تفسير قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَب
قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 141].
رد الله عز وجل في الآيات السابقة زعم اليهود والنصارى أنهم على دين يعقوب عليه السلام كذباً منهم وافتراءً، مبيناً أن يعقوب عليه السلام كان على ملة إبراهيم عليه السلام، ثم أتبع ذلك بقوله: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
ثم ذكر في هذه الآيات قولهم: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى وأبطل ذلك، ثم أتبعه بقوله: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
والإشارة في قوله: ﴿ تِلْكَ ﴾ في هذه الآية إلى إبراهيم ومن ذكر معه من الأنبياء عليهم السلام، وفي الآيتين بيان وتأكيد أن لكل عمله لا يسأل أحد عن عمل من سبقه ولا ينبغي أن يتكل أحد على عمل غيره.
قال السعدي[1]: "وكررها لقطع التعلق بالمخلوقين، وأن المعول عليه ما اتصف به الإنسان لا عمل أسلافه وآبائه، فالنفع الحقيقي بالأعمال، لا بالانتساب إلى الرجال".
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|