، كما أن روسيا والبرازيل شريكان أساسيان في مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا).
وكان رمز اليسار في أمريكا اللاتينية قد أثار في أبريل الماضي جدلاً عارماً عندما قال لولا في مقابلة مع مجلة «تايم» الأمريكية: إنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «مسؤول بنفس القدر» مثل بوتين عن الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال لولا يومها: «أرى الرئيس الأوكراني يقابَل بتصفيق وقوفًا من قبل جميع البرلمانات (في العالم)، لكن هذا الرجل مسؤول مثل بوتين، ما من حرب فيها مذنب وحيد».
موسكو تؤكد إسقاط طائرة أوكرانية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مقاتلة تابعة لقوات الفضاء الروسية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز «سو 25» ومروحية من طراز «مي 8» في جمهورية دونيتسك الشعبية. وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن مروحية أوكرانية من طراز مي -8 دمرت في منطقة أرتيموفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية، وأضافت: في مناطق تيميروفكا ومنطقة زابوروجيه وأرتيموفسك (جمهورية دونيتسك الشعبية)، دمرت حظائر للأسلحة والمعدات العسكرية من إنتاج أجنبي، وأشارت إلى أنه «تم اعتراض صاروخين من نظام هيمارس في منطقة نوفوكراسنيانكا في جمهورية لوغانسك الشعبية».
الكرملين: الشحنات الأمريكية لكييف تفاقم الوضع
أعتبر «الكرملين»، أمس أن إرسال شحنات الأسلحة الأمريكية الجديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى تفاقم النزاع مع روسيا، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا، وأضاف: إنه لا يتوقع تغييراً في موقف زيلينسكي بشأن رفضه التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين بعد هذه الزيارة.
وقال مسؤول أمريكي كبير: إن بايدن سيعلن خلال الزيارة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بما يقارب ملياري دولار ستشمل بطاريات صواريخ باتريوت لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الروسية.
وقدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية بقيمة نحو 20 مليار دولار لأوكرانيا من بينها ذخائر مدفعية وذخائر لأنظمة صواريخ سام للدفاع الجوي وأنظمة هيمارس.