السيرة من القرآن
القُرْآن الكريم ربيع القلوب، وشفاء الصدور، فيه الأحكام، وفيه إقرار التوحيد، وفيه قصص الأنبياء، وفيه العظة والعبرة، مَن فهمه حق الفهم وأخذ بما فيه فقد هُدي إلى الصراط المستقيم، وعرَف نفسه ومن هو فوق هذه الأرض وفي هذا الكون، وإذا عرف الإنسان حقيقته وحجمه وعرف خالقه وأسماءه وصفاته تصرف العبد بالنسبة للخالق، وعرف بما لا يقبل الشك واللبس قول الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وعرَف ما المطلوب من العبد تجاه الخالق، والقُرْآن خاتم الكتب نزل على خاتم الأنبياء ليكون منهاج حياة إلى أن تقوم الساعة، فإذا ما ذكر السابقين من الأنبياء والأمم فقد أتى على أهم الأحداث في عصر كل نبي، وكان لسيرة موسى فيه النصيب الأكبر في الذكر إذا ما قيس بما ذكره عن بقية الأنبياء، ولكن هذا لا يعني أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم داخل في هذه الإحصائية؛ فالقُرْآن كتاب الله الذي أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تكاد تخلو سورة إلا وفيها ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، صحيح أنه لم يذكر النبي بالاسم إلا في أربعة مواضع، والخامس باسم أحمد، لكن ذكره أكثر من أن يحصى، وقد نوَّه عنه بكاف الخطاب وهاء الغيبة والضمائر المستترة مع ذكر ما عاصره من الأحداث، وسوف نستقصي السيرة النبوية من النص القُرْآني؛ لتكون سيرة نبوية خالية من الخلل والمبالغات واختراق الإسرائيليات.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|