التنوع العصبي عبارة عن اعتراف جديد أشاعه عالم الاجتماع الأسترالي جودي سينجر والصحفية الأمريكية هارفي بلوم أواخر التسعينيات، للإشارة إلى الاختلاف في الدماغ البشري في ما يتعلق بالتواصل الاجتماعي والتعلم والانتباه والمزاج والوظائف العقلية الأخرى بطريقة غير مَرَضية. ظهر المصطلح كتحدٍ للآراء السائدة المتمثلة في أن بعض الاضطرابات النمائية العصبية مرضية بطبيعتها وتعتمد بدلاً من ذلك على النموذج الاجتماعي للإعاقة، إذ تُعد الحواجز المجتمعية العامل الرئيسي الذي يساهم بتعطيل الأشخاص.كان نموذج التنوع العصبي اللاحق مثيرًا للجدل بين المدافعين عن حقوق مرضى التوحد، فقد قال المعارضون إن تصوره لطيف التوحد لا يعكس حقائق الأفراد الذين يحتاجون الكثير من الدعم.
تاريخه
في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، كتبها الصحفي والكاتب الأمريكي هارفي بلوم في 30 يونيو من العام 1997، وصف بلوم أساس التنوع العصبي باستخدام مصطلح «التعددية العصبية». كان بلوم من أوائل المناصرين الذين تنبؤوا بالدور الذي سيلعبه الإنترنت في تعزيز حركة التنوع العصبي الدولية.ينسب مصطلح «التنوع العصبي» إلى جودي سينجر، عالمة اجتماع أسترالية في طيف التوحد، استخدمت المصطلح في أطروحتها الاجتماعية التي نشرت عام 1999. شكّل المصطلح ابتعادًا عن نظريات «لوم الأم» السابقة حول أسباب التوحد. نتيجة لاهتمامهما المشترك بالتوحد، كانت سينجر في مراسلات مستمرة مع بلوم، وعلى الرغم من أنه لم ينسب الفضل لصاحبته سينجر، فقد ظهرت الكلمة لأول مرة في مطبوعات ذي اتلانتيك بقلم بلوم في 30 سبتمبر من العام 1998.ينسب بعض المؤلفين تطوير مفهوم التنوع العصبي إلى أعمال المدافع عن المصابين بالتوحد جيم سينكلير. كان سنكلير منظمًا رئيسيًا مبكرًا لمجتمع التوحد الدولي عبر الإنترنت. القى سنكلير خطابًا عام 1993 قال فيه: «لا تَرثونا»، مشددًا على أن التوحد جزء يمكّن حياة الشخص وقال: «لا يمكن فصل الشخص عن التوحد».منذ ذلك الحين ومصطلح «التنوع العصبي» يطبق على حالات أخرى وقد أخذ معنى أكثر عمومية، على سبيل المثال، تشمل جمعية التنوع العصبي التنموي للراشدين في المملكة المتحدة اضطراب التنسيق التنموي واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومتلازمة أسبرجر والحالات ذات الصلة.