تأليف جوزبه كاتوتسيلا (تأليف) خالد سليمان الناصري (ترجمة) يوسف وقاص (ترجمة)
نبذة عن الرواية
لنكن صريحين من البداية، نحن قومٌ غُزاة في أرض غنيَّة بالثروات والنفائس، غزوْناها سرَّاً لنعمل - هذا ما أخبرتْنا به الراهبة في الروضة، وجرَّاء علاقتها الخاصَّة بالرَّبِّ، فما كان لها أن تُخطِئ.
في ذاك اليوم، ولم أكنْ قد تجاوزتُ الرابعة من عمري، صوَّبتْ تلك المرأة الصغيرة المتَّشحة بالسواد إصبعَها نحوي. ليلاً داهمتْني الكوابيس. وفي الصباح، أقسمتُ ما إن فتحتُ عينَيَّ، بأنني لن أكون على شاكلة أَبَوَيَّ، شخصاً منبوذاً، يستولي على عمل الآخرين، ويحتلُّ البيوت، والحدائق، والشوارع، وكل الأشياء الاستثنائية: سأكون دائماً موضع ترحيب، لا، بل مُحتفَى به، إن صحَّ القول. تطلَّب ذلك الكثير من الشجاعة، وتضرَّعتُ إلى الرَّبِّ كلّ ليلة أن يهبَني إيَّاها، وأن يكتسبَ أبواي لهجة قريبة من لهجة أهل الشّمال، لئلَّا يُفتضَح أمرُنا.عندئذ بدأتُ أقفز وأرقص مثل الأبله داخل تلك القاعة، الاثنان الآخران كانا قد صعدا إلى الطابق الثاني، كنتُ أسمعهما يمشيان فوقي، ويُحدثان ضجيجاً كبيراً، لقد وجد كلاهما الآخر، هذان الاثنان، هذا كلّ شيء. وهكذا يمكنني أن أرقص وحدي بين المقاعد، وأكون في سعادة وسلام، لأن السعادة تنمو بإفراط، إن لم يكن هناك من ينظر إليك، لأننا ننظر إلى أنفسنا بشكل فعلي، ولم يكن يوجد شيء أفضل من ذلك في العالم. هكذا تحوّلتُ إلى مهرّج، وقمتُ باستعراض ممتع وأنا أدور حول نفسي وأقع على الأرض. كنتُ أستدير إلى اليمين، فتأتيني صفعة من اليسار، أسحب إصبعي فأضرط، أُمسك بيدي فأصاب بصعقة كهربائية. باختصار، أشياء تغميك من الضحك.