«إنها عائدة إلى المنزل والوطن والمهد».. هكذا هي التميمة الرسمية للجماهير الإنجليزية في كل زمان ومكان، مع بدء العد التنازلي على انطلاق كأس العالم 2022، حيث يسعى منتخب الأسود الثلاثة لتحقيق اللقب العالمي الغائب عن خزائنه منذ نحو 56 عاماً، وبالتحديد عام 1966 بعد الفوز في النهائي على منتخب ألمانيا بنتيجة 4-2 في مباراة لا تنسى.
ومنذ نهائي 1966، شارك المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم خلال 15 نسخة سابقة، لكنه لم يفز أبداً باللقب وحتى لم يصل إلى النهائي، ليلاحقه الفشل في عدة محاولات قبل اقترابه من المجد في النسخة الماضية التي جرت في روسيا عام 2018، حين وصل إلى نصف النهائي قبل أن يخسر من كرواتيا في الأشواط الإضافية بهدف مقابل هدفين، ويكتفي بالرابع بعد سقوطه من جديد أمام بلجيكا بنتيجة 0-2.
وقال جاريث ساوثجيت مدرب المنتخب الإنجليزي، عن ذكرياته مع كأس العالم: «لسوء الحظ، لم أشاهد فوز إنجلترا بلقب كأس العالم 1966، كذلك خلال فترة طفولتي لم يتأهل المنتخب للمونديال مرتين متتاليتين خلال عامي 1974 و1978»، لذلك يطمح المدرب في وضع بصمة قوية لبلاده في كأس العالم، خاصة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المباراة النهائية في النسخة الماضية.
ورغم أن إنجلترا هي من ساهمت في نشر لعبة كرة القدم حول العالم، لدرجة أنها تعرف بأنها بلاد مهد الكرة، إلا أنها تعاني بوضوح في البطولة الأهم عالمياً، حيث تتمتع بسجل سيء وضعيف على مستوى المشاركات الدولية والقارية، فالفريق الإنجليزي بعد فوزه باللقب عام 1966، كان أفضل مركز له هو الحصول على الرابع في نسختي 1990 و2018، لذلك فإنه لم يصل أبداً إلى النهائي بعد فوزه البطولة.
رقمياً وإحصائياً، لعبت إنجلترا 69 مباراة في تاريخ مشاركتها بكأس العالم، حقق خلالها المنتخب 29 فوزاً من 21 تعادلاً، وتلقى الحسارة في 19 مباراة، مع تسجيل لاعببيه 91 هدفاً واستقبلت شباكهم 64 في المقابل.
ويمر منتخب إنجلترا بفترة جيدة مع جاريث ساوثجيت، الذي يقود الفريق منذ عام 2016 وحتى الآن، حيث حقق المركز الرابع في مونديال 2018، بالإضافة إلى تحقيقه الوصافة في بطولة يورو 2020، لذلك فإنه يسعى للفوز باللقب العالمي هذه المرة في قطر، رغم أن الفريق يعاني بشدة من الإصابات، مع إصابة 7 لاعبين حتى الآن وهم: بن تشيلويل، جوردان هندرسون، ريس جيمس، كايل وواكر، جون ستونز، كالفيرت لوين، وكالفين فيليبس، إلا أن طموح الجماهير لا يتوقف في رحلة جديدة من أجل إعادة كرة القدم إلى مهدها من جديد بعد غياب طويل.