تأليف بوريس باسترناك (تأليف) طه حسين (مراجعة) رتشارد بيفر (تقديم)
نبذة عن الرواية
أما أن القصة رائعة فائقة الروعة، فشيء لا يشكُّ فيه إلا الذين لم يقرؤوها ولم يتعمَّقوها، أو الذين تقصُر أذواقهم عن إساغة الأدب الرفيع!
فالقصة تبدأ قُبيل الثورة التي شبَّت في روسيا سنة 1905. وهي تحدِّثنا عن صبية يختلفون إلى المدارس وعن أسر هؤلاء الصبية . وهي تصف لنا ما يضطرب في نفوس هؤلاء الصبية من الخواطر التي تثيرها الأحداث من حولهم.. وما تثيره في نفوسهم من الخواطر تلك الحركات الاجتماعية.. وتأثير هذا كله في نفوس هؤلاء الصبية الذين لم يبلغوا الثالثة عشر بعد.. وتتبع قصة واحد منهم هو الدكتور جيفاكو..ولستُ أعرف كاتبًا روسيًا صوِّر الهلع والفزع والجزع، كما صوَّر ذلك صاحب القصة.. فالذين احتملوا أهوال هذه الثورة أبطالٌ حقًا، لأنها بلغت من القسوة والشدة وامتحان النفوس ما لايُصدَّق إلا بعد جهد وأيّ جهد.
ولستُ أعرف كاتبًا روسيًا صوِّر قسوة الطبيعة.. وجمال الطبيعة.. ومصاعب الحياة ومشكلاتها، والموت الذي يوشك أن ينقضَّ.. وحركة الجماعات في الخوف والأمن، وفي السُّخط والرضا، كما قرأته في هذه القصة.
كل هذا نجده في هذه القصة التي إن شئت قراءتها والاستمتاع الصحيح بها، أن تُقتصر عليها أثناء القراءة عقلك وقلبك وذوقك جميعًا. وسترى، إن فعلت ذلك، ستربح متعةً قلَّما تربح مثلها في قراءة كتاب!
.
.
.
عندما انتهى من كتابة هذه الرواية المثيرة للجدل "دكتور جيفاجو" التي لم يستطع نشرها داخل بلاده، فساعده بعض أصدقائه خارج الإتحاد السوفيتيي آنذاك على نشرها في إيطاليا ومن ثم في لندن، ونال على أثرها جائزة نوبل للآداب. وهنا ابتدأ هجوم حاد وعنيف من الجهات الرسمية الروسية ضد الرواية وكاتبها مما استدعاه الى رفض تسلم الجائزة لما فيها من محاذير. وكتب عن تلك الفترة قائلا: "لقد وضعت كما الوحش في زريبة، في مكان ما ومن خلفي صخب المطاردة، وليس من طريق أمامي للخروج لكنني عند حافة القبر اشعر أنه سيأتي اليوم الذي سيزول فيه كل ذلك الخوف"
.
.
"تقول الشاعرة الروسية مارينا تسفيتاييفا: " .. تأثير باسترناك يعادل تأثير النوم؛ نحن لا نفهمه، نحن نسقط فيه، نقع تحت تأثيره، نغرق فيه. نحن نفهم باسترناك كما تفهمنا الحيوانات .. "