خطبة وانك لعلي خلق عظيم للشيخ ثروت سويف - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 341
عدد  مرات الظهور : 8,211,561
عدد مرات النقر : 321
عدد  مرات الظهور : 8,211,558
عدد مرات النقر : 215
عدد  مرات الظهور : 8,211,597
عدد مرات النقر : 172
عدد  مرات الظهور : 8,211,597
عدد مرات النقر : 296
عدد  مرات الظهور : 8,211,597

عدد مرات النقر : 17
عدد  مرات الظهور : 1,729,716

عدد مرات النقر : 39
عدد  مرات الظهور : 1,724,305

عدد مرات النقر : 15
عدد  مرات الظهور : 1,724,829

العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-26-2022, 11:59 PM
عازف الناي متواجد حالياً
    Male
Awards Showcase
 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » May 2022
 آخر حضور » يوم أمس (05:12 PM)
آبدآعاتي » 937,119
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » عازف الناي تم تعطيل التقييم
الاعجابات المتلقاة : 241
الاعجابات المُرسلة » 265
مَزآجِي   :  1
 آوسِمتي »
 
خطبة وانك لعلي خلق عظيم للشيخ ثروت سويف

Facebook Twitter


خطبة الجمعة 25من ذي القعدة 1443هـ الموافق 24 يونيو 2022 م ت
حت عنوان (وإنَّكَ لعلى خُلقٍ عظيم)
اقرأ في هذه الخطبة
اولا : محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم
ثانيا : محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم رسول الانسانية
الخطبة الاولي
الحمد لله ذي الفضل والإحسان والكرم والامتنان اصطفى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على جميع بني الإنسان وأدبه فأحسن تأديبه فكان خلقه القرآن
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات الحسان
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بمكارم الأخلاق وأتم الأديان
سيدى يا رسول الله
كل القلوب إلي الحبيب تميل ومعي بهذا شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمداً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكلّ العالمين رسول
يا سيد الكونين يا علم الهدى هذا المتيم في حماك نزيل
لو صادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة والنخيل جميل
هذا رسول الله هذا المصطفى هذا لرب العالمين رسول
هذا الذي رد العيون بكفه لما بدت فوق الخدود تسيل
هذا الغمامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الحبيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهاجه للسالكين سبيل
يارب إني قد مدحت محمداً فيه ثوابي وللمديح جزيل
صلى عليك الله يا علم الهدى ما حن مشتاق وسار دليل
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله الذين اختارهم لصحبته وأكرمهم لمؤازرته وأهلهم لحمل سنته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فلقد كان سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خُلُقا، زكاه ربه، ومن زكَّاه ربه فلا يجوز لأحد من أهل الأرض قاطبةً أن يظن أنه يأتي في يوم من الأيام ليزكيه، بل إن أي أحد وقف ليزكي رسول الله، وليصف رسول الله، وليتكلم عن قدر رسول الله، فإنما يرفع من قدر نفسه، ومن قدر السامعين بحديثه عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
زكَّاه ربه في كل شيء: زكَّاه في عقله فقال جل وعلا: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2]، وزكَّاه في بصره فقال جل وعلا: { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } [النجم:17]، وزكَّاه في صدره فقال جل وعلا: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [الشرح:1]، وزكَّاه في ذكره فقال جل وعلا: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [الشرح:4]، وزكَّاه في طهره فقال جل وعلا: { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } [الشرح:2]، وزكَّاه في صدقه فقال جل وعلا: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } [النجم:3]، وزكَّاه في علمه فقال جل وعلا: { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } [النجم:5]، وزكَّاه في حلمه فقال جل وعلا: { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة:128]، وزكَّاه في خلقه كله فقال جل وعلا: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4] على دين وأدب عظيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الله أكبر! ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبياً
إننا لنتشرف بأن يكون حبيبنا ونبينا ورسولنا هو ابن عبد الله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اولا : محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم
كان صلى الله عليه وسلم أصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة، وأشد حياء من العذراء في خدرها، خافض الطرف أكثر نظره التفكير، ولم يكن فاحشا ولا لعانا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، ليس بفظ ولا غليظ، لا يقطع على أحد حديثه حتى يتعدى الحق، فيقطعه بنهي أو قيام.
وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يحفظ جاره ويكرم ضيفه، لا يمضي له وقت في غير عمل لله، أو فيما لا بد منه، يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، يحب إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم.
وكان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يحب أصحابه ويشاورهم ويتفقدهم: فمن مرض عاده، ومن غاب دعاه، ومن مات دعا له. يقبل معذرة المعتذر إليه، والقوي والضعيف عنده في الحق سواء، وكان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه (لفصاحته وتمهله) .
وكان يمزح ولا يقول إلا حقًا (صدقا) صلى الله عليه وسلم.
روى مسلم وغيره عن سعيد بن هشام قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقال: نعم، فقالت: كان خلقه القرآن. ومعنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجيّة له وخلُقا تطبَّعه وترك طبعَه الجبلّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه، هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكلّ خلق جميل.
يامن له الاخلاق ما تهوى العلا *** منها وما يتعشق الكـــــــــــبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل *** يغرى بهن ويولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *** لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا خطبت فللمنابر هزة *** تعرو الندى وللقلوب بكاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته *** فجميع عهدك ذمة ووفاء
يامن له عز الشفاعة وحده *** وهو المنزه ماله شفعاء
صلَّى عليكَ اللهُ ما صحِبَ الدُّجى *** حادٍ ، وحَنَّت بالفلا وَجْــــــــــــناءُ
واستقبلَ الرِّضوانَ في غُرُفاتِهِـــم *** بِجِنانِ عَدْنٍ ، آلِكَ السُمَحَــــــــــاءُ
قال الحسين بن علي رضي الله عنهما: سألت أبي عن سيرة النبي في جلسائه فقال: كان دائم البشر سهل الخلق ليّنَ الجانب، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيِس راجيه، لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلّم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، وكان يصبر على جفوة الغريب في منطقه ومسألته، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوّزه بانتهاء أو قيام.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليما رفيقا أدركه أعرابي فجذبه جذبا شديدا وكان عليه برد غليظ الحاشية فأثرت حاشيته في عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة جذب الأعرابي فقال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء
وخدمه أنس بن مالك رضي الله عنه عشر سنين في الحضر السفر فما قال له أف قط ولا قال لشيء صنعه لم صنعته ولا لشيء تركه لم تركته وما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك من محارم الله فينتقم لله وكان أحسن الناس خلقا فلم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سبابا ولا لعانا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فيكون أبعد الناس عنه وكان أجود الناس فما سئل على الإسلام شيئا إلا أعطاه فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وكان أزهد الناس في الدنيا فقد خير بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه وكان يتلوى من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ومات ولم يخلف دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا إلا سلاحه وبغلته ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير ابتاعه لأهله وكان بيده عقار ينفق على أهله منه والباقي يصرفه في مصالح المسلمين وكان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويكون في مهنة أهله ويمشي مع الأرامل والمساكين ويجيب دعوتهم ويقضي حاجتهم ويسلم على الصبيان إذا مر عليهم وكان يمزح ولا يقول إلا حقا وكان طويل الصمت قليل الضحك كثير التبسم وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غيلظ وكان محترما مفخما إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا وكان أشد الناس حياء وأفصحهم لسانا وأبلغهم بيانا
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
بل إنه كريم عظيم الخلق وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال عليه الصلاة والسلام :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . رواه البخارى وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق فقال : "ما من شىءٍ فى الميزان أثقل من حسن الخلق". رواه البخارى وقال:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا"ً. رواه احمد وابو داود. وسئل نبينا صلى الله عليه وسلم عن أى الأعمال أفضل فقال : "حسن الخلق ولما سُئِل عن أكثر ما يُدخل الجنة قال : تقوى الله وحسن الخلق" . رواه الترمذى وصححه
فإذا كان الدين هو حسن الخلق فالواجب على كل من آمن بالله واليوم الآخر وآثرنجاة نفسه أن يتعرف على هذا المعنى الجليل وأن يلتزم به.
لقد شملت الدنيا قبل مبعث محمد حيرة وبؤس ناءت بهما الكواهل.
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم…إلا على صنم قد هام في صنم
فعاهل الروم يطغى في رعيته…وعاهل الفرس من كبر أصم عَمِ
فتأذن الله عندئذ ليحسمنّ هذه الآثار، وليسوقن هدايته الكبرى إلى الأنام، فأرسل إلى الأمة محمدا عليه الصلاة والسلام برسالة عامة ودائمة لجميع الناس وكل العصور، وأنزل معه القرآن ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
كان رسول الله يتيما تولاه الله برعايته، وحفظه بعنايته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((أدبني ربي فأحسن تأديبي)) ضعيف
وشبّ رسول الله والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، حتى ما لبث أن صار اسمه في قومه: الصادق الأمين.
كفاك بالعلم في الأمي معجزة…في الجاهلية والتأديب في اليتم
روى الإمامُ مُسلمٌ في "صحيحه" مِن حديثِ بُريدة بن الحُصَيب - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سرِيَّة، أوصَاه في خاصَّتِه بتقوَى الله ومَن معَه مِن المُسلمين خيرًا، ثم قال: "اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تَغدِرُوا، ولا تُمثِّلُوا، ولا تَقتُلُوا وَلِيدًا ولا امرأة".
وفِي رِوايةٍ: "ولا تُحرِقُوا كَنِيسةً، ولا تَعقِرُوا نَخلًا".
الله أكبر! بهذه الألفاظ مِن دُرر الخُلُود، وهذه الحَبَّات مِن نفَحَات القُدس الشُّهُود، فاضَت الوصايَا المُحمديَّة العِظام بمجامِعِ الانسانية والاخلاق ، وزخِرَت بمعاطِف الرَّأفَة لتكون دستورا للعالم اجمع .
فأيُّ انسانية أعَمُّ وأشمَلُ وأجمَلُ، وأروَعُ وأبهَى وأكمَلُ مِن هذه الانسانية التي عمت الكَونَ بكائِناتِه وجَماداتِه ونباتاتِه؟ برسالة الاسلام!
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حسن الخلق ورباهم علي ذلك فها هو امير المؤمنين عمر بن الخطاب يبين لنا مبدأ الانسانية والتسامح في ابهى الصور حتى مع غير المسلمين كما روى ابن زنجوية في الأموال قال ( أَبْصَرَ عُمَرُ شَيْخًا، يَسْأَلُ، فَقَالَ: «مَالَكَ؟» فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ وَأَنَا تُؤْخَذُ مِنِّي الْجِزْيَةُ، قَالَ: وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَقَالَ عُمَرُ: «مَا أَنْصَفْنَاكَ إِنْ أَكَلْنَا شَبِيبَتَكَ، ثُمَّ نَأْخُذُ مِنْكَ الْجِزْيَةَ» ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَلَّا يَأْخُذُوا الْجِزْيَةَ مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ ) هكذا كان التسامح مع الذمي الذي يراه هرماً كبيرا
ثانيا : محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم رسول الانسانية
فهو رسول الاخلاق واول من نادى بحقوق الانسان ﺭُﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴًّﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋلي -رضي الله عنه-: "ﻋﺪِّﺩ ﻟﻨﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ -رضي الله عنه-: "ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪّ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ! ﻓﻘﺎﻝ علي -رضي الله عنه-: ﻋُﺪَّ ﻟﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ: ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﻳُﻌَﺪُّ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ -رضي الله عنه-: ﻋﺠﺰﺕَ ﻋﻦ ﻋﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ! ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -تعالى-: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ )[النساء: 77]، ﻭﻃﻠﺒﺖَ مني ﻋﺪَّ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ؛ حيث ﻳﻘﻮﻝ -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4]!!!! فهذا مبدأ الانسانيةعند رسول الانسانية
وهذا المبدأ قد شرحه الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، من خلال مخاطبته ليزدجر آخر ملك من ملوك الفرس حيث قال له: (لقد بعث الله فينا رجلا معروفا في حسبه ونسبه، وأصبح هذا الرسول ﷺ فيما بيننا وبين رب العالمين، وأخرجنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام)
فنرى إنسانيته في التعامل مع الأطفال والصبيان والضعفاء : فقد كان -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا بالأطفال: فعن أَبَي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:" قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ"(متفق عليه)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَكَانَ يَأْتِيهِ وَإِنَّ الْبَيْتَ لَيُدَّخَنُ فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ"(رواه مسلم، وانظر كتاب: العيال؛ ابن أبي الدنيا).
إنسانية رسول ﷺ في التعامل مع الضعفاء والنساء والمؤمن وغير المؤمن والحيوان والطير :
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: أَلا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ -يَا غُدَرُ- إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟(سنن ابن ماجه).
فكان رسول الله ﷺ دائم الوصية بالنساء، وكان يقول لأصحابه: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"(البخاري)، بل إن هناك ما هو أعجب من ذلك؛ وهو رحمته ﷺ بالإِمَاء، وهُنَّ الرقيق من النساء، فقد روى أنس بن مالك قال: "إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ!"(البخاري).
إننا نتحدى العالم أجمع أن يأتي لنا بموقف من حياة رسول الله ﷺ آذى فيه امرأة أو شقَّ عليها، سواءً من زوجاته أو من نساء المسلمين، بل من نساء المشركين.. وأحيانًا تُخطئ زوجته خطأً كبيرًا، ويكون هذا الخطأ أمام الناس، وقد يسبب ذلك الإحراجَ له ﷺ ومع ذلك -فمن رحمته وإنسانيته- يُقدِّر موقِفَها، ويرحم ضَعْفها، ويعذر غيرتها، ولا ينفعل أو يتجاوز، إنما يتساهل ويعفو...
فقد روى أنس أن رسول الله ﷺ كان عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ فَانْكَسَرَتْ، فَأَخَذ ﷺ الْكِسْرَتَيْنِ فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ، وَيَقُولُ: "غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُّوا"، فَأَكَلوا، فَأَمْسَكَ حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا. (البخاري
لقد أخذ رسول الله ﷺ هذا الموقف ببساطة، وجمع الطعام من على الأرض، وقال لضيوفه: "كُلُوا"، وعلل غضب زوجته بالغَيْرة، ولم ينس أن يرفع قدرها، فقال "غارت أمكم"، أي أم المؤمنين!! فأي إنسانية وأي رحمة هذه التي كانت في قلبه ﷺ!! قارِنْ بينَ ذلك وبين ما يحدث في البيوت وغيرة النساء!!
فقبل الهجرة امره ربه بحسن معاملة الضعفاء بانسانية عَنْ سَعْدٍ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ سِتَّةَ نَفَرٍ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَبِلَالٌ وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الْأَنْعَامِ: 52]"(مسلم).
وبعد الهجرة وفي أعقاب الزمن ينبري أقوام لإحياء العصبيات الجاهلية، ويهتفون بها، ويتفاخرون على أساسها، يمنحونها الاستمرار، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ - قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً فِي جَيْشٍ - فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَقَالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» رواه مسلم.
فبني مجتمع المدينة المنورة علي الانسانية والاخلاق واسس امة ودولة علمت الدنيا الانسانية ولما أذن المؤذن لصلاة الظهر، يوم فتح مكة أخذ بأصابعه الشريفة حلق باب الكعبة، وهزها وقال: الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، يا معشر قريش: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
جمع وترتيب \ ثروت سويف \ امام وخطيب ومدرس بالأوقاف المصرية



 توقيع : عازف الناي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعة السلام مع النفس والكون والبيئة للشيخ ثروت سويف عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 12-04-2022 06:58 PM
خطبة الجمعه بعنوان ايات الاعتبار في القرآن الكريم للشيخ ثروت سويف عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 11-19-2022 04:52 PM
خطبة لا اقسم بيوم القيامة للشيخ ثروت سويف عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 11-17-2022 09:38 PM
خطبة أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن العظيم للشيخ ثروت سويف عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 11-17-2022 09:36 PM
خطبة النبي كأنك تراه أخلاقه وشمائله للشيخ ثروت سويف عازف الناي › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 4 11-17-2022 09:05 PM


الساعة الآن 12:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.