اختتم أمس في الرياض اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، المنعقد في إطار مؤتمر التعدين الدولي، وذلك بالدعوة إلى العمل على تأمين مستقبل سلاسل الإمداد للمعادن لتحقيق الانتقال العالمي للطاقة الخضراء والتنمية الاقتصادية الإقليمية في قطاع التعدين والمعادن. كما اتفقوا على نهجٍ تعاوني يجمع كل الأطراف ذوي العلاقة، لإرساء أرضية مشتركة لتطوير سلاسل إمدادٍ لقطاع المعادن، تتسم بالمرونة والقدرة على التعافي السريع، وأكدوا على أن من أبرز التحديات النمو الكبير في الطلب على المعادن اللازمة لجهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وأشاد المشاركون، في هذا السياق، بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر والمبادرات الرائدة التي تبنتها المملكة لمعالجة التحديات المناخية. وكان وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس اجتماع الطاولة المستديرة الثاني، بندر بن إبراهيم الخريف، افتتح الاجتماع بكلمة رحب فيها بالمشاركين مشيدا بالدور الحيوى الذي تلعبه صناعة التعدين في تشكيل عملية الانتقال إلى مستدام وإحداث تنمية اقتصادية عادلة، مشيراً إلى أن المنطقة التعدينية الناشئة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا لديها إمكانات وقدرات تعدينية واعدة وقادرة على سد الفجوة المتوقعة على الطلب في المستقبل. وأوضح بيان صحفي صدر في ختام الاجتماع، الذي شهد مشاركة 60 دولة أن من أبرز التحديات النمو الكبير في الطلب على المعادن اللازمة لجهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تُمثل هدفاً تم إقراره، لأول مرة، في اتفاقية باريس، في عام 2015م، وأشاد المشاركون، في هذا السياق، بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر وانعقاد نسختها الثانية برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والمبادرات الرائدة التي تبنتها المملكة لمعالجة التحديات المناخية.
4 محاور على الطاولة المستديرة ذكر البيان أن نقاشات اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري الثاني تركزت في أربعة محاور،الأول قدرة المنطقة على تلبية الطلب العالمي على المعادن الحرجة وعلى تطوير اقتصاداتها. والثاني بناء الثقة المجتمعية، من خلال القيام بأعمال التعدين بمسؤولية، والثالث مناقشة فرص المشاركة والتعاون في تطوير إستراتيجية المعادن الحرجة والإستراتيجية، وفي المحور الرابع ناقش المشاركون كيفية جعل «مراكز التميز» جزءاً من إستراتيجيات المعادن الحرجة، لتمكين المنطقة من تحقيق إمكانات التنمية فيها، مع التركيز على تنمية القوى العاملة، والقدرة على الوصول إلى رأس المال، والابتكار. واتفق المشاركون بالاجماع على أهمية المعادن لبناء اقتصاد أنظف، من خلال التقنيات الجديدة والناشئة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والبطاريات التخزينية، والطاقات المتجددة. وأجمعوا كذلك على تسارع الطلب على هذه المعادن الحيوية، وعلى أن النمو في الطلب على هذه المعادن يُتيح فرصة غير مسبوقةٍ لإعادة صياغة الطريقة التي تُدار بها سلسلة القيمة للتعدين والمعادن، بحيث يكون أفراد المجتمعات هم محور الاهتمام في هذه السلسلة.
الخريف: 5 تريليونات ريال قيمة المعادن بالمملكةقدر وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف قيمة كمية المعادن الموجودة بالمملكة بنحو 5 تريليونات ريال، مشيرًا إلى العمل على تقليص مخاطر الإنتاج والاستثمار، ولفت إلى إجراء عمليات الكشف عن المعادن من خلال برنامج المسح الجيولوجي على الدرع العربي بالكامل، وبرنامج آخر للاستكشاف المسرع، والذي من خلاله يمكن استكشاف كميات ونوعيات إضافية من المعادن، وأكد خلال حديثه في اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للوزراء المعنيين بشؤون التعدين أن التقنيات الحديثة المتعلقة بالتعدين ستكون متاحة أمام المستثمرين في المملكة، وأن القطاع يوفر فرصًا استثمارية ووظيفية كثيرة. وأشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ركزت على دور سلاسل الإمداد والتكنولوجيا وصناعة السيارات والصناعات الدفاعية والتكنولوجيا الخضراء، ومنطقتنا يمكن أن تكون جسرًا يمتد عبر هذه الدول في هذا التحول، كما شدد على تطوير المعادن والفلزات في المنطقة لزيادة مستويات الالتزام وتحسين الميزان التجاري بين مختلف الدول، والمشاركة في التحول الصفري لانبعاثات الكربون. وأكد أن المملكة قللت مخاطر عمليات الاستثمار والإنتاج والتصنيع بقطاع التعدين، كما جذبت استثمارات كبرى تخطت 33 مليار دولار في 2020، فضلاً عن إطلاق أول مزاد لهذا القطاع بمشاركة عدة دول، ووسعت سلاسل الإمداد في الفوسفات والذهب، وطورت بيئة مناسبة لصناعة السيارات الكهربائية.
إمكانات المملكة التعدينية تتصدر المؤتمر اليوم
تنطلق اليوم جلسات مؤتمر التعدين الدولي ولمدة يومين، بمشاركة أكثر من 200 متحدث من المملكة ودول العالم، لمناقشة عدد من الموضوعات الملحة في قطاع التعدين وصناعة المعادن على المستويين الإقليمي والدولي، ومن بينها جلسة بعنوان «استعراض إمكانات وفرص التعدين في المملكة وفي منطقة التعدين الناشئة التي تمتد من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا»، وجلسة بعنوان «دور المملكة وريادتها على مستوى العالم في إمدادات الطاقة المتجددة وجهودها في تطوير قطاع التعدين في المنطقة»، كما تعقد جلسة عن «التطورات الاقتصادية والبيئية والسياسية العالمية التي تؤثر على صناعة المعادن في المنطقة»، و جلسة تحت عنوان «التطابق بين العرض العالمي والطلب ودور المنطقة في سد فجوة العرض والطلب على المعادن». ويشارك في جلسات المؤتمر، عدد من الوزراء من أبرزهم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، ووزير الاستثمارخالد الفالح، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، ووزير الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية بالمملكة المتحدة غرانت شابس، ووزيرة المناجم بدولة الكونغو الديمقراطية أنطوانيت نسامبا كالامباي. كما سيشارك عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات ومؤسسات التعدين وممثلي المنظمات الدولية.