كثيرون يعانون الوحدة في حياتهم اليومية ، أو حتى في تفاصيل حياتهم ، فيشعرون أنه لا يوجد من يشاركهم أفراحهم وأحزانهم أو حتى مشكلاتهم اليومية ، بل يصل الأمر إلى أن يعاني الأشخاص الوحدة نتيجة أنهم يعيشون وحدهم في منزل لا يوجد به أحد غيرهم يشاركهم حياتهم ، فالحياة دون أهل أو أصدقاء تسبب الشعور بالوحدة والحزن والإكتئاب ، فالإنسان يحتاج إلى أن يعيش وسط أسرة وأصدقاء تقدم له الدعم النفسي والمعنوي في كل ما يمر به في حياته من أمور ، لكن لم يكن يتخيل أحد أن الوحدة يمكنها أن تسبب أمراض مختلفة مثل إرتفاع ضغط الدم ، فقد أكدت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون وحدهم هم الأكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم .
وعند الحديث عن إرتفاع ضغط الدم ، فإنه لا يوجد أحد لا يعلم مدى إنتشار ضغط الدم ، فإن أمراض ضغط الدم هي أحد أخطر امراض العصر الحالي ، وهي المسماة بالقاتل الصامت ، ففي أغلب الأحيان يرتفع ضغط الدم بشكل كبير دون أن يشعر به المريض ، ومع تكرار إرتفاعه لعدة مرات يصاب الجسم بأضرار صحية عديدة ، وقد أثبتت العديد من الدراسات المتخصصة في أمراض ضغط الدم أن ضغط الدم المرتفع هو أحد أكثر أنواع ضغط الدم التي تحتاج لعلاج سريع نظرآ لأن ضغط الدم المرتفع يسبب مضاعفات خطيرة للمصابين به ، وقد أصبحت علاجات ضغط الدم المرتفع كثيرة ومتفاوتة الفعالية ، فكل دواء أو علاج يختلف عن الآخر ، لكن الأكيد أن مرضى ضغط الدم يجب أن يتناولون علاجات للسيطرة على إرتفاع ضغط الدم والحد منه ، ومنع تسببه في أضرار خطيرة للمرضى .
وقد أصبحت الإصابة بمرض إرتفاع ضغط الدم حديث الكثيرين في السنوات الأخيرة ، وذلك لارتفاع نسبة المصابين به بشكل كبير ، فقد زادت نسبة المصابون بأمراض ضغط الدم المرتفع بشكل ملحوظ وفي فترة زمنية ليست كبيرة ، فقد أكدت الإحصائيات التي اجريت أن ضغط الدم المرتفع أصبح مرض العصر القاتل وذلك لوصوله إلى زيادة تصل إلى أربعة أضعاف نسبة إنتشاره في الفترة الماضية ، وقد أرجع العلماء المتخصصون سبب إنتشار مرض ضغط الدم المرتفع بهذا الشكل إلى زيادة تعرض الأشخاص في حياتهم اليومية إلى القلق والتوتر ، وسرعة وتيرة عصرنا الحالي الذي أصبح مليء بالتحديات التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل وهو ما يمثل عبئآ نفسيآ على الكثير من الأشخاص فيصابون بالعصبية والقلق والإنفعال الدائم .
وقد أصبحت الإهتمام بدراسات أمراض ضغط الدم كبير ، حيث أنه مع زيادة إنتشار أمراض ضغط الدم بدأ الإهتمام يتزايد بهذه الدراسات التي توضح الكثير من الأمور بالنسبة لمرضى ضغط الدم ، وقد أكدت دراسة حديثة أجريت في ولاية شيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم الأكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم أربعة أضعاف الأشخاص الذين يعيشون حول أهلهم وأصدقائهم ، وقد أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم نتيجة الوحدة هم من أصبحوا في سن الــ 50 عامآ ، أو تجاوزوا هذا العمر ، فهؤلاء الأشخاص في هذا العمر يصبحون معرضون للإصابة بإرتفاع ضغط الدم بشكل عام ، فمع الشعور بالوحدة يصبح الأمر أكثر إحتمالآ للحدوث أيضآ .
وقد فسرت الدراسة سبب توصلها إلى تأثير الوحدة على الإصابة بإرتفاع ضغط الدم بأن الوحدة قد تكون أكثر خطرآ على إرتفاع ضغط الدم من أمراض القلب والسمنة والتدخين وغيرها من المشكلات التي تؤثر على القلب ، حيث أن الوحدة تزيد من الشعور بالقلق والتوتر والحزن أيضآ ، وهي كلها مشاعر تزيد من إحتمال الغصابة بإرتفاع ضغط الدم ، فقد خضع لهذه الدراسة العديد من الأشخاص ممن تجاوزوا سن الــ 50 وقد أثبتت الدراسة بالفعل أن شعورهم بالوحدة هو السبب الفعلي وراء إرتفع ضغط الدم لديهم .
لذلك فقد نصحت الدراسة الأشخاص الذين يعانون من الوحدة بعدم الاستسلام لهذا لاشعور والمحاولة في الإنخراط في مختلفة الأنشطة الغجتماعية التي تساهم في القضاء على الشعور بالوحدة ، وبالتالي ينخفض خطر الإصابة بإرتفاع ضغط الدم كلما اختفى هذا الشعور